يتوجه الناخبون في اوكرانيا الى صناديق الاقتراع اليوم الاحد للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة وسط توقعات بعدم حسم نتائجها من الجولة الأولى.
ويتنافس على مقعد الرئاسة الاوكرانية 39 مرشحا يمثلون مختلف القوى السياسية والاجتماعية والقومية وكذلك مراكز القوى المالية والاقتصادية في البلاد.
وتتركز المنافسة بشكل رئيسي بين ثلاثة مرشحين هم الفنان الكوميدي فلاديمير زيلينسكي الذي منحته استطلاعات الرأي اصوات 28 بالمئة من الناخبين يليه الرئيس الحالي بيترو بوروشينكو بنسبة 18 بالمئة فيما حصلت زعيمة الثورة البرتقالية ورئيسة حزب (بتكيفشينا) يوليا تيموشينكو على دعم 13 بالمئة فقط من الناخبين.
ويشارك في المعترك الانتخابي كذلك النائب المعارض يوري بويكو الذي حصل وفقا لآخر استطلاعات للرأي على 10 بالمئة من اصوات الناخبين إضافة إلى الاكاديمي اناتولي غريتسينكو الذي حصد 8 بالمئة.
ووصل بوروشينكو الى سدة الحكم في انتخابات رئاسية جرت بعد الاطاحة بالرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش في فبراير عام 2014 .
وتبنى الرئيس الأوكراني نهجا سياسيا مناهضا لروسيا بعد ان اعلن ان هدفه يتمثل في ضم بلاده الى حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الاوروبي .
ووضع بوروشينكو رهانه على بعث الروح القومية في البلاد ومحو اثار الوجود السوفياتي في اوكرانيا ووضع قيود على استخدام اللغة الروسية بما في ذلك وقف بث القنوات التلفزيونية الروسية واعادة تأهيل وتدريب الجيش الاوكراني وفقا للمعايير المعمول بها في حلف الناتو واخيرا فصل الكنيسة الاوكرانية عن نظيرتها الروسية وجعلها تابعة مباشرة للكنيسة الارثوذكسية في إسطنبول.
ويسود اعتقاد بان احد اسباب تراجع شعبية بوروشينكو تعود الى اخفاقه في معالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتراجع المستوى المعيشي للسكان الى معدلات غير مسبوقة وتردي نظام الخدمات الصحية والتعليمية والتبعية لواشنطن والغرب بشكل عام.
ويتابع الروس باهتمام شديد نتائج الانتخابات في اوكرانيا نظرا لانعكاساتها على كيفية معالجة قضايا محورية في علاقات البلدين لاسيما تنفيذ اتفاقية (مينسك) الخاصة بتسوية الوضع في اقليمي (دونيتسك) و(لوغانسك) في شرق اوكرانيا وهما ذات اغلبية روسية تمردت على السلطات المركزية في كييف وما زالت تشكل بؤرة توتر نظرا لاستمرار العمليات القتالية بشكل متقطع هناك.
ولا يخفي الروس رغبتهم في تطبيع العلاقات مع اوكرانيا رغم الخلافات التي تفاقمت على اثر قيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم في مارس عام 2014 وكذلك الصدامات العسكرية بين القوات البحرية في مضيق كيرتش في نوفمبر من العام الماضي.
وتشير القراءات في المشهد الانتخابي الاوكراني الى صعوبة حسم معركة الانتخابات الرئاسية في الجولة الاولى نظرا لحدة المنافسة وكثرة المرشحين بالإضافة إلى وجود حالة فتور تسود الشارع الجماهيري هناك.
ويتوقع على نطاق واسع أن تجرى الجولة الثانية على الارجح بين الفنان الكوميدي زيلينسكي والرئيس الحالي بوروشينكو .
ويقضي القانون الانتخابي الاوكراني بفوز المرشح الذي يحصل على اصوات تربو على 50 بالمئة من اصوات الناخبين لولاية رئاسية مدتها 5 سنوات .
واتخذت السلطات الاوكرانية اجراءات امنية غير مسبوقة لضمان اجراء عملية الاقتراع بصورة سلمية وللحيلولة دون وقوع اعمال عنف.
واعلنت لجنة الانتخابات المركزية الاوكرانية فتح مراكز اقتراع في جميع الاقاليم والمدن الاوكرانية باستثناء إقليمي دونيتسك) و(لوغانسك) من اجل استقبال اكثر من 36 مليون مواطن يتمتعون بحق التصويت.
ووجهت لجنة الانتخابات المركزية الاوكرانية الدعوة لمئات المراقبين الدوليين للأشراف على الانتخابات لكنها استثنت منهم المراقبين الروس.
ورفضت اللجنة كذلك فتح مراكز اقتراع في روسيا رغم وجود اعدادا غفيرة من المواطنين الاوكرانيين يقيمون هناك.