طرحت بعض من الدوائر البحثية والتقارير الصادرة خلال الفترة الأخيرة تساؤلات عن أسباب عدم أتخاذ حركة حماس أو عناصرها في تركيا لاي خطوات على الصعيدين سواء العملي أو التنفيذي لمقاومة المخططات الإسرائيلية ، وعلى رأسها ما يعرف بخطة الضم التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، وهي الخطة التي تهدف إلى ضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية تنفيذا لمخططات التهويد الليكودية. 
اللافت أن عدد من قيادات حركة حماس المتواجدة في الضفة الغربية وغزة وغيرها من المناطق الفلسطينية الأخرى يعملون على القيام بأنشطة متعددة وعامة وتنظيم فعاليات ضد هذه الخطة للضم ، فيما تلتزم قيادات حماس في تركيا الصمت ولا يوجد أي أثر لمثل هذه الأنشطة.
وطرح التليفزيون البريطاني في تقرير له تساؤلات عن دقة هذه النقطة التي تأتي في ظل التغيرات والتطورات التي يشدها الشرق الأوسط بصورة يومية ، مشيرا إلى أن المتابع للعلاقات التركية مع "جهات" معينة من حماس سيكتشف إنها لم تكن بالضرورة جيدة ، بل شابتها الكثير من السلبيات.  
وتشير صحيفة jewishpress  في تقرير لها إلى دقة هذه النقطة ، مشيرة إلى قرار سلطات الحكم المحلي التركية لمنع اي نشاط علني الان لحركة حماس وذلك خوفا من أن يضر هذا بعلاقات تركيا الدولية مع بعض من الدول الغربية .
وتحت عنوان "ما مدى جدية التقارب الإسرائيلي التركي"؟ قالت الصحيفة أن التعاون الخارجي لتركيا مع عدة أطراف خارجية ومن بينها إسرائيل بالطبع سيؤدي بالتأكيد لإمكانية حصول تغيرات في السياسة التركية. 
واشارت الصحيفة إلى أن تركيا مثلا تتبادل المعلومات الاستخبارية الدقيقة مع أكثر من طرف  دولي ، خاصة مع دورها في سوريا ودقة المعطيات المتعلقة بالملف الإيراني وعلاقته بتركيا ، وما إلى ذلك من معلومات دقيقة. 
وأوضحت الصحيفة إن هذا التبادل المعلوماتي الأمني مهم جدا لأنقرة ، وهي لن تخسره مقابل طرف يتواجد على أراضيها مهما كان هذا الطرف. 
وركز معهد دراسات شؤون الشرق الأوسط في تقرير له إلى دقة هذه النقطة ، خاصة في ظل التطورات الجيوسياسية في الشرق الاوسط والعالم والأهم من هذا أن  تركيا تحتاج إلى هذا التعاون ولن تخسره لأي ثمن.
وقال مصدر مسؤول في الحركة أن تركيا تجبر قادة حركة حماس المتواجدين لديها على عدم القيام بأي مظاهرة أو فعالية بصورة علنية ضد الضم ، الأمر الذي دفع ببعض من القيادات إلى انتقاد السياسات التركية التي تظهر التعاون مع حركة حماس ، إلا إنها في الحقيقة تضيق الخناق على عناصر الحركة المتواجدين على أراضيها خوفا من حصول أي أزمات أو مشاكل.
من جانبه قال التليفزيون البريطاني في تقرير أن قيادات حماس والمتحدث باسمها في تركيا رفضوا التعليق على هذه الخطوة ، إلا أن الواضح حتى الان أن الحسابات السياسية بالمنطقة تتصاعد ، وهي الحسابات التي يمكن أن تغير الكثير من الاستراتيجيات التي تتبعها الكثير من الدول الان ، الأمر الذي يمكن القيام به في ظل الحسابات المعقدة بالشرق الأوسط.
عموما فإن هذه التغيرات باتت واضحة ، الأمر الذي يمكن رصده بسهوله في ظل التطورات والتحولات السياسية الحاصلة في العالم الان.