أعاد أسطول من ناقلات النفط الإيرانية التي تحمل البنزين إلى فنزويلا إشعال فتيل التوتر مع الولايات المتحدة، التي تفرض عقوبات اقتصادية على البلدين.
ومن المتوقع أن تصل الشحنة الإيرانية إلى فنزويلا الواقعة في أمريكا الجنوبية مساء يوم 22 مايو/أيار الجاري.
ويوجد بفنزويلا احتياطيات نفطية هائلة، لكن أزمتها الاقتصادية طويلة الأمد جعلت البلاد تواجه نقصا حادا في الوقود.
وقد لجأ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى مساعدة طهران، حيث ورد أنه وعد بتسديد قيمة الشحنة بالذهب.
ولا تعترف الحكومة الأمريكية بنيكولاس مادورو كرئيس لفنزويلا، وقد وصلت علاقاتها المتوترة مع إيران إلى مستوى جديد في يناير/كانون الثاني من العام الجاري عندما قتلت غارة بطائرة درون (طائرة بدون طيار) قاسم سليماني أعلى قائد عسكري إيراني.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس دونالد ترامب لوكالة رويترز للأنباء في 14 مايو/أيار الجاري إن الولايات المتحدة تدرس إجراءات يمكنها اتخاذها ردا على شحنة إيران.
وفي حين أن المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، لم يتناول تفاصيل الإجراءات التي تنظر فيها الولايات المتحدة، إلا أن التصريح كان قويا بما يكفي لدفع إيران لتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة بعد أيام.
وقد وضعت إدارة ترامب فنزويلا تحت العقوبات، ساعية إلى الإطاحة بحكومة مادورو الاشتراكية من السلطة، والتي تتهمها الإدارة الأمريكية بأنها غير منتخبة ديمقراطيا.
وتعتبر واشنطن الشحنة الإيرانية إلى فنزويلا انتهاكا لسياسة العقوبات التي تفرضها، والتي تتضمن حظرا على المعاملات التجارية مع شركة النفط الحكومية الفنزويلية بي دي في اس ايه pdvsa.
وتقوم البحرية الأمريكية بدوريات بشكل روتيني في مياه منطقة البحر الكاريبي، بالقرب من الطريق المحتمل للناقلات الإيرانية.
ويعد الأسطول الأمريكي الرابع، ومقر قيادته في جاكسونفيل بولاية فلوريدا الأمريكية، مسؤولا عن جميع العمليات في المنطقة.
وفي رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن أي إجراء أمريكي ضد الشحنة يجب أن يعتبر عملا من أعمال "القرصنة" وسيكون له تداعيات.
وكتب ظريف يقول: "تحتفظ إيران بالحق في اتخاذ جميع التدابير المناسبة والضرورية واتخاذ إجراءات حاسمة لتأمين حقوقها ومصالحها المشروعة ضد سياسات التسلط والممارسات غير القانونية هذه".
ومضى يقول: "إن دبلوماسية الزوارق الحربية المهيمنة تهدد بشكل خطير حرية التجارة والملاحة الدولية، والتدفق الحر للطاقة".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني قائلا: "إن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات قسرية لتعطيل بيع النفط الإيراني تمثل تصعيدا خطيرا".