(كونا) - تتسم جولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منطقة الخليج العربي التي تبدأ غدا بأهمية كبيرة على ضوء التطورات والاحداث التي تشهدها المنطقة وتنامي الدور الروسي فيها.
وتعلق الدوائر السياسية والاقتصادية والاستثمارية الروسية آمالا على نتائج الزيارة التي يتوقع ان تكون هناك عائدات ملموسة في مجال تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات مع السعودية والامارات حيث يقوم الرئيس بوتين بزيارة رسمية لهما غدا الاثنين وبعد غد الثلاثاء.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان على موقعها الالكتروني ان المباحثات التي سيجريها الرئيس بوتين مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ستتركز على مناقشة آفاق تطوير التعاون الثنائي المتعدد الجوانب بما في ذلك المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية اضافة الى تبادل الآراء حول تطورات الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
واضافت ان بوتين سيعقد لقاء منفصلا مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان وان الجانبين الروسي والسعودي سيوقعان عددا من الاتفاقيات والوثائق في مختلف اوجه التعاون الثنائي.
واوضحت ان بوتين سيجري في ابوظبي مباحثات كذلك ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الاماراتية محمد بن زايد تتركز كذلك على مناقشة قضايا تطوير علاقات التعاون الثنائية في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية اضافة الى تبادل الآراء حول القضايا الدولية والاقليمية الملحة.
واستبق الرئيس بوتين زيارته بوصف السعودية والامارات بأنهما دولتان صديقتان وشريكتان لروسيا الاتحادية في المنطقة مشيدا بدورهما في معالجة النزاعات والمشكلات التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط.
وتعود العلاقات الروسية السعودية الى الحقبة السوفيتية حيث اعترفت موسكو بالمملكة عام 1926 واكتسبت العلاقات الثنائية زخما قويا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه عام 1991.وتشهد العلاقات الروسية السعودية نموا في حجم التبادل التجاري الذي ازداد العام الماضي بنسبة 15 بالمئة وارتفع في النصف الأول من العام الجاري الى 38 بالمئة في الوقت الذي وضع فيه صندوق الاستثمارات العامة السعودي مبلغ 10 مليارات دولار لتنفيذ مشاريع بالتعاون مع الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة.
وأفضى هذا التعاون وفقا لما ذكره رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة كيريل دميتريف عن توقيع تسع اتفاقيات بلغت قيمتها مليار دولار فيما أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عن اتفاق بين شركة (سيبور للبتروكيمياوات) الروسية وشركة (ارامكو) السعودية لانتاج الكيمياويات من الغاز في المملكة العربية السعودية.
وبلغ حجم التعاون الثنائي بين موسكو والرياض في المجال الزراعي وفقا لما أعلنه وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف 500 مليون دولار واعدت روسيا برنامجا واسع النطاق لتوسيع رقعة التعاون الثنائي بين الجانبين في هذا المجال ليصل الى ملياري دولار في عام 2024.
وتسعى موسكو والرياض للنهوض بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية حيث ان حجم التبادل التجاري بينهما لا ينسجم مع قدراتهما الاقتصادية والمالية ووصل العام الماضي الى 500 مليون دولار بلغت حصة الصادرات الروسية للسعودية 350 مليون دولار فيما بلغت حصة السعودية منها 150 مليون دولار.
وتتعاون موسكو والرياض بصفتها من أكبر الدول المنتجة للنفط في هذا المجال حيث ساهم الجانبان في بلورة اتفاق التعاون بين الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) والدول المنتجة من خارجها والذي قضى بتوزيع حصص الانتاج بشكل يضمن الاستقرار في سياسة العرض والطلب ويساهم في استقرار الاوضاع في الاسواق العالمية.
وفي الاتجاه نفسه تنامت علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين ابوظبي وموسكو حيث وقع الجانبان على حزمة من الاتفاقيات الثنائية في هذه المجالات مما ساهم في ارتفاع حجم التبادل التجاري الى 21 بالمئة العام الماضي ليصل الى حوالي ثلاثة مليارات دولار فيما بلغ عدد الشركات الروسية العاملة في الامارات ثلاثة آلاف شركة.
وأفضى التعاون في مجال الفضاء الى قيام رائد الفضاء الاماراتي هزاع المنصوري قبل اسبوعين بالمشاركة في رحلة فضاء ضمن طاقم فضاء دولي الى محطة الفضاء الدولية.
وخصص الصندوق السيادي في الامارات سبعة مليارات دولار امريكي كقاعدة مشتركة للتعاون مع الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وبدأ الجانبان في العمل على تنفيذ مشاريع ضخمة مشتركة.
وتقيم موسكو حوارا سياسيا على اعلى المستويات مع كل من الرياض وابوظبي بهدف تبادل الآراء حول قضايا المنطقة وجميع المستجدات التي تطرأ على جدول الاعمال الدولي والاقليمي.ويشمل هذا الحوار التي يشارك فيه قادة هذه الدول ووزراء خارجيتها القضايا الملحة التي تتعلق اساسا بالوضع في منطقة الخليج العربي والخلافات مع إيران وضمان امدادات النفط وسلامة الملاحة.
ويتبادل الجانبان الاراء حول سبل تعزيز التعاون والتنسيق بهدف معالجة النزاعات الدائرة في سوريا وليبيا واليمن وغيرها اضافة الى سبل تحقيق تسوية عادلة ودائمة للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين.
وبرزت خلال السنوات الاخيرة بصورة ملحة قضية التعاون والتنسيق في قضايا الامن والتعاون العسكري حيث تحرص موسكو والرياض وابوظبي على تعزيز التعاون فيما بينها في مجال التصدي للارهاب والتطرف.وشاركت شخصيات سعودية واماراتية دينية بارزة في مؤتمرات ومنتديات استضافتها موسكو وقازان بهدف بلورة سبل لمكافحة التطرف الديني والتصدي لأيديولوجيا العنف.