أعلن المواطن اللبناني المحتجز نزار زكّا في إيران ترشحه في الانتخابات الفرعية اللبنانية لملء المقعد السني الشاغر في قضاء طرابلس.
وفي رسالة وجهها من معتقله في سجن إيفين في طهران، قال نزار زكا: "أنا المواطن اللبناني العادي نزار زكا المخطوف في إيران منذ أيلول/سبتمبر 2015، أتقدّم لأهلي في كل من طرابلس، مدينة والدتي، والقلمون بلدتي، سائلاً ثقتهم لأكون صوتهم الصارخ في مجلس النواب، صوت كل موطن عادي يَغيب صوته أو يجري تغييبه وخنقه عن قصد".
وأضاف زكا: "أنا اللبناني العادي، أتطلع إلى تمثيل كل مواطن عادي، ضاع حقه في دولة اللاعدالة، صودر صوته في دولة القهر، فُقدت كرامته في دولة الزبائنية، سُرقت لقمته في دولة الأغنياء".
وأشار نزار زكا في رسالته إلى الظروف التي يعيشها في السجن بإيران وإلى عدم متابعة قضيته من قبل الجهاز الدبلوماسي اللبناني، قائلاً: "أنا اللبناني العادي، تخلّت عني دولتي لغدرات الزمن، تآمرت عليّ مخطوفا في أحد أبشع المعتقلات في العالم، حيث أعيش منذ 4 أعوام في قبر تحت الأرض بين المجاري والجرذان. دولتي المتخاذلة هي نفسها التي تخلّت عنكم، يا أهلي في قضاء طرابلس وتاج عرش لبنان. تَرَكَتْكم أنتم أيضا لغدرات الزمن، للحرمان والفقر والظلم والألم".
وشكر نزار زكا في رسالته بعض الشخصيات والأحزاب اللبنانية التي "دعمت قضيته" حسب تعبيره ومنهم رئيس الوزراء سعد الحريري وكتلته السياسية ورئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي ووزير الداخلية السابق اللواء أشرف ريفي وأحزاب الكتائب والقوات اللبنانية والجماعة الإسلامية وهيئات المجتمع المدني والنائب السابق عن طرابلس مصباح الأحدب.
وأكد زكا أن حملته الانتخابية "إيجابية تجاه الجميع، ولن أكون سوى مدافع عن المبادئ".
في سياق متصل، ستعقد مديرة حملة نزار زكا، مهى زكا اليافي، شقيقة نزار، مؤتمراً صحافيا يوم الاثنين المقبل في 18 آذار/مارس.
يذكر أن نزار زكا هو خبير في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولديه إقامة في الولايات المتحدة. اختفى بعيد وصوله إلى طهران في 11 سبتمبر/أيلول عام 2015، بينما كان يلبّي دعوة رسمية من النائبة السابقة للرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شهيندخت مولافردي لحضور مؤتمر عن دور المرأة في التنمية المُستدامة، تحت عنوان "ريادة الأعمال والتوظيف".
وأصدر القضاء الإيراني حكما بحق زكا يقضي بسجن 10 سنوات بعد إدانته بالتخابر مع المخابرات الأميركية.
يذكر أن نجل زكا كان أكد في مقابلة سابقة مع قناة "العربية" في 9 يناير/كانون الثاني الفائت أنه لم يسمع صوت والده منذ 3 أسابيع، ولم يعرف إلى أي سجن نقله الحرس الثوري، قائلاً: "لقد اختفى ولا أعرف مكانه، وهم يضغطون عليه من أجل الإقرار بأكاذيب لبثها على التلفزيون".
وأضاف من ولاية تكساس الأميركية، حيث يقيم: "من المذل والمهين أن يبث الحرس الثوري الإيراني أكاذيب على التلفزيون الرسمي"، في إشارة إلى عرض التلفزيون الإيراني قبل يومين، تقريراً يظهر نزار في عدة مناسبات وفي بلدان مختلفة للإيحاء بتحركات مشبوهة.
كما اتهم الدولة اللبنانية بالتقصير، قائلاً: "لم أرَ أي تحرك منذ الانتخابات اللبنانية في مايو/أيار الماضي"، متسائلاً: "لماذا لا يطالبون بمواطن لبناني".