سجل معرض توت عنخ آمون المنظم في مدينة “لياج”  البلجيكية حتى الآن نجاحا كبيرا من خلال استقطابه لقرابة 100 ألف زائر في شهرين ونصف الشهر فقط. 
وكان هذا المعرض المنظم تحت عنوان “ توت عنخ آمون، نحو اكتشاف الفرعون المنسي” قد انطلق منذ 14 ديسمبر الماضي على أن ينتهي في أواخر  شهر مايو المقبل.
 ويعود الفضل في شهرة هذا الفرعون الشاب ذي المصير المأساوي إلى اكتشاف قبره من طرف عالم الآثار البريطاني “هوارد كارتر” في نوفمبر 1922. ولا يزال الفرعون حتى الآن يسحر ألباب الكثيرين في جميع أنحاء العالم.
ويعتبر معرض “لياج” الحالي الأكثر طموحا من بين جميع المعارض المخصصة لتوت عنخ آمون في بلجيكا على مر التاريخ، وذلك لأن عمليات تشكيل الأدوات والديكور تقود الزائر إلى قلب مصر القديمة. وهو يبرز المؤشرات الاركيولوجية والأحداث التي أدت إلى اكتشاف الدرج الأول من القبر.
ويتكون قبر توت عنخ آمون من ثلاثة فضاءات هي الغرفة الخلفية بمختلف أدواتها الذهبية وغرفة الدفن التي كانت تتضمن التابوت الذي يحتوي على الفرعون الشاب والملحق الذي كان يوجد به الصندوق الخاص بأحشاء الفرعون. وقد قضى “هوارد كارتر” خمس سنوات للعثور على قبر توت عنخ آمون ثم عشر سنوات أخرى لتفريغه.
  وكان القبر يحتوي على نحو 4500 قطعة وصفها عالم الآثار البريطاني وأخضعها للتصوير الفوتوغرافي كلها، بحسب المفوض العلمي للمعرض، “ديميتري لابوري”. 
 وأضاف هذا الأخير أن إعادة تشكيل القبر بأكمله تمت وفقا للتقنيات والإجراءات المتبعة في ذلك العصر، بما فيها الديكورات الحائطية والقوالب التي تغطي الجدران.
كما يكشف المعرض التقنيات المستخدمة من طرف “هوارد كارتر” لتفريغ القبر، مع وجود فيلم يشرح، على سبيل المثال، أن الرجل اكتشف نحو 200 قطعة تحت الأشرطة التي كانت تحيط بالجثة. هذا بالإضافة، للمرة الأولى عالمياً، إلى إعادة تشكيل لجزء من القصر الملكي والنسخة المطابقة لورشة “توتموز”، وهو النحات الرسمي للملكية.