قال تقرير الشال الأسبوعي الصادر عن أسعار الفائدة أنه بعد قرار 31/07/2019 للفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة الأساس على الدولار الأمريكي بربع النقطة المئوية ليصبح 2.25% بعد أن كان 2.50%، أصدر قراراً آخر في 18/09/2019 أي بعد أقل من شهرين بخفض جديد على سعر الفائدة الأساس بربع النقطة المئوية ليصبح 2.00%. وكان سعر الفائدة الأساس على الدولار الأمريكي يراوح بين الصفر و0.25% منذ 16/12/2008 وحتى 16/12/2015، حينها اعتقد الفيدرالي الأمريكي بأن الاقتصاد الأمريكي تجاوز تداعيات أزمة عام 2008، وبات القلق على التضخم أكبر من القلق على النمو الاقتصادي. 
وبعد زيادة بربع النقطة المئوية في عام 2015، تبعها زيادة بربع النقطة المئوية في عام 2016 أيضاً، قام بزيادتها ثلاث مرات في عام 2017 ثم أربع مرات في عام 2018 وبربع النقطة المئوية في كل مرة، قبل أن يتوقف عن الزيادة حتى عكس إتجاهها إلى الخفض بسبب عودة القلق حول النمو الاقتصادي، وفي 31/07/2019 كما أسلفنا. 
وذكر محافظ بنك الكويت المركزي محمد الهاشل في محاضرة قيمة له في إفتتاح «المؤتمر المصرفي العالمي: صياغة المستقبل»، بأن بنك إنجلترا يعتقد بأن زيادة الولايات المتحدة الأمريكية للتعرفة الجمركية بـ 10% تعني فقدان الولايات المتحدة الأمريكية 2.5% من ناتجها المحلي الإجمالي، وفقدان 1% من حجم الاقتصاد العالمي، أي أن القلق على النمو الأمريكي والعالمي بات قلقاً حقيقياً. الزيادات التسع سالفة الذكر منذ نهاية عام 2015، جعلت من الفيدرالي الأمريكي البنك المركزي الوحيد ضمن بنوك العالم المركزية الرئيسية الذي أصبح لديه بعض المرونة في إستخدام أهــم أدوات السياســة النقديــة، أو سعــر الفائـدة، وبـات  يتعرض لضغط كبير من الرئيس الأمريكي لخفض أكبر وأسرع.
وبنك الكويت المركزي، وللمرة الثانية في العام الجاري، يبقى سعر الخصم ثابتاً عند 3.00% أي لا يتبع حركة سعر الفائدة الأساس على الدولار الأمريكي، والواقع أن بنك الكويت المركزي ومنذ 16/12/2016، لم يحدث تغيير على سعر الخصم على الدينار الكويتي سوى 4 مرات مقابل 11 تغيير -9 زيادة و2 خفض- على الدولار الأمريكي خلال نفس الفترة. وإلى جانب غلبة القلق على النمو لدى بنك الكويت المركزي منذ أزمة العالم المالية في عام 2008، قلقه وتبعيته أحياناً لحركة الفائدة على الدولار الأمريكي مصدرها هاجس الإستقرار النقدي. بمعنى أن العامل الرئيسي في تلك التبعية كان دائماً حماية جاذبية الدينار الكويتي كوعاء آمن للمدخرات المحلية، أي توطينه خوفاً من أن يؤدي ارتفاع الفائدة على الدولار الأمريكي إلى نزوح إليه على حساب الدينار الكويتي، لذلك كان يلجأ إلى أدوات تعويض أخرى كلما انخفض هامش الفائدة بين العملتين. 
وبينما كان الهامش بين سعر الفائدة الأساس على الدولار الأمريكي وسعر الخصم على الدينار الكويتي 0.50% حتى 19/12/2018، ارتفع الهامش إلى 1.00% بعد آخر تخفيضين، ونعتقد أن ارتفاع الهامش يخفف من الضغوط على بنك الكويت المركزي. ومع ارتفاع مستوى الشكوك على نمو الاقتصاد العالمي، ومع ارتفاع سخونة الأحداث الجيوسياسية في الإقليم، والنمو الاقتصادي المقدر للإقليم من أضعف مستويات النمو لأقاليم العالم، ربما أصبح من المرجح مستقبلاً خفض سعر الخصم على الدينار الكويتي إن إستمر خفض الفائدة على الدولار الأمريكي، والأخير مرجح وبشدة.