تعيش إسرائيل انقساماً سياسياً مع اقتراب انتخابات التاسع من أبريل (نيسان) القادم، التي تعتبر اختباراً حقيقياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتانياهو في ظل ضغوطات اتهامات الفساد التي قد تحول دون حصوله على ولاية رابعة.
ورغم ضيق الوقت، واشتداد المنافسة الانتخابية خاصة من قائمة "أزرق أبيض" والتي تشكلت بين رئيس هيئة الأركان الأسبق بيني غانتس ورئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، واستطاعت سرقة الأضواء من حزب "الليكود" الحاكم بزعامة نتانياهو، إلا أنه كان لتغريدة ترامب حول مرتفعات الجولان السورية المحتلة، مفعولاً سريعاً في إنعاش حملة نتانياهو الانتخابية وتوسيع فرصه بالفوز بفترة رئاسية رابعة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "اندبندنت" البريطانية اليوم السبت. 
عرف نتانياهو بنهج انتخابي موحد طيلة فترات ترشحه، إذ يقدم دوماً على شن حرب على غزة لضمان حصوله على أكبر عدد من أصوات الناخبين الإسرائيليين، كما يعرف بامتعاضه الشديد ورفضه لأي انتقادات حكومية تحول دون تنفيذه حرب على غزة قبيل الانتخابات.  وكانت هذه الحملة الانتخابية الأصعب بالنسبة إلى نتانياهو المتورط في قضايا فساد عديدة من جهة، والذي يواجه خصماً شرساً من جهة أخرى، إضافة إلى عدم قدرته على خوض حرب جديدة في غزة.
وشكل توقيت تغريدة ترامب أمراً هاماً، إذ أتت قبيل 4 أيام من زيارة نتانياهو المقررة إلى واشنطن، والتي سيجتمع خلالها بالرئيس ترامب مرتين.
كما شكلت تغريدة ترامب دافعاً لتأييد نتانياهو مجدداً، إذ اعتبرها المقربون منه انتصاراً يحسب له، وقال وزير الأمن العام في إسرائيل غلعاد أردان، إن "ذلك إنجاز هائل لدولة إسرائيل، وحزب الليكود، ورئيس الوزراء".
من جهته قال رئيس حزب "كولانو" موشيه كحلون، والذي يؤيد نتانياهو في الانتخابات القادمة، إنه "إنجاز مهم".
هدية الانتخابات
في حين يقول الكاتب في صحيفة "جيروزالم بوست" هيرب كينون، إن "تغريدة ترامب هي هدية الانتخابات التي لطالما حلم بها نتانياهو".
ووجه آخرون انتقادات حادة للرئيس الأمريكي، معتبرين توقيت التغريدة تدخلاً حقيقياً في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، وقال الكاتب في صحيفة "هآرتس" العبرية أنشيل فايفر، "لا أحد يجهل الآن تدخل ترامب في الانتخابات الإسرائيلية نيابة عن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو". 
واعتبر فايفر، أن التوقيت الحالي لتلك التغريدة هو لصرف النظر عن قضية فساد الغواصات، وقضايا أخرى.
نتانياهو..يائس
وأكدت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي عايدة سليمان، أن "الرئيس الأمريكي يحاول إنقاذ نتانياهو من وضعه اليائس وإعادته إلى السلطة مرة أخرى".
واعتبر النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أيمن عودة، أن "الخطوة بمثابة استفزاز رخيص وساخر".
لم يكن بمقدور خصوم نتانياهو في الانتخابات القادمة وعلى رأسهم بيني غانتس سوى شكر ترامب على مضض لمساعدته نتانياهو في الفوز بولاية رابعة.
وحاول يائير لابيد شريك بيني غانتس في حزب "أزرق وأبيض" تجاهل التغريدة، بالإشارة إلى سعي حزبه الاعتراف بالجولان قبل عام.
وأيد البعض تصريحات لابيد بالقول، إن "تلك الخطوة هي بمثابة سرقة لحقوق الطبع والنشر لشخص آخر"، في إشارة إلى نتانياهو الذي نسب الإنجاز لنفسه.
بدا بيني غانتس، أقل تفاؤلاً بعد تلك التغريدة التي غيرت مجرى حظوظه بالفوز، وبدا متعباً في مقطع فيديو شاركه على صفحته على تويتر، للتذكير بزيارته إلى الولايات المتحدة والتي سيلتقي خلالها بقادة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لكسب دعم جديد.
ورغم أهمية التغريدة في قلب موازين الانتخابات في إسرائيل لصالح نتانياهو إلا أن وزير التعليم نفتالي بينيت (حليف نتانياهو)، أكد أن الأخير لم ينجُ بعد.