تتواصل ردود الفعل على الساحة السياسية في لبنان على أثر التظاهرات التي تشهدها البلاد ، وهي التظاهرات التي بات واضحا إنها تواجه عددا كبيرا من التحديات ابرزها محاولة بعض القوى السياسية استغلال تطورات الموقف اللبناني لتحقيق مكاسب لها. وتعترف بعض المصادر العربية التي تحدثت معها الوسط في لندن بأن هناك تخوفا لبنانيا من استغلال بعض الجهات لهذه الأحداث لتحقيق اي مكسب سياسي لها ، خاصة مع دقة هذه التظاهرات ، والأهم تكرارها ورفع المتظاهرين لسقف مطالبهم بصورة باتت واضحة خلال الفترة الاخيرة.
 
حماس
 
ويقول دبلوماسي عربي سابق أن هناك تقارير تشير إلى إمكانية استغلال حركة حماس تحديدا لتطورات الموقف الان لتحقيق اي مكاسب ، خاصة وأن هذا الأمر كان واضحا عند المظاهرات التي اندلعت منذ عدة أشهر مطالبة بتعديل قوانين العمل التي تمنع العمال الفلسطينيين من العمل إلا وفق قواعد محددة ، وهي القواعد التي ثار بسببها العمال في المخيمات الفلسطينية وطالبوا وقتها بإقالة الحكومة والنزول إليهم للحديث عن هذه الأزمة.
 
الأجهزة اللبنانية
 
وأضاف هذا الدبلوماسي أن الأجهزة اللبنانية وقتها تأكدت من محاولة حركة حماس استغلال ما يجري لتحقيق مكاسب سياسية لها ، بل وكان القائمون على الحركة وراء اشتعال مظاهرات الغضب وتوجيهها إلى مواقع محددة ، وهي المواقع التي تسبب توجه المتظاهرين إليها آنذاك في وقوع مواجهات ومصادمات بين الفريقين سواء قوى الامن أو المتظاهرين الغاضبين ، الامر الذي يفسر ويعكس دقة المشهد السياسي الان.
الاحتجاجات خلال الفترة الأخيرة اتهمت هؤلاء اللاجئين بأنهم مسيسين .
سياسي آخر من أصول لبنانية يؤكد  «الوسط» أن الأزمة الحالية تتعمق مع ل مشاركة الكثير من ابناء الضاحية الجنوبية في المظاهرات ، وهو ما يفسر حديث عدد من الساسة ولعل أبرزهم سمير جعجع رئيس حزب الكتائب اللبنانية ، والذي قال أول أمس في تصريحات إعلامية أن كثير ممن كانوا يوصفون في الماضي بجمهور حزب الله خرجوا عليه ، وهناك الكثير من الجماهير التي تمثل قاعدة جماهيرية للحزب تشارك الآن في المظاهرات ، الأمر الذي يزيد من دقة وحساسية المشهد السياسي اللبناني الان. واشار المصدر  إلى أن هناك تخوفا من استغلال القوى السياسية التي تعيش في لبنان الان لهذه الأحداث ، الأمر الذي بات واضحا من بيانات رئيس الحكومة سعد الحريري أو تعاطي عدد من المسؤولين اللبنانيين الآخرين مع الحدث ، وهو ما يزيد من دقة هذه القضية.    »الوسط» ويقول أحد رجال الأعمال في لندن ل أن الكثير من الدوائر اللبنانية وعقب اندلاع 
 
وأوضح أن الكثير من اللبنانيين تولدت لديهم قناعة بأن الهدف الرئيسي من وراء خروج المتظاهرين الفلسطينيين منذ أشهر للتظاهر، هو قيام عناصر حركة حماس بحثهم على التظاهر من أجل كسب عدة نقاط ، أولها محاولة كسب شعبية بالشارع الفلسطيني في لبنان يمكن وصفه بالشارع الفلسطيني في aأو ما المخيمات، ومحاولة بناء أطر ثقافية واجتماعية مع الجيل الفلسطيني الجديد الرافض لحماس والكاره لها من بين فلسطينيي لبنان، فضلا عن الاستعراض السياسي أمام عدد من القوى السياسية اللبنانية من أجل محاولة كسب أي قدر ممكن من المكاسب. أخيرا، فإن الحالة السياسية الحاصلة الان في لبنان تفتح الباب نحو الكثير من التعقيدات السياسية والتطورات ، وهي التطورات التي ستحمل الكثير من الرسائل والدلائل والخطوات أيضا خلال الساعات المقبلة.