توصل علماء من مراكز البحوث الروسية الرائدة، إلى استنتاج مفاده أن الأشعة الكونية يمكن أن تساعد على رفع مستوى ذكاء رواد الفضاء خلال تنقلهم بين الكواكب.
يفيد المكتب الإعلامي لجامعة موسكو، بأن العلماء يجرون تجارب نموذجية على الجرذان المخبرية، ويقول الباحث العلمي فيكتور كوخان من مركز الطب النفسي والمخدرات، "الإشعاعات المؤينة تحفز عملية إعادة تحديث الأنسجة العصبية. وهذا بطبيعة الحال يؤثر إيجابيا في الجهاز العصبي المركزي".
بالطبع دراسة تأثير الأشعة الكونية في جسم الإنسان غير ممكنة، لأن الرحلات المأهولة إلى المحطة الفضائية الدولية تكون عادة على ارتفاع 400 كيلومتر عن سطح الأرض، وهذا لا يمثل مستوى الإشعاع بين الكواكب في الفضاء البعيد.
تضمنت التجارب التي أجريت على الجرذان المخبرية على الأرض تعريضها إلى جرعات كبيرة من أشعة غاما، تعادل كمية الأشعة التي يمكن التعرض لها خلال رحلة فضائية مدتها 860 يوما.
تم تقسيم الجرذان إلى مجموعتين، الأولى خضعت لهذه الأشعة والثانية لم تخضع. وقد خضع جميع الجرذان إلى اختبارات عقلية وتصوير بالرنين المغناطيسي. بعد 25 يوما من تعرضها للأشعة تم أخذ عينات من دماغ جميع الجرذان الصغيرة، وبعد مضي 211 يوما على تعرضها للإشعاع خضعت الجرذان لاختبار جديد وفي اليوم 242 أخذت عينات جديدة من أدمغتها. يشير العلماء إلى أن الجرذان بعد تعرضها للإشعاع زاد قلقها، ولكن هذا التأثير لم يلاحظ عند الجرذان البالغة.
ويشير بيان المكتب الإعلامي لجامعة موسكو إلى أن "الجرذان التي تعرضت للإشعاع أظهر أفراد المجموعة الأولى مؤشرات ذكاء أعلى من أفراد المجموعة الثانية خلال الاختبارات".
ووفقا للباحثين اتضح عند الجرذان التي تعرضت للإشعاع ارتفاع تركيز الغلوتامين وغاما الحمض الأميني في الدماغ. وهذه الجزيئات تقوم بوظيفة الناقلات في الجهاز العصبي المركزي، حيث أن الغلوتامين يحفز، وغاما الحمض الأميني يكبح، لذلك كان تركيزه لدى هذه الجرذان منخفضا، فكانت أذكى من الأخرى.