يشكل فيروس كورونا اختباراً لقوة الروابط بين الزوجين، حسب الاختصاصيين في المجال الأسري، فالعلاقات الزوجية المتينة كانت تتحسن والسيئة تزداد سوءاً.
وذلك حال الزوجين، كايلد بريسلر البالغ 82 عاماً، وزوجته لوت بريسلر البالغة 75 عاماً، اللذين تزوجا أخيراً في كنيسة بالدنمارك، أمام مقاعد فارغة في 3 أبريل.
وقد أفادت صحيفة “واشنطن بوست” أنه قبل 55 عاماً بالضبط، في 3 أبريل من عام 1965، عقد الثنائي زواجه الأول في الكنيسة نفسها في كوبنهاغن، وكان عمرهما 27 و20 عاماً، أنجبا أربعة أطفال وأسسا شركة صغيرة لإنتاج الفخار، وكانت الحياة جيدة لفترة من الوقت قبل أن تؤدي سلسلة من المتاعب إلى طلاقهما في عام 1989.
وبدأ كل شيء عندما أمضى الزوج أكثر من شهر في وحدة العناية المركزة إثر معاناته من السرطان، ثم احترق المنزل وتحولت ملايين الذكريات الثمينة إلى رماد، ولم ينج من الحريق إلا بعض الصور، من بينها صورة لهما وهما يحملان ابنهما سيمون في عام 1976. “كانت تلك ضربة قاسية حقاً، فهناك حدود لمقدار ما يمكن أن يتحمله الإنسان”، هذا ما قاله سيمون المقيم حالياً في نيوجرسي بالولايات المتحدة، لـ “واشنطن بوست”، فقررا الانفصال.
لكن الانفصال برهن على أنه أكثر صعوبة من البقاء معاً، فعادا تدريجياً إلى بعضهما بعد عامين. قال كايلد: “لم أجد نفسي بدورها”، وأفادت لوت إنها شعرت بالشيء نفسه. ومع ذلك، لم تكن الحياة سهلة على الزوجين على مدى السنين. في عام 2009، تركت مضاعفات الزائدة الدودية لوت على كرسي متحرك بشكل دائم. وقد اهتم بها زوجها خلال كل تلك الفترة، ثم جاءهما الشهر الماضي فيروس كورونا.
وفي أعقاب هذا الوباء، رغب الثنائي في الزواج ثانية، قال ابنهما سيمون: “علما أن الفيروس قد يكون قاتلا لكليهما، وهناك خطر أن يغادر أي منهما هذه الدنيا من دون أن يعلنا أنهما زوج وزوجة رسمياً، ليكون هذا بمثابة أمر لا يمكنهما قبوله”.
وفي أواخر مارس، حشد كجيلد بريسلر الشجاعة وركع على ركبته طالباً الزواج من زوجته السابقة، بعد 31 عاماً من طلاقهما، فوافقت.
وقال: “حتى في شيخوختي، تمكنت من الوقوف على قدماي مرة أخرى بعد الركوع”، مضيفاً إنه كان يأمل الزواج مجدداً بحب حياته يوما ما، وقد جعله الفيروس يدرك أن الوقت قد حان الآن.
ووافقت لوت على الزواج منه في حفل خاص. وعلى عكس مراسم الزواج الأولى التي حضرها مئات الاشخاص، حضر رفافهما أختها وصهرها فقط، ثم احتفى الثنائي على برنامج “زووم” مع أطفالهم وتسعة من أحفادهم المنتشرين في أربعة بلدان. وقال العريس لعروسه: “لا يمكننا العيش الواحد دون الآخر”.