يستعد القائمون على مقبرة الميدان السلجوقي في منطقة آهلات بولاية بتليس التركية، إحدى أكبر المقابر الإسلامية في العالم، لتهيئتها وإعادة تعشيبها، حتى تكون متاحة لاستقبال الزوار.
وتعتبر ولاية بتليس الواقعة جنوب شرق تركيا، حاضنة للعديد من الحضارات التاريخية الممتدة من عهد دولة أورارتو (810- 730 قبل الميلاد)، إلى عهد الدولة العثمانية.
وتعد منطقة آهلات من الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار، نظرا لكثرة الآثار الموجودة فيها، ولكونها بوابة الأتراك إلى تراب الأناضول.
ويتوافد سنويا، آلاف الزوار إلى مقبرة الميدان السلجوقي، لرؤية أحجار القبور بأطوالها المختلفة.
ويوجد على أحجار المقابر الموجودة في «الميدان السلجوقي»، أنواع مختلفة من النقوش والكتابات وفنون الحفر، حيث ستبدأ قريبا أعمال هندسة المقبرة وتعشيبها، بهدف جذب المزيد من الزوار.
وستقوم الجهات المعنية بصيانة المقبرة، بإنشاء ممرات في المقبرة وأعمال أخرى إلى جانب التعشيب، بغية إكساب المقبرة مظهرا جميلاً يليق بعراقتها التاريخية، وبالتالي جذب المزيد من الزوار إليها.
وقال الخبير والمؤرخ الفني مصطفى أورال العضو السابق في فريق التنقيب عن الآثار لـ «الأناضول»: إن أعمال التنقيب في المقبرة مستمرة منذ عام 2011.
وأشار أورال إلى أن العديد من أحجار المقابر، مازالت مطمورة تحت التراب، وأن فريق التنقيب يعمل جاهدا لإظهار تلك الآثار التاريخية لعرضها على زوار المنطقة.
وشدد أورال على أهمية أعمال التنقيب الجارية في مقبرة الميدان السلجوقي، لافتا أن المقبرة تعد من أكبر المقابر التركية الإسلامية في العالم.
وتابع قائلاً: «المقبرة تقع في بقعة جغرافية تصل مساحتها إلى 210 دونما، ويوجد فيها نحو 8 آلاف مقبرة، واستطاعت فرق التنقيب عن الآثار التاريخية، إظهار ألفين منها، وقرابة ألف و500 من هذه الحجارة عليها
منحوتات وكتابات وزخارف تاريخية».
وأردف أيضاً: «منذ عام 2011 تعمل الفرق على ترميم تلك الحجارة وتحسين وضع المقبرة، بهدف إكسابها المظهر اللائق لعراقتها التاريخية، ولجذب المزيد من الزوار إليها».
وذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصدر تعليماته بخصوص تكثيف أعمال صيانة وترميم المقبرة، وأن التعليمات بدأت تُنفّذ اعتبارا من 
واستطرد في هذا السياق قائلاً: «سنعمل على تعشيب المقبرة، وقد بدأنا بدراسة طبيعة التربة، وخلال ذلك اكتشفنا المزيد من الأحجار المطمورة تحت الأرض».
ومضى قائلا: «أوشكنا على الانتهاء من دراسة طبيعة التربة، وقريبا سنبدأ بأعمال التعشيب».
وأردف: «ضمن إطار المشروع، سنزرع أشجار السرو ونخطط لتعشيب جزء من المقبرة، وذلك مع ارتفاع درجات الحرارة قليلا، كما نعمل على تجهيز نظام لسقاية الأشجار والأعشاب، ونسعى جاهدين لإتمام المشروع قبل حلول فصل الصيف».
كما أوضح أن الفريق المشرف على ترميم المقبرة، قام بنصب الأحجار المائلة، وصيانة الأجحار المكسورة، وقراءة الكتابات الموجودة على 800 حجر.