نشر عالم الهندسة البيولوجية السويسري، من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ، الذي ساهم في ابتكار أول جينوم للكمبيوتر، مقالا يحذر فيه من مخاطر ابتكار أجسام صناعية.
وكما هو معلوم، تخزن جميع الكائنات الحية على كوكبنا، خطة حياتها في الجينوم. وقد سمحت الثورة الرقمية في علم الأحياء بتطوير طريقة تسلسل الحمض النووي، ما ساعد العلماء على قراءة جينوم المكروبات والأجسام المتعددة الخلايا، بحيث اقتربوا من فهم كيف يبرمج الحمض النووي النظم الحية.
واليوم يحتفظ العلماء بتسلسل الحمض النووي لأكثر من 200000 جينوم ميكروبي في قواعد بيانات الجينوم الرقمية. وباستخدام هذا المخزون الكبير من اللبنات الجزيئية، تعلم علماء الهندسة البيولوجية كيفية كتابة شيفرة الجينوم في الكمبيوتر وإنشاء جزيئات طويلة للحمض النووي  باستخدام التركيب الكيميائي، وإنتاج المكروبات صناعيا في المختبر.
وقد استخدم اليروفيسور بيت كريستين، أستاذ بيولوجيا النظم التجريبية في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بالتعاون مع فريقه العلمي خوارزمية إنشاء جينوم رقمي بالتوافق مع التركيب الكيميائي للحمض النووي في إنتاج جينوم صناعي على المستوى الجزيئي.
وقد تمكن العلماء من ابتكار طريقة لتحديد الجينات الأساسية التي تعمل كأجزاء وراثية في الجينومات الصناعية التي تستخدم في الطب والزراعة والكيمياء.
وفي عام 2019 أعلن العلماء عن ابتكار أول جينوم صناعي للكمبيوتر في العالم
caulobacter ethensis-2.0، باستخدام بكتيريا المياه العذبة، حيث تمكنوا من احتساب تسلسل الحمض النووي بدقة مثالية، لإنتاج وبناء جينوم مصغر يتكون فقط من الوظائف الأساسية. وأثناء عملية التصميم ، تم استبدال أكثر من سدس حروف الحمض النووي في الجينوم الاصطناعي البالغة 800000 ، وتم الحصول على الجينوم بأكمله كجزيئة كبيرة للحمض النووي.
وعلى الرغم من عدم وجود خلية صناعية حية إلى الآن، إلا أن الباحثين تمكنوا من اختبار وظائف الجينات، واكتشفوا من هذه التجارب أن حوالي 580 من 680 جينات صناعية كانت تقوم بوظيفتها، ما يشير إلى إمكانية ابتكار جينومات صناعية.
واستنادا إلى هذه النتائج، يقترح العالم إجراء استطلاع للرأي واسع النطاق لمناقشة هذه المسألة ليس فقط حول استخدام هذه التكنولوجيا في قطاعي الصناعة والطب، بل وأيضا المخاطر المرتبطة بها.