اشادت الكويت بالجهود التي تبذلها حكومة بوروندي في سبيل الدفع بالعملية السياسية مشيرة في هذا الإطار إلى اعتماد خارطة طريق قبل الانتخابات في عام 2020 وتأسيس لجنة انتخابية وطنية مستقلة واتخاذ قرار تمويل انتخابات عام 2020 تمويلا وطنيا كاملا.
جاء ذلك خلال كلمة الكويت التي ألقاها السكرتير الأول بوفدها الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الدويسان أمس الأربعاء خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في بوروندي.
واشاد الدويسان بنشر الرزنامة الانتخابية بتاريخ 28 يونيو الماضي قائلا "لعل إعلان الرئيس بيير نيكروانزيزا عدم ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2020 أعطى ضمانا مهما حول جدية الحكومة البوروندية لعقد الانتخابات الرئاسية بعد أشهر قليلة من اليوم وتسليم السلطة لرئيس جديد".
واضاف "منذ آخر جلسة رسمية ناقش فيها مجلس الأمن الحالة في بوروندي وهي آخذة بالتطور نحو الأفضل فمنذ إجراء عملية الاستفتاء الدستوري بتاريخ 17 مايو 2018 والذي شارك فيه أغلب الأحزاب السياسية والحكومة البوروندية تعمل على تهدئة الأوضاع السياسية ونأمل بأن تستمر تلك التطورات الإيجابية".
وأعرب الدويسان عن امله أن يتم إجراء الانتخابات الرئاسية في العام القادم بصورة شاملة لجميع فئات الشعب البوروندي وبمشاركة كافة الأحزاب السياسية وأن تكون انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وذات مصداقية وتشارك فيها الجهات الفاعلة في المجتمع المدني بما في ذلك شريحة الشباب والمرأة.
وأشاد بجهود الاتحاد الأفريقي وجماعة شرق أفريقيا في التوصل إلى حل سلمي للأوضاع السياسية والأمنية في بوروندي من خلال حوار شامل أساسه اتفاق (أروشا).
وأعرب الدويسان عن تطلعه لأن تقوم الدول الأعضاء في جماعة شرق أفريقيا بتفعيل دور المجموعة والانخراط مع الحكومة البوروندية والمنظمات الدولية والإقليمية ممثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لتحقيق الاستقرار المنشود في بوروندي. وذكر ان الحالة الأمنية في بوروندي الفترة الأخيرة اتسمت بالهدوء العام وأخذت في التحسن بالرغم من استمرار حوادث أعمال العنف وأنشطة الجماعات المسلحة.
واعرب الدويسان عن الامل أن تستمر الحالة الأمنية على وضع التحسن التي هي عليه الآن وان تنتهز الحكومة البوروندية حالة التحسن والاستقرار النسبي بتكثيف جهود الحوار الوطني لجلب كافة الأطراف السياسية إلى طاولة التحاور والتفاهم خصوصا مع قرب موعد اجراء الانتخابات الرئاسية.
وبين ان الأوضاع الإنسانية في بوروندي رغم تحسنها بالمقارنة في العامين الماضيين وانخفاض نسبة من يعانون من مشاكل الأمن الغذائي فإنها مازالت حرجة خاصة في ضوء استمرار أعمال العنف والاختفاء القسري. واكد الدويسان ان ذلك يمثل انتهاكا لمبادئ حقوق الانسان والقانون الإنساني الدولي داعيا الى وقفها ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة.
وبشأن عودة اللاجئين اشاد بعملية توقيع اتفاق ثنائي بين بوروندي وتنزانيا لإعادة وتوطين 280 ألف لاجئ بوروندي إلى ديارهم مؤكدا ضرورة تكثيف جهود وأنشطة الحكومة البوروندية الخاصة بإعادة الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للاجئين العائدين واستمرار توفير الضمانات اللازمة لعودة باقي اللاجئين.
ولفت الدويسان الى ان جهود التنمية الاجتماعية والإصلاح السياسي عوامل رئيسية لأي حكومة ترغب في تطوير مجتمعها والنهوض به نحو مستقبل آمن.
وقال "إذا أخذنا بعين الاعتبار موجات الإصلاح والتغيير التي شهدتها منطقة وسط أفريقيا والبحيرات الكبرى مؤخرا فجميعها خطوات في الطريق الصحيح نحو الإصلاح والنهوض بالمستوى المعيشي والاقتصادي للشعب البوروندي خاصة وشعوب المنطقة عامة".
وأعرب الدويسان عن تطلعه أن تتوج جهود الحكومة البوروندية بعقد الانتخابات القادمة بنجاح وأن تحقق الخطة التنموية تطورا في الاقتصاد البوروندي وأن تساهم في استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية.