عاد رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم الى البلاد أول امس قادمامن مدينة لاهاي الهولندية بعد مشاركته في المنتدى العالمي لثقافة السلام الذي نظمتهمؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية.  وكان في استقبال الغانم على ارض المطار وزير العدل وزير الدولة لشؤون مجلس الامةالمستشار الدكتور فهد العفاسي وامين عام مجلس الامة علام الكندري. 
وكان الغانم قد ألقى   كلمة في الجلسة الختامية للمنتدى الذي شهد مشاركة حكومية كويتية ممثلة بوزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور حامد العازمي ووزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري اضافة الى عدد كبير من الوجوه الثقافيةوالسياسية في العالم من بينهم رؤساء دول ورؤساء حكومات وبرلمانات.
وقال  الغانم أن العقيدة السياسية الكويتية التي دشن اسسها سمو امير البلاد تقضي بقيام الكويت كدولة صغيرة بالاستثمار في السلام بوصفه خيارا استراتيجيا. 
واضاف الغانم ان الكويت تريد ان تنتصر في معارك السلام لأنها تملك رصيدا أخلاقيا يساعدها على ذلك ولأنها من الناحية المبدئية غير راغبة في خوض المغامرات السياسية التي لا تعرف عواقبها.  وقال الغانم «نحن في الكويت نريد ان نراكم الأصدقاء لا الأعداء لأننا نؤمن ان الاحتراب والتنازع هو خيار الفاشلين سياسيا وديدن الموتورين والمنفعلين، ونؤمن انه في أجواء الحرب يتم وأد الديمقراطيات ومكاسب الانسان الحقوقية التي ناضل قرونا لتعزيزها، وتموت فرص التنمية وتتلاشي إمكانيات التواصل الثقافي ويتوقف البناء». 
وأضاف «الحرب ليست لعبة ولا تسلية، لقد جربنا في الكويت أثر الالة العسكرية وقدرتها التخريبية ولا نريد لغيرنا ان يخوض ذات التجربة المريرة «. 
وقال الغانم» من أجل السلام ولا غيره استضافت الكويت بتوجيهات من سمو امير البلاد ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين في سوريا ، إضافة الى ترؤسها للمؤتمر الرابع الذي عقد في لندن، ومن أجل السلام استضافت الكويت مؤتمرا دوليا واسعا من أجل إعادة اعمار ما دمره الإرهاب في العراق، العراق الذي احتل بلدي قبل 29 عاما «. 
ومضى الغانم قائلا «ومن أجل السلام استضافت الكويت على مدى شهرين المفاوضات السياسية بين الفرقاء في اليمن ، إضافة الى رعايتها للمفاوضات لاحقا في ستوكهولم».
وأضاف « ومن اجل السلام و لا شيء غير السلام تقف الكويت موقفا مبدئيا ثابتا و صامدا ضد كل جرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل».
وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي « نعم أيها الأخوة نحن في الكويت ندعم ، ودون كلل او ملل ، كل الجهود الاقليمية والدولية التي تصب في صالح استتباب السلام في مناطق الصراع المختلفة». 
وأضاف « نحن ندعم الحلول السياسية السلمية القائمة على التحاور في سوريا واليمن وليبيا والسودان وأفغانستان وغيرها ، مثلما ندعم الحوار السياسي المفتوح والشفاف لحل الأزمة العابرة بين الأشقاء في مجلس التعاون  الخليجي «. 
وقال» هذه عقيدتنا السياسية التي دشنها سمو الأمير عبر عقود من الزمن ، ونحن ماضون بها ، ونعمل وفق مقتضياتها «. 
وتطرق الغانم في كلمته الي مفهوم الحرب والسلام قائلا « انا لا أحبذ الحديث عن السلام ، بوصفه بديلا ومقابلا للحرب ولا استسيغ فكرة وضع السلام والحرب في ثنائية متقابلة كالليل والنهار ، أوالشر والخير ، أواليمين واليسار لانني رافض لمبدأ مناصفة هذين الخيارين». 
وأضاف ان « مرد هذا الرفض ، هو قناعتي وايماني ، بأن السلام هو خيارنا الوحيد للعيش، ولانني مؤمن(وان اتهمت بانني حالم ) بأن الحرب استثناء عابر وارتجال عرضي وخروج مؤقت على نص الحياة».  واستدرك الغانم قائلا « ولكن وبرغم قناعتي تلك الا انني دائما ما أكون مسكونا بالقلق إزاء هذا الاستثناء، استثناء الحرب والدم، لانني اعرف ان العمل من اجل السلام وترسيخه يحتاج على الدوم الى ملايين من الحكماء والعقلاء والناضجين ،،، بينما خيار اشعال حرب لا تبقي ولا تذر ، لا يحتاج أحيانا الا الى شخص احمق «.  وقال» المجرم صدام حسين بمفرده اشعل حربا ، وانشغل بعده ملايين من الكويتيين والعراقيين بعرقهم ودمهم من اجل ترسيخ سلامهم الذي يستحقونه كبشر ، وهتلر فعل ذات الشي ، لينشغل الالمان بعده في العمل حثيثا لعقود من الزمن من اجل ترميم ما هدمه هتلر في لحظة «. 
وقال الغانم « هذا القلق هو ما يدعوني دائما الى التحذير من الأجواء المستنقعية التي يكثر فيها دعاة الصراع وقارعو طبول الحرب، وهذا القلق هو الذي يجعلنا في الكويت وعلى رأسنا سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، نعمل بشكل حثيث من اجل تفادي الاحترابات والنزاعات المسلحة «. 
وأضاف « سمو الأمير ، طالما علق الجرس ، خلال السنوات الماضية محذرا من ويلات الدخول في صراعات ونزاعات مسلحة ، كان يمكن تفاديها، نعم ، يمكن تفاديها لو اعطينا للجهد الدبلوماسي والسياسي فرصة أخرى ، وآمنا قليلا ان الفعل السياسي يغلب الانفعال ، لو تريثنا قليلا». 
ومضى قائلا « هل احتاج ان اذكركم بما كان يقوله سمو الأمير منذ العام 2011 ، عندما اندلع الصراع في سوريا، سموه ما انفك ينادي بالحل السياسي ، ويؤكد على ان خيار الحسم العسكري مكلف ومتعذر «. 
وأضاف» لقد كان سموه يقول هذا الكلام في الوقت الذي كان البعض ينظر للحسم العسكري ، سواء مع هذا الطرف او ذاك، وها نحن اليوم في العام 2019 ، نسمع الكل ينادي بالحل السياسي «. 
وقال « وسؤالي هنا، هل كنا بحاجة الى ثمان سنوات من الرعب والقتل والتهجير والإرهاب ، لنعرف ان الحل هناك هو حل سياسي ؟؟ «.  واختتم الغانم كلمته بتوجيه الشكر الجزيل لمؤسسة البابطين الثقافية ، وعلى رأسها الاستاذ السيد عبدالعزيز سعود البابطين ولكافة الشركاء الدوليين على المساهمة المميزة والفاعلة لانجاح المنتدى العالمي لثقافة السلام. 
   وكان الغانم قد وصل لاهاي  &<740;رافقه النائبان عبدالوهاب البابط&<740;ن وعمر الطبطبائي ح&<740;ث شارك في أعمال المنتدى الذي شهد مشاركة حكوم&<740;ة ممثلة بوز&<740;ر الترب&<740;ة ووز&<740;ر التعل&<740;م العالي الدكتور حامد العازمي ووز&<740;ر الإعلام ووز&<740;ر الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري
وكان الرئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم قد التقى في مدينة لاهاي الهولندية رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستن أركانج تواديرا وذلك على هامش مشاركته في المنتدى العالمي لثقافة السلام.
وفي بداية اللقاء نقل الغانم تحيات وتقدير حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى الرئيس تواديرا والذي بدوره حمل الرئيس الغانم نقل تحياته لسمو الامير وتمنياته لسموه بدوام الصحة والعافية .
كما بحث اللقاء علاقات التعاون القائمة بين الكويت وافريقيا الوسطى وسبل النهوض بها الى آفاق ارحب واوسع بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.  
كما التقى رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم في مدينة لاهاي الهولندية أيضا رئيس جمهورية مالطا الدكتور جورج فيلا وذلك على هامش مشاركته في المنتدى العالمي لثقافة السلام.
وفي مستهل اللقاء نقل الغانم تحيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى الرئيس فيلا وتمنياته له وللشعب المالطي بتحقيق مزيدا من التقدم والازدهار فيما حمل فيلا الرئيس الغانم نقل تحياته وتقديره لسمو الامير وتمنياته لسموه بدوام الصحة والعافية.
كما جرى خلال اللقاء استعراض علاقات الصداقة بين الكويت ومالطا وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات والاصعدة.