أكد مسؤول بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والعربية أن الكويت تلعب دورا بارزا في دفع الجهود الخاصة بتشييد مشروع لتحلية المياه في قطاع غزة بهدف تخفيف معاناة أكثر من مليوني نسمة في الحصول على مياه نظيفة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به المستشار الهندسي في الصندوق الدكتور محمد صادقي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب مشاركته في اجتماع تنسيقي استمر يوما واحدا حول البرنامج الخاص بمشروع محطة تحلية المياه المركزية في قطاع غزة والذي استضافته المفوضية الأوروبية في بروكسل مساء أمس الجمعة.
وقال صادقي "نريد أن نوجه رسالة إلى السكان في غزة بأن هذا المشروع لم يمت وأنه حي وبدأ البناء الفعلي به". وأشار إلى أن مساهمة الكويت الإجمالية في إعادة إعمار غزة تبلغ 200 مليون دولار بموجب منحة يديرها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية موضحا أنه تم تخصيص 60 مليون دولار من بينها لمحطة تحلية مياه غزة.
وأوضح أن المشروع يتكون من تشييد محطة تحلية وخطوط لنقل المياه إلى شمال ووسط غزة مشيرا إلى أن أكثر من مليوني شخص سيستفيدون من المشروع.
ولا يزال المشروع في مرحلة استكمال الخطة المالية التي تتضمن تحمل الدول العربية نسبة 50 بالمئة من تكلفته الإجمالية التي تقدر قيمتها بأكثر من 500 مليون يورو (568 مليون دولار) فيما سيتكفل مانحون دوليون بالنصف الآخر.
ويتولى البنك الإسلامي للتنمية إدارة مساهمات المانحين العرب في حين يدير الصندوق الكويتي مساهمته الخاصة التي تبلغ 60 مليون دولار في المشروع الذي سددت الدول العربية بالفعل التزاماتها تجاهه.
وقال صادقي "هناك بعض العوائق فيما يتعلق بالمانحين الدوليين لذا كان الهدف من هذا الاجتماع تنسيق جهودنا حتى نتمكن من جذب مانحين آخرين للمشاركة في هذا المشروع الهام".
وأوضح أن إجمالي الالتزام من جانب الدول العربية والجهات المانحة الدولية بلغ ما بين نحو 80 و85 بالمئة مشيرا إلى ان هناك فجوة في تمويل النسبة المتبقية.
وأضاف "نحن هنا لجذب مانحين آخرين لسد هذه الفجوة.. من المشجع دائما أن يكون لدينا هذا النوع من الاجتماعات للحصول على أفكار جديدة حتى نتمكن من المضي قدما في بناء هذا المشروع في أقرب وقت ممكن.. ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والعربية يأخذ زمام المبادرة في بدء التنفيذ الفعلي للمشروع".
وأضاف "نعتقد أن المشروع سيستغرق ثلاث سنوات ونصف السنة أو نحو ذلك لكن بحلول عام 2023 سيتم الانتهاء من جميع ملحقات المشروع".
ووصف صادقي الوضع في غزة بأنه "في غاية الصعوبة" موضحا "هناك شح في موارد المياه والمياه الجوفية مالحة وهناك تسرب لمياه البحر في طبقة المياه الجوفية التي يعتمدون عليها للحصول على إمدادات المياه".
وأشار إلى أن محطة تحلية المياه الموجودة حاليا في غزة صغيرة جدا ولهذا السبب فإنهم يتطلعون إلى ضخ 150 ألف متر مكعب من محطة التحلية.
ويتضمن مشروع تحلية المياه أيضا توليد الطاقة الكهربائية بهدف توفير الطاقة للمشروع.
وقال صادقي "إذا لم يكن لدينا مياه نظيفة فإن هذا سيؤدي إلى أمراض وفوضى والكثير من الأشياء السيئة.. نريد الاستقرار في تلك المنطقة حتى يتمكن الناس من التركيز على التنمية".
واستضاف الاتحاد الأوروبي في 20 مارس 2018 في بروكسل مؤتمرا حول مشروع محطة تحلية المياه المركزية والأعمال الملحقة بها في قطاع غزة حضره ممثلون عن البنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية وغيرهم من المانحين الدوليين.