تقوم المكتبة التراثية التابعة لمكتبة قطر الوطنية، بدور محوري في أداء رسالة المكتبة في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، ودعم البحوث التي تساعد على تعزيز المعرفة بتاريخ قطر وحاضرها ومستقبلها.
 
وتتيح المكتبة التراثية المصادر الأساسية حول العالمين العربي والإسلامي ومكانتهما في تاريخ العالم، من خلال اعتماد منهجية حديثة تركز على تبادل المعلومات واستخدام الرقمنة في الحفاظ على ملايين الصفحات من المواد الأرشيفية على شبكة واسعة من المؤسسات العالمية، وتهدف هذه المنهجية بشكل رئيسي للمساعدة في رسم صورة شاملة عن دولة قطر عبر التاريخ.
 
ويعكس موقع المكتبة التراثية في قلب مكتبة قطر الوطنية دورها المهم في حفظ تاريخ الدولة وتراثها، وتؤرخ المجموعة الضخمة من المواد التاريخية التطورات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والدينية للعالمين العربي والإسلامي، كما تسلط الضوء على تطور العلاقات بين الشرق الأوسط والشرق الأقصى والغرب، وتبرهن على الدور الجوهري الذي أسهم به العالم الإسلامي في بناء المعارف الإنسانية في مجال العلوم عبر العصور، ومن بين المواد النادرة في المكتبة التراثية كتبًا باللغة العربية يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وترجمات أوروبية لكتب عربية في النصف الثاني للقرن الخامس عشر، وذلك مع بدء الطباعة في أوروبا، بالإضافة إلى الكتب المطبوعة، إذ تضم المكتبة التراثية مخطوطات وصور فوتوغرافية ودوريات وخرائط وأطالس جغرافية ومجسمات كروية للأرض وأدوات الرحالة ووثائقهم التاريخية حول قطر والمنطقة.
 
ويقدم المعرض الدائم لمقتنيات المكتبة التراثية، “في البداية كانت اقرأ: العرب عبر التاريخ”، أكثر من (400) مادة من الكتب والمخطوطات والخرائط والصور الفوتوغرافية وأدوات الرحالة والأدوات العلمية التي تعكس تفرد الثقافة العربية والعلاقات المتغيرة بين الشرق والغرب، والتاريخ الثري لقطر وعلاقاتها مع العالم، وقد نظمت المكتبة سبعة معارض إضافية محددة من التراث الثقافي المحلي والإقليمي منها معرض “العالم من خلال الكتب المصورة” احتفى هذا المعرض بكتب الأطفال حول العالم، ومنها قطر، ملقيا الضوء على أوجه التشابه والاختلاف في أدب الأطفال العالمي، ومعرض “قطر عبر المجموعات الخاصة” تضمن صور فوتوغرافية وأدوات ووثائق من مقتنيات العديد من العائلات القطرية رصدت تطور دولة قطر المعاصر، وسلطت الضوء على الدور الذي يمكن أن يقوم به أفراد المجتمع في بناء الهوية وحفظ التراث والتاريخ، إلى جانب معرض “الرعاية الصحية في قطر: محطات وإنجازات على مدار 70 عاما” رصد هذا المعرض تاريخ الرعاية الصحية في قطر، بدءا بالطب الشعبي مرور بمرحلة بناء أول المستشفيات في أواخر أربعينيات القرن الماضي، ووصولا إلى المستشفيات الحديثة التي تستخدم أحدث الأجهزة والمرافق، ومعرض “الكعبة المشرفة” وتضمن صورا وأعمالا فنية وكتبا ومخطوطات حول تاريخ الكعبة المشرفة، ومراحل بنائها، وخصائصها المعمارية، والأهمية الدينية والروحية لأقدس بقاع المسلمين، إلى جانب تنظيم العديد من المعارض الفنية التي سلطت الضوء على التاريخ والثقافة والمجتمع.