كشفت عدد من التقارير عن تفاصيل الأزمة الخاصة التي ترافقت مع أزمة السفينة سابيتي الإيرانية، وهي السفينة التي تصاعدت حدة الأزمة المرتبطة بها عقب اتهام طهران للسعودية بضربها والاعتداء عليها. غير أن المزاعم الإيرانية سرعان ما خمدت عقب التصريحات السعودية المطعمة بوثائق وافلام ، والتي تكشف إن سابيتي تعرضت لكسر في مقدمتها ، وهو الكسر الذي لم تكن السعودية سببا فيه بأي حال من الأحوال .
وتشير تقارير صحفية غربية أن الواضح ومن خلال التعاطي الإيراني مع هذه السفينة والحادث المرتبط بها إنها كانت سفينة غير عادية ، أو بمعنى أصح أن التعامل الإيراني معها كان غير تقليدي.  وعن هذه النقطة بالتحديد أشارت هذه التقارير إلى أن سابيتي ظهرت وكأنها سفينة نقل عسكرية وليست مجرد سفينة شحن عادية تنقل النفط.
بدورها تشير عدد من وسائل الإعلام العربية إلى أن الرياض قدمت دليلا على زيفها ، حيث زعمت إيران وفي البداية أنها تعرضت لحريق أدى لتسرب نفطي ، وبعدها نفت طهران تلك الرواية كاملةً.
ونبهت عدد من التقارير إلى محاولة إيران تهريب السلاح عن طريق استخدام السفن العملاقة سواء لنقل الركاب أو لشحن النفط ، مستشهدة بما تم الكشف عنه في بداية عام 2017 حيث قامت القوات البحرية المشتركة متعددة الجنسيات برصد ثلاث مراكب شراعية محملة بكميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية كانت في طريقها إلى الصومال واليمن خلال شهري فبراير ومارس عام 2016.
وعرضت بعض الصحف آنذاك صورا لهذه السفن والأسلحة التي كانت على متنها والتي تؤكد وجود خط تسليح من إيران إلى الصومال ومن ثم إلى اليمن عن طريق المراكب الشراعية المملوءة بالأسلحة ذي المواصفات الإيرانية.
يؤكد ذلك احتمالية أن تكون السفينة التي تم ضبطها في البحر تحوي معدات عسكرية وأسلحة شخصية وأجهزة اتصالات وتنصت ورادارات ، الأمر الذي يزيد من خطورة عمل هذه السفينة والأهم إنها بالفعل لا تعد سفينة شحن عادية ، الأمر الذي يزيد من خطورة ودقة الأزمة المرتبطة بها.
حزب الله
الباحث والخبير الاقتصادي في مجال الطاقة أنس بن فيصل الحجي يقول في مقال له بصحيفة إنديبندنت أن حادث ناقلة النفط يلقي الضوء على سؤال هام يجب البحث عن إجابه له ، وهو لماذا هربت ناقلة النفط الإيرانية “سابيتي” من قوات حرس الحدود البحري؟
واضاف الحجي أن ناقلة النفط وفور الكشف عنها وتعرضها لكسر في مقدمتها عكست سيرها وبدأت رحلة العودة إلى إيران، الامر الذي يطرح تساؤلا عن سبب عدم توقفها في مكان ما لتقييم الضرر أو إصلاحه كما جرى العرف؟
الأهم من هذا والحديث لـ”الحجي” .. هناك سؤالا أخر يتعلق بسبب إخفاء إيران لمعلومات تتعلق بمعالجتها للتسرب النفطي الذي وقع بهذه السفينة ، حيث أعلنت إيران أنه جرى التحكم بالتسرب النفطي ولكنها تركت خطاً من النفط في مياه البحر الأحمر طوله حوالى 200 كلم، والذي يتنافى مع كل القوانين الدولية المتعلقة بالملاحة، الأمر الذي دفع ب “الحجي” إلى التساؤل عما إن كانت إيران تحاول أن تخفي شيئاً ما.
وقال حجي إن تصرفات إيران الغريبة تثير الكثير من التساؤلات ، والأهم ما حصل مع هذه السفينة العملاقة وامتناع مصر عن التعاطي معها أو السماح لها بعبور قناة السويس ايضا يثير تساؤلات مثيرة ، الأمر الذي يزيد من خطورة هذه القضية.
وتطرق حجي إلى شائعات ضرب السفينة لانها تحمل اسلحة لحزب الله ، وهو ما لم يثبت حتى الان ، غير أنه أنتهى في رؤيته إلى أن ما ثبت حتى الآن هو أن ناقلة النفط الإيرانية “سابيتي” ضُربت، وفيها ثقبان كبيران، سبّبا تسرباً نفطياً كبيراً، وأن الناقلة عكست اتجاهها بسرعة وهربت ، الأمر الذي يطرح تساؤلا مهما ودقيقا عن سبب عكس الناقلة لمسارها وهروبها من الموقع وبسرعة بعد ذلك؟