ومنذ مقتل مطر برصاصة في رأسه خلال محاولته إنقاذ إحدى المتظاهرات، تحوّل لونه المفضّل إلى رمز للتحركات الاحتجاجية المطالبة بتسليم الحكم لسلطة مدنية وبوقف حملة القمع الوحشية التي أدت إلى مقتل وإصابة المئات.

قصة وتفاصيل

قصة مطر كانت مادة دسمة للصحف والمواقع الإخبارية العربية والغربية، التي قدّمت التفاصيل، حيث ذكرت صحيفة "واست فرانس" الفرنسية أن العديد من مستخدمي شبكة الإنترنت استبدلوا بصورهم الشخصية خلفية زرقاء بسيطة لإظهار تضامنهم مع ضحايا القمع في السودان.

وأشارت الصحيفة إلى أن تغيير الصورة عادة ما يكون مصحوبا بوسوم مثل #bluefsudan و#turnthewldblue، وأوضحت أنه بالإضافة إلى تكريم محمد مطر أحد ضحايا فض الاعتصام، يهدف المشاركون في هذه الحملة إلى تنبيه أصدقائهم ومعارفهم بالوضع الدراماتيكي الذي آلت إليه الأمور بالسودان.

من جهتها، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن اللون الأزرق، الذي اختاره مستخدمو الإنترنت لإظهار دعمهم للسودانيين الذين يتعرضون لحملة قمع وحشية من قبل قوات الجيش، هو في الواقع تكريم لمحمد مطر.

وذكرت أن مطر هو مهندس يبلغ من العمر 26 عاما وتخرج في جامعة لندن، وقُتل في الثالث من يونيو/حزيران الجاري من قِبَل قوات الدعم السريع، كما أوضحت أن اللون الأزرق كان اللون المفضّل للشاب الذي فقد حياته خلال حمايته لحياة متظاهرتَين.

لون وهدف

أما موقع راديو (آر.تي. بي.آف) البلجيكي فنقل عن أحد المدونين قوله إن اللون الأزرق يهدف إلى كسر جدار اللامبالاة، ولفت الأنظار إلى ما يجري منذ تلك المجازر التي وقعت في الأيام القليلة الماضية، مضيفا: اللون الأزرق لن ينقذ العالم وحده لكنه يحارب ضد اللامبالاة، وهي أسوأ عدو لدينا.

وفي هذا السياق، يقول أحد المغردين إن هذا الأمر بدأ تكريما له (إشارة إلى مطر)، ثم تحوّل إلى رمز لكل الشهداء ولحلمهم بسودان أفضل.

ولم يقتصر الأمر على تفاعل الناشطين السودانيين وحدهم بل تعداه لشخصيات مؤثرة من بينها الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر التي قالت في تغريدة لها "قف مع الإنسانية، قف مع السودان، أظهر التضامن من خلال تحويل ملفك الشخصي إلى اللون الأزرق"، في دعوة للتضامن مع الشعب السوداني