جددت الكويت دعمها الكامل لعملية السلام في كولومبيا مشيدة بالمبادرات المتخذة من قبل حكومة الرئيس إيفان دوكي لمواصلة تنفيذ اتفاق السلام.
جاء ذلك في كلمة الكويت في جلسة مجلس الأمن حول كولومبيا التي القاها مندوبها الدائم السفير منصور العتيبي مساء أمس الجمعة.
وقال العتيبي "نجتمع ونحن على مشارف الذكرى السنوية الثالثة على توقيع اتفاق السلام الكولومبي الذي أنهى نزاعا داميا دام إلى ما يزيد عن 50 عاما وخلف وراءه العديد من القتلى والجرحى والمفقودين".
واضاف انه منذ توقيع الاتفاق استطاعت الحكومة أن تحقق نجاحات وطنية ستلقي بظلال إيجابية على الأوضاع في كولومبيا بشكل عام الا ان اتفاق السلام ما زال يواجه تحديدات جمة تستدعي تضافر جهود أطراف الاتفاق في سبيل المحافظة على تلك النجاحات والبناء عليها وصولا إلى التنفيذ الكامل.
وثمن العتيبي جهود الحكومة الكولومبية في عملية إعادة الادماج الاجتماعي والاقتصادي للأفراد السابقين في القوات المسلحة الثورية وذلك من خلال الخطط والمبادرات والمشاريع الجماعية والفردية التي أقرت من قبل المجلس الوطني للسياسة الاقتصادية والاجتماعية.
وأعرب عن تطلعه إلى تحقيق أهداف عملية إعادة الإدماج ضمن النطاق الزمني للمحدد مع تسريع عملية إعادة الإدماج عن طريق توفير الضمانات القانونية والامنية اللازمة لأفراد القوات المسلحة الثورية السابقين.
كما أعرب العتيبي عن القلق إزاء استمرار أعمال القتل والعنف والتهديد المرتكبة بحق القيادات المجتمعية والناشطين في مجال حقوق الإنسان وقادة مجتمعات الشعوب الاصلية مؤكدا أن مواجهتها تتطلب مزيدا من الجهود من قبل كل من الحكومة الوطنية والمنظمات الاقليمية والمحلية ومنظمات المجتمع المدني.
واشاد بالاتفاق المعنون (من أجل الحياة) والمبرم بين الحكومة الكولومبية ومنظمات المجتمع المدني والذي من شأنه توفير الضمانات الأمنية للمجتمعات المحلية والمدافعين عن حقوق الانسان والقيادات المجتمعية.
واعرب عن تطلعه إلى إصدار القانون التشريعي للولاية القضائية الخاصة من أجل السلام وذلك وفقا للأطر الدستورية في أقرب وقت ممكن باعتباره الركيزة الأساسية التي يتم من خلالها بناء الثقة المطلوب تحقيقها لتهيئة الاجواء الامنية والسياسية المناسبة لاستكمال تنفيذ اتفاق السلام بكافة أبعاده ترسيخا لمبدأ العدالة وعدم الإفلات من العقاب. واشاد العتيبي بالجهود المتواصلة التي ترمى إلى تعزيز عملية السلام المبذولة من قبل بعثة الامم المتحدة للتحقق في كولومبيا بقيادة الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة التحقق للأمم المتحدة في كولومبيا بالتعاون مع السلطات الوطنية والاقليمية المحلية والمنظمات المدنية والدولية بالإضافة إلى القطاع الخاص.
كما اشاد ايضا بدور البعثة تجاه إشراك فئة الشباب والمنظمات الشبابية عن طريق إدراج منظور شبابي في أنشطتها "والذي لمسناه في العديد من المبادرات والحوارات التي تطلقها البعثة الأممية خاصة تجاه إعادة عملية الإدماج".
وأضاف "كما لا يفوتني التأكيد على أهمية دور المرأة في تنفيذ اتفاق السلام الكولومبي وخطة التنمية الوطنية في بناء السلام والمصالحة".