خرج مئات الماليزيين اليوم السبت في مظاهرة سلمية مرتدين الملابس البيضاء تنديدا بالمجزرة الارهابية التي وقعت في مسجدين بمدينة (كرايستشيرش) النيوزيلندية الاسبوع الماضي واظهارا لتضامنهم مع الضحايا.
وكشف الوزير في مكتب رئيس الوزراء الماليزي للشؤون الدينية مجاهد راوا عن (إعلان كوالالمبور للسلام 2019) خلال المظاهرات اليوم مطالبا بحماية العالم من ثقافة الكراهية التي يمكن ان تؤدي الى مزيد من اعمال العنف.
وشدد راوا على أنه يجب الا ترتبط اعمال العنف بأي دين او عرق لأن العنف ليس له دين مشيرا الى ان الحكومة الماليزية تسعى الى نقل رسالة السلام للعالم وان الماليزيين يدينون اعمال التمييز والعنف والقتل باسم الدين او العرق ويرفضون تماما اي عمل او ثقافة تقوم على الكراهية.
واضاف ان الماليزيين سيدافعون عن سيادة بلادهم من مؤامرات عملاء الكراهية العنصرية والدينية كما تدعم بلاده جميع الجهود الدولية المبذولة لتعزيز السلام والوئام بين جميع الاعراق والديانات وتقف متحدة مع المجتمع الدولي في تطوير السلام والازدهار على اساس الاعتراف بالتنوع العرقي والديني.
وشكر بدوره رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا ارديرن على الجهود الواضحة التي قامت بها اثر وقوع المجزرة الشنيعة الذي نفذها متطرف لا يمثل الا نفسه كما شكر ايضا الشعب النيوزيلندي الذي اظهر دعمه ووقوفه مع المسلمين في هذا الهجوم الارهابي.
من جهته قال الوزير في مكتب رئيس الوزراء لشؤون الوحدة الوطنية والرفاهية الاجتماعية وايثا مورثي في كلمة مماثلة إن ما حدث في نيوزيلندا وهي دولة آمنة مستقرة بفعل رجل واحد قد يغير صورة البلاد امام العالم بسبب الكراهية والعنصرية المقيتة.
واكد مورثي أن ماليزيا التي تعتبر مثالا يحتذى به في التعددية الثقافية والتعايش السلمي مستمرة في تعايش ابنائها منذ اعلان استقلال البلاد مضيفا ان هذا التجمع والتظاهر السلمي يعتبر اكبر مثال يظهر مدى جدية الماليزيين في نبذ جميع انواع الكراهية والتطرف.
وألقى المفوض السامي النيوزيلندي لدى ماليزيا هنتر نوتيج كلمته في هذه المناسبة مبديا مدى الحزن الذي انتاب نيوزيلندا خلال الاسبوع الماضي مقدما تعازي حكومته وشعبه الى عائلات واصدقاء الضحايا مشيرا الى حجم التضامن الشعبي في نيوزيلندا يوم امس خلال صلاة الجمعة.
وردد الحديث النبوي الذي يحث على التواد والتراحم والتعاطف بين المؤمنين والذي استشهدت به رئيسة الوزراء النيوزيلندية قبل صلاة الجمعة يوم أمس مؤكدا مدى تضامن البشرية في جميع أنحاء العالم وفي ماليزيا على وجه الخصوص في نشر السلام والأمان العالمي.
وألقيت خلال المظاهرة العديد من الخطابات من وزراء ومسؤولين حكوميين وأعضاء في البرلمان الماليزي إضافة إلى سفيري استراليا وتركيا وقيادات وزعماء بعض الديانات والمعتقدات في ماليزيا منها الإسلامية والمسيحية والبوذية والهندوسية والسيخية والبهائية.
يذكر ان السلطات النيوزيلندية اعلنت مقتل 50 شخصا واصابة 48 آخرين في الهجومين اللذين استهدفا مسجدين في مدينة (كرايستشيرش).