وقبل إطلاق عرض المسلسل بيوم أقيم حفل إشهار كبير الأربعاء الماضي، استضافته شركة نتفليكس في العاصمة عمان، وحظي بحضور طاقم التمثيل وفريق العمل، وممثلين من وسائل إعلام عربية ومحلية.

قصة المسلسل

تبدأ أحداث المسلسل -الذي انفرد في تمثيله طلاب أردنيون لم يتخطوا العشرين ربيعا- من أمام مدرسة ثانوية لطلبة من طبقات راقية يتجهون إلى مدينة البتراء الأثرية جنوبي الأردن حيث يكتشفون جنيا في المدينة القديمة.

وتسير الأحداث في أجواء من الخيال، وتدور خلالها علاقات عاطفية بين أبطال العمل، ولا تخلو من مشاهد جنسية وألفاظ نابية لم يعتد الأردنيون على سماعها بلهجتهم المحلية على شاشات السينما.

تابعنا بكل أسف موجة التنّمر الحالية ضد الممثلين وطاقم العمل في مسلسل جِنّ ونعلن أننا لن نتهاون مع أي من هذه التصرفات والألفاظ الجارحة لطاقم العمل. موقفنا لطالما كان متمركزاً حول قيم التنوّع والشمولية ولذلك نحن نعمل على توفير مساحة آمنة لكل محبّي المسلسلات والأفلام حول المنطقة.

تسهيلات حكومية.. ترحيب

العمل -الذي نُفذ بإشراف كوادر أردنية وبالتعاون مع شركة "كبريت برودكشن" اللبنانية- لاقى ترحيبا حكوميا سبق العرض الأول بأشهر ممثلا بشخصيات رسمية وإعلانات عبر بعض مواقع الوزارات كوزارة الثقافة التي نشرت خبرا صحفيا على موقعها الإلكتروني عن مشاركة الطالب الأردني سلطان الخيل بأعمال المسلسل.

وقد قدمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وهي الجهة الحكومية المعنية بمنح تصاريح الأعمال الفيلمية، بتقديم تسهيلات وتصاريح لمنتجي المسلسل، بالتعاون مع مفوضية سلطة إقليم البتراء الجهة المعنية بإدارة شؤون المنطقة والذي نُفذ المسلسل فيه. لكن الأخيرة سرعان ما قامت بإصدار بيان تتبرأ به من المسلسل بعد الساعات الأولى من عرضه، وتُحمل من خلاله الهيئة الملكية للأفلام مسؤولية منح الموافقات على تصويره، وتتوعد باتخاذ "إجراءات لردع المسؤولين".

تسريبات

لكن تسريبات لمراسلات وكتب رسمية تُظهر طلب الهيئة الملكية للأفلام وهيئة تنشيط السياحة من مفوضية سلطة البتراء تسهيل مهمة التصوير لم تمنع الأولى من إصدار بيان تتنصل فيه من مسؤوليتها تجاه الرقابة على المسلسل، وتضيف في بيانها أن مثل هذا الإنتاج لا يدخل ضمن صلاحياتها كاطلاع ورقابة على السيناريو أو جميع الأمور الفنية والتقنية من حيث الإعداد والإنتاج والتمثيل والإخراج.

من جهتها ردت نتفليكس بالقول "ندرك أن المحتوى الذي يقدمه مسلسل جن قد يكون مثيرا للجدل بالنسبة للبعض. موقفنا لطالما كان متمركزا حول قيم التنوع والشمولية، ولذلك نعمل على توفير مساحة آمنة لكل محبي المسلسلات والأفلام حول المنطقة. النقطة الأهم بالنسبة لنا في المسلسل هي تصوير الشباب العربي وهم يواجهون بعض القضايا العالمية مثل التنمر والحب والتقدم في سن المراهقة".

انتقادات شعبية برلمانية

وبالرغم من الميزانية الضخمة التي أُنفقت على المسلسل بحسب هيئة تنشيط السياحة الأردنية التي رأت أنه ترويج للسياحة بالمملكة، فإن تسريب مقاطع منه عبر وسائل التواصل أشعل الانتقادات الشعبية والبرلمانية المطالبة بمحاسبة المسؤولين الذين وافقوا على إعطاء التصاريح لتصويره.

وفي خطوة منه لإدانة الموقف الحكومي، أعاد النائب السابق محمد زريقات -عبر فيسبوك- نشر تصريحات لسفيرة الأردن باليابان وزيرة السياحة السابقة لينا عناب تثني فيها على ممثلي المسلسل والسيناريو خلال زيارة لها لموقع العمل العام الماضي. وتساءل زريقات عن رأي عناب بعد مشاهدة الفيلم.

من جانبه حمّل النائب مصطفى العساف الناطق الإعلامي باسم كتلة الإصلاح النيابية الممثلة لجماعة الإخوان المسلمين حكومةَ عمر الرزاز المسؤولية الأخلاقية والقانونية. وأضاف عبر صفحته في فيسبوك "يجب معاقبة كل من ساهم بهذا العمل المشين".

بدوره نشر الصحفي إحسان التميمي مجموعة من مشاهد الحلقة الأولى من المسلسل عبر صفحته حيث يظهر شاب في سن المراهقة يقوم بتقبيل فتاة في الحافلة المدرسية المتجهة إلى مدينة البتراء، ويتخلل المشهد كلمات نابية يتلفظ بها فتية يافعون، ليتكرر مشهد القبلات داخل المدينة الوردية بشكل حميمي. وانتقد التميمي تمثيل مثل هذه المشاهد على أنها ظاهرة في الأردن.