وتلك الاحتجاجات هي الأولى منذ أن أعلن المجلس العسكري الانتقالي الحاكم والائتلاف الممثل للمعارضة المدنية اتفاقهما بشكل مبدئي على ترتيب لتقاسم السلطة حتى إجراء انتخابات. ولم يتم بعد توقيع الاتفاق بشكل نهائي.
وقال قيادي في ائتلاف قوى الحرية والتغيير لرويترز إن اجتماعا كان مقررا بين الجانبين يوم السبت تأجل إلى يوم الأحد. لكن المجلس العسكري نفى أن يكون الاجتماع قد أرجئ.
وذكرت وكالة السودان للأنباء نقلا عن المجلس أن ”اجتماع السبت سيبحث الوثيقة الدستورية التي حددها الوسطاء“.
وكان وسيط الاتحاد الأفريقي محمد حسن لبات قد قال يوم الخميس إن اجتماعا سيعقد بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير السبت لمناقشة إصدار إعلان دستوري والتصديق عليه مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على إعلان سياسي يحدد المؤسسات المختلفة التي ستكون مسؤولة خلال الفترة الانتقالية.
وبعد الاجتماع قال تجمع المهنيين السودانيين الذي يرأس تحالف قوى الحرية والتغيير إن مسودة الإعلان الدستوري غير نهائية وليست متاحة للتوقيع النهائي في شكلها الحالي.
وأوضح لبات في تصريح لسكاي نيوز عربية يوم السبت أن التوقيع على الإعلان الدستوري أرجئ إلى يوم الأحد لإجراء مزيد من المشاورات بناء على رغبة قوى الحرية والتغيير.
وقال شاهد لرويترز إن آلافا تظاهروا في شارع الستين بالخرطوم يوم السبت. وأشعل البعض الشموع تكريما لقتلى الاعتصام يوم الثالث من يونيو حزيران.
ومرت ست مركبات تابعة لقوات الدعم السريع تقل كل منها نحو ستة رجال مسلحين بالبنادق الهجومية والعصي وسط شارع الستين في حين قابلهم متظاهرون بهتافات ”مدنية..مدنية“.
وقال المحتج الشاب أسامة اسكندر إن مصير النظام السابق غامض حتى الآن كما أن أمورا كثيرة غير واضحة مشيرا إلى حكومة الرئيس السابق عمر حسن البشير الذي أطاح به الجيش في 11 أبريل نيسان.
وأضاف أن المتظاهرين سيظلون في الشوارع حتى تلبية مطالبهم.
وتظاهر عدة مئات في حي بري في العاصمة الخرطوم الذي تقطنه أغلبية من الطبقة العاملة وكان منطلقا للكثير من الاحتجاجات. ووقف أفراد من قوات الدعم السريع على الطرق المحيطة ببري وهم مسلحون بالعصي.
وردد المحتجون هتافات تقول ”الدم قصاد الدم لو حتى مدنية“.
وقال شاهد من رويترز إن قوات الأمن وضعت أسلاكا شائكة لإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي لمجمع وزارة الدفاع حيث أقام المحتجون اعتصامهم حتى فضته قوات الأمن في الثالث من يونيو حزيران.
ووفقا لأطباء لهم صلات بالمعارضة قتل 128 شخصا على الأقل خلال فض الاعتصام وأعمال العنف التي تلته على مدى أسبوعين بينما أكدت الحكومة مقتل 61 على الأقل في تلك الأحداث.
وعلى الضفة الأخرى من النيل الأزرق تظاهر المئات في منطقتي شمبات والمزاد في شمال الخرطوم. كما تظاهر المئات في أم درمان في شارع الأربعين الرئيسي.
كما نزل آلاف للشوارع في ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة. كما احتج مئات آخرون في بورسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر وفي الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وقال نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي يوم السبت ”يوجد مندسون وأجهزة مخابرات داخل الدعم السريع...الدعم السريع ليسوا ملائكة ولكن نحن نحاكم كل مسيء... لولا الدعم السريع لكان وضع الخرطوم مختلف“.
ويقود حميدتي أيضا قوات الدعم السريع التي وجهت اتهامات لأفرادها بفض الاعتصام خارج وزارة الدفاع باستخدام العنف.