شهد الأسبوع المنتهي أمس الجمعة نشاطا كويتيا مكثفا في مواصلة مد يد الدعم والمؤازرة للأشقاء في لبنان والتضامن معهم ترجمة لتوجيهات من سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بإرسال مساعدات عاجلة لمواجهة آثار الانفجار الضخم الذي تعرض له مرفأ بيروت في الرابع من الشهر الجاري.
وتزامن وقوع الانفجار الذي أسفر عن سقوط 171 قتيلا على الأقل ونحو ستة آلاف جريح وخلف أضرارا مادية فادحة مع مواجهة لبنان جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) إضافة إلى عدد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى وهو ما دفع دولة الكويت لتكون في طليعة من يقدمون العون له في هذا الظرف الاستثنائي.
وفي هذا السياق ترأس سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الأحد الماضي وفد دولة الكويت المشارك في المؤتمر الدولي لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي بدعوة مشتركة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وألقى سمو الشيخ صباح الخالد كلمة خلال المؤتمر قال فيها إن دولة الكويت بادرت انطلاقا من وقوفها وتضامنها مع لبنان الشقيق وبتوجيهات من سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بتقديم المساعدات الإغاثية للبنان الشقيق منذ وقوع الانفجار عبر جسر جوي.
وأعلن عن استعداد دولة الكويت لتقديم الدعم في مواجهة هذه الكارثة بالتزامات مسبقة على الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية يعاد تخصيصها لصالح لبنان بما يقارب 30 مليون دولار سيتم التنسيق بشأنها مع السلطات اللبنانية لدعم الأمن الغذائي إضافة إلى مساعدات طبية وغذائية عاجلة تصل إلى 11 مليون دولار إلى جانب تبرعات الجمعيات الخيرية الكويتية.
كما أكد مجلس الوزراء الكويتي خلال اجتماعه الأسبوعي الذي عقده الاثنين الماضي عبر الاتصال المرئي برئاسة سمو الشيخ صباح الخالد على تضامن دولة الكويت مع الأشقاء في لبنان ومساندة كل جهد يسهم في التخفيف من آثار هذه الكارثة الإنسانية المفجعة.
وقال المجلس انه في الوقت الذي يتابع فيه بعميق الحزن والأسى الآثار الناجمة عن الانفجار الهائل في مرفأ بيروت وما ترتب عليه من نتائج بالغة الضرر أودت بحياة العديد من الضحايا والآلاف من الجرحى والمفقودين وخلف أضرارا مادية جسيمة ليعبر عن خالص تعازيه ومواساته لجمهورية لبنان الشقيقة ولأسر الضحايا خاصة.
بدوره شارك مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في اجتماع افتراضي نظمه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الاثنين الماضي حول الوضع الإنساني في لبنان بعد الانفجار الذي وقع في بيروت.
وجدد السفير العتيبي في كلمة ألقاها خلال الاجتماع التأكيد على أن دولة الكويت ستظل ثابتة في التزامها وتضامنها بدعم لبنان وشعبه خلال هذا الوقت الصعب الذي يكافح فيه للتعافي من هذا الحادث المدمر ويواجه بنفس الوقت جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) والعديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية الاخرى.
وقال العتيبي "إلى لبنان لدى الامم المتحدة وإلى جميع إخوتنا وأخواتنا اللبنانيين في لبنان والكويت وحول العالم كما تعلمون لطالما كان لبلدينا وشعبينا علاقات عميقة وطويلة الأمد وغير قابلة للكسر ولطالما كانت دولة الكويت موطنا لآلاف المواطنين اللبنانيين الذين ساهموا بشكل كبير في نمو وثقافة وازدهار الكويت" مضيفا "سنستمر في الوقوف بجانبكم وندعمكم بأي طريقة ممكنة حتى إعادة بناء مدينتكم الجميلة".
أما المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر فقال في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الثلاثاء الماضي إنه بعد كلمة سمو الشيخ صباح الخالد في المؤتمر الدولي لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني "هناك اتصالات جارية مع المسؤولين في لبنان لوضع آلية واضحة تأخذ بعين الاعتبار حاجة الشعب للمشاريع ذات الأهمية وسيتم أخذ القرار المناسب لأي مشروع له الأولوية".
وأوضح البدر أن من ضمن تلك المشاريع (صوامع الغلال) الذي تم بناؤه عام 1970 بموجب اتفاقية قرض بين الصندوق ولبنان موضحا أنه عند الاتفاق مع الجانب اللبناني سيتم تخصيص بعض هذه المنح السابقة التي لم تستغل خلال الأعوام الماضية وهي بقيمة 30 مليون دولار وإعادة جدولتها لمصلحة المشاريع الجديدة التي يتم الاتفاق عليها.
وذكر أن مشروع (صوامع الغلال) يشكل جزءا رئيسيا من الأمن الغذائي في لبنان في حفظ وإنتاج الحبوب والطحين فضلا عن قدرته التخزينية العالية بسعة 145 ألف طن وقدرته في تغطية 85 في المئة من حاجة الشعب.
وبين البدر أنه ستتم إعادة النظر أيضا في مشروع محطة التحويل الأساسية الكهربائية في بيروت الذي تضرر جراء الانفجار بعد المشاورات مع المسؤولين في لبنان.
وذكر أن الصندوق الكويتي بدأ أول مشاريعه الإنمائية في لبنان بمساهمة في تمويل مشروع (محطة كهرباء جونية) عام 1966 مبينا أن إجمالي القروض المقدمة للبنان بلغت حتى الآن 27 مشروعا في مختلف القطاعات ومنها الصناعة والطاقة والمياه والصرف الصحي والنقل والزراعة الى جانب القطاع الاجتماعي.
من جانبه أكد المدير العام لمؤسسة الموانئ الكويتية ورئيس اتحاد الموانئ العربية الشيخ يوسف عبدالله صباح الناصر الصباح الثلاثاء الماضي استعداد المؤسسة لتقديم كل المساعدات الضرورية في مجال تشغيل موانئ طرابلس وصيدا وصور في لبنان.
جاء ذلك في تصريح للشيخ يوسف العبدالله الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس قطاع النقل البحري والرئيس التنفيذي للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ل(كونا) على هامش لقائه القائم بالأعمال اللبناني لدى دولة الكويت باسل عويدات.
وقال الشيخ يوسف العبدالله إن الكويت تضع خبراتها في مجال الامن الغذائي أمام الجانب اللبناني باعتبارها تحتل المرتبة الاولى عربيا في هذا المجال مشيرا إلى أنه يوجد لدى الامانة العامة لجامعة الدول العربية مبادرة لتطوير منظومة الأمن الغذائي للدول العربية استنادا لتجربة الكويت.
وذكر أنه تمت مخاطبة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وشركة مطاحن الدقيق الكويتية لتنفيذ هذه المبادرة حيث جاء جواب الجانبين بالإيجاب مؤكدا أنه في حال طلب لبنان خبرة الكويت في الأمن الغذائي فلن تتردد تلك الجهات بتقديم خبراتها.
ولفت إلى "أن انفجار مرفأ بيروت المؤسف يعد الوقت المناسب لتفعيل هذه المبادرة ليعود كما كان في عام 1968".
وأوضح أنه تم خلال لقائه القائم بالأعمال اللبناني بحث آليات مساعدة الموانئ الكويتية للبنان في أعقاب انفجار مرفأ بيروت حيث عرضت المؤسسة تقديم مختلف المساعدات التدريبية واللوجستية بما فيها تدريب الكوادر اللبنانية على تشغيل الرافعات الجسرية وعلى القطر والارشاد وغيرها من الاعمال البحرية.
وأضاف أنه تم كذلك بحث إعادة إعمار وتشغيل المرفأ عبر التنسيق مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والعمل على تطوير وتأهيل بقية الموانئ اللبنانية في مناطق طرابلس وصيدا وصور وتقديم كل الدراسات الاقتصادية والاستراتيجية في مجال تطوير الموانئ للجانب اللبناني.
وقال الشيخ يوسف العبدالله بصفته نائبا لرئيس قطاع النقل البحري إنه سيتم تقديم أي مساعدة في ما يتعلق في الصعوبات التي تواجهها السلطات اللبنانية في مجال النقل وتذليلها من خلال التنسيق مع مختلف الاتحادات العربية المتخصصة في هذا المجال والعمل على تذليل كل العقبات لاسيما تلك التي فرضتها جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
من جانبه وجه القائم بالأعمال اللبناني باسل عويدات في تصريح مماثل ل(كونا) التحية والشكر الى دولة الكويت قيادة وشعبا على "فزعتها" السريعة بعد الانفجار الذي وقع بالمرفأ سواء من خلال تسيير جسر جوي أو تقديم المستلزمات الصحية والطبية او من خلال مبادرة الهلال الاحمر الكويتي.
واعتبر عويدات أن هذه "الفزعة الكويتية" تجاه الدول العربية غير مفاجئة من بلد الانسانية خصوصا في فترات الازمات مشيرا إلى أن الكويت كانت دائما الداعم الاول لأشقائها العرب خصوصا في الازمات.
وبين أن مبادرة مؤسسة الموانئ الكويتية بعرض مساعدتها على لبنان كانت من بين أولى المبادرات بهذا الخصوص موضحا أن اللقاء مع مدير المؤسسة تم خلاله بحث سبل التعاون والمساعدات التي تحتاجها لبنان لإعادة تشغيل مرفأ بيروت وتشغيل الموانئ اللبنانية الأخرى.
وعلى الصعيد الميداني تسير دولة الكويت منذ عشرة أيام جسرا جويا إغاثيا إلى لبنان لنقل الاحتياجات اللازمة له لمواجهة آثار الانفجار الضخم الذي تعرض له مرفأ بيروت.
وجاءت بداية هذا الجسر في الخامس من الشهر الجاري عندما تسلم لبنان اولى المساعدات من الخارج وهي شحنة من المساعدات الطبية المقدمة من دولة الكويت نقلت بواسطة طائرة تابعة للقوة الجوية الكويتية.
وقدمت جمعية الهلال الأحمر الكويتي في اليوم التالي 36 طنا من المواد الطبية للصليب الأحمر اللبناني دعما لجهوده في الإغاثة وجرى نقلها أيضا عبر طائرة تابعة للقوة الجوية الكويتية في حين نقلت طائرة عسكرية كويتية في السابع من الشهر الجاري مساعدات طبية وغذائية تزن 35 طنا.
أما يوم السبت الماضي فشهد مواصلة المساعدات الكويتية الى لبنان تدفقها لليوم الرابع على التوالي ضمن الجسر الجوي الذي اقامته الكويت لدعم لبنان حيث استقبل مطار رفيق الحريري الدولي طائرتين اضافيتين تابعتين للقوة الجوية الكويتية محملتين بعشرات الاطنان من المساعدات الطبية والغذائية.
وقال المستشار في سفارة دولة الكويت لدى لبنان عبد الله الشاهين ل(كونا) بهذه المناسبة إن "هذا الجسر الجوي يتضمن اهداءات من الكويت للبنان دعما ومساندة في هذا الظرف الدقيق وتشمل معونات طبية واستشفائية بالإضافة الى شحنات غذائية مقدمة وفقا لقوائم زودنا بها الجانب اللبناني".
وفي يوم الاحد الماضي حطت طائرتان تابعتان للقوة الجوية الكويتية محملتان بمواد غذائية في مطار رفيق الحريري حيث قال قائد الطائرة الاولى العقيد الركن طيار فراس الخليفي ل(كونا) ان "هذه هي الطائرة السادسة في الجسر الجوي وحمولتها 50 طنا من السلال الغذائية والطحين" فيما ذكر قائد الطائرة الثانية العقيد الركن طيار فهد الجويسري ان طائرته هي السابعة وحمولتها 60 طنا من الطحين.
وشهد الاثنين الماضي كذلك وصول طائرتين كويتيتين محملتين بحوالي 100 طن من الاحتياجات العاجلة فيما وصلت يوم الثلاثاء طائرتان محملتان بأكثر من 105 اطنان من المواد الغذائية وفقا لما قاله المستشار الشاهين ل(كونا).
وفي يوم الأربعاء الماضي وصلت طائرتان أيضا وعلى متنهما حوالي 100 طن من الاحتياجات العاجلة من المواد الغذائية ليبلغ مجموع طائرات الجسر الجوي منذ انطلاقه 13 طائرة نقلت 605 أطنان وفي هذا السياق قال المستشار الشاهين ل (كونا) إنه يوجد تعاون تام مع السلطات اللبنانية ممثلة بقيادة الجيش اللبناني من خلال تأمين التسهيلات كافة والتسليم والتسلم اضافة الى الشحنات التي سلمت الى الصليب الاحمر والمقدمة من جمعية الهلال الاحمر الكويتي.
كما واصل الجسر الجوي الكويتي أمس الأول الخميس نقل الاحتياجات الاغاثية والانسانية للبنان لليوم التاسع على التوالي بوصول الطائرة رقم 14 التابعة للقوة الجوية الكويتية محملة ب 45 طنا من الاحتياجات الغذائية.
وتوجه ممثل قائد الجيش اللبناني العميد سهيل نجم في تصريح ل (كونا) بهذه المناسبة باسم قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون بالشكر والامتنان لدولة الكويت وللشعب الكويتي على مساندة الشعب اللبناني.
بدوره ذكر قائد الطائرة الكويتية الرائد الطيار صباح النايف الصباح ل (كونا) "اننا ننفذ التوجيهات السامية لسمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح بإقامة الجسر الجوي من قاعدة عبدالله مبارك الى بيروت" مضيفا أن "كل شيء يتم على ما يرام بالنسبة لإيصال الاحتياجات لشعب لبنان وهذا واجبنا تجاه الاشقاء اللبنانيين".
ووصلت أمس الجمعة كذلك طائرتان تابعتان للقوة الجوية الكويتية محملتان بأكثر من 104 أطنان من الحصص الغذائية والمستلزمات الطبية تم تسليم قسم منها للجيش اللبناني والقسم الاخر لجمعية الهلال الاحمر الكويتي في استمرار للجسر الإغاثي الكويتي لليوم العاشر على التوالي.
وقال المستشار الشاهين ل(كونا) بهذه المناسبة انه بوصول الطائرتين يبلغ العدد الاجمالي للطائرات الاغاثية التي وصلت الى بيروت حتى أمس الجمعة 16 طائرة نقلت حمولة اجمالية من الاحتياجات تفوق 753 طنا مشيرا الى ان طائرتين يرتقب وصولهما اليوم السبت.
ومن جانبه قال ممثل قائد الجيش اللبناني العميد الياس يوسف في تصريح مماثل ل(كونا) ان "الكويت لم تتوان عن مساعدة لبنان وتؤكد كل يوم وقوفها بقيادتها وشعبها الى جانب لبنان.. ألف شكر للكويت".
أما جمعية الهلال الأحمر الكويتي فاستمرت كذلك خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة في جهودها لمواجهة تداعيات الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت بعدما نقلت الأطنان من المساعدات الطبية والغذائية المتنوعة على متن الجسر الجوي الذي اقامته دولة الكويت لدعم لبنان.
وفي هذا الإطار شهد يوم السبت الماضي توزيع الجمعية مواد غذائية وصحية على أسر متضررة من الانفجار فيما قال رئيس وفدها في لبنان الدكتور مساعد العنزي في تصريح ل(كونا) ان الهلال الاحمر الكويتي في الميدان بإمكانياته كافة لتقديم العون والمساعدة سواء كانت طبية وصحية وغذائية ومد يعد العون للبنانيين للخروج من هذه الكارثة.
وذكر ان الوفد الميداني للجمعية جال في عدد من المناطق المتضررة وعدد من المستشفيات للاطلاع على الاحتياجات الطبية والصحية مشيرا إلى أنه قام بتوزيع المواد الاغاثية والمستلزمات الصحية على المتضررين بالتعاون مع الصليب الاحمر اللبناني وبالتنسيق مع سفارة دولة الكويت في لبنان.
في يوم الاحد الماضي سلمت جمعية الهلال الأحمر الكويتي مستشفيات تضررت من جراء انفجار مرفأ بيروت اجهزة ومستلزمات طبية حيث قال الدكتور العنزي ان فريق عمل الجمعية الميداني مستشفيات (القديس جاورجيوس) و(اللبناني الجعيتاوي) و(الوردية) و(الكرنتينا) و(المقاصد) واطلع على أوضاعها وسلم القائمين عليها الأجهزة والمستلزمات الطبية مباشرة.
وأكد العنزي أهمية دعم المستشفيات التي لحقتها خسائر فادحة بسبب الانفجار لمساعدتها على استعادة دورها في علاج المصابين من جراء الحادثة الاليمة وتوفير الرعاية الصحية للمرضى بشكل فوري.
وأشار إلى حرص الجمعية على توفير الاحتياجات اللازمة للمستشفيات بالمعدات الطبية واجهزة التنفس والانعاش والأسرة والكراسي المتحركة وتجهيزات الحماية والسلامة.
من جانبها أشادت مديرة مستشفى (الكرنتينا) الدكتورة كارين صقر في تصريح ل(كونا) بجهود الهلال الاحمر الكويتي بدعم المستشفيات المتضررة مؤكدة ان موقف الكويت معروف دائما بدعم لبنان وشعبه.
واعتبرت أن الأجهزة الطبية التي تسلمتها المستشفى ستساهم في عملية اعادة البناء واستقبال المرضى خلال الفترة المقبلة.
وفي يوم الثلاثاء الماضي قامت جمعية الهلال الاحمر الكويتي بتوزيع 500 سلة غذائية على اسر تضررت من الانفجار الى جانب توزيع المعدات الطبية على المستشفيات.
وفي الإطار نفسه اعلنت جمعية الهلال الاحمر الكويتي أمس الأول الخميس تبرعها بعشرة مولدات كهرباء لدعم مراكز الاسعاف وبنوك الدم الميدانية لصالح الصليب الاحمر اللبناني.
وأشار رئيس بعثة الجمعية في لبنان الدكتور مساعد العنزي في تصريح ل(كونا) الى ان الفريق الميداني للهلال الاحمر الكويتي اطلع على احتياجات مراكز الاسعاف وبنوك الدم التي يديرها الصليب الاحمر اللبناني بهدف تأمين ما أمكن من تجهيزات تعزز قدرات فرق الصليب الأحمر.
من جهته أعرب الامين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة في تصريح مماثل ل(كونا) عن بالغ الشكر للهلال الاحمر الكويتي على هذا التبرع الذي يدعم قدرات وامكانيات المراكز الصحية ومراكز بنوك الدم التي تحتاج الى تأمين الكهرباء في الوقت الراهن خصوصا مع تضرر شبكات الكهرباء بسب الانفجار في عدد من مناطق بيروت.
واشار الى ان التعاون قائم بين الصليب الأحمر اللبنانية والهلال الاحمر الكويتي منذ سنوات طويلة موضحا ان الهلال الأحمر شكل شريكا وداعما مهما للصليب الاحمر اللبناني في مختلف جهوده الإنسانية والاغاثية.
واكد ان الشعب اللبناني يستذكر دائما المواقف الانسانية للكويت لافتا الى الدور الكبير الذي يقوم به الهلال الأحمر الكويتي "الحاضر بمشاريعه الانسانية وكوادره ومتطوعيه في الكثير من البلدان المنكوبة لاسيما في لبنان وتنفيذه العديد من المشاريع الانسانية والتنموية والاغاثية".
أما أمس الجمعة فأشار العنزي في تصريح ل(كونا) لدى مشاركته في استقبال طائرتين تابعتين للقوة الجوية الكويتية ضمن الجسر الجوي الاغاثي انه كان يستقبل شحنة من الاحتياجات الخاصة بالجمعية موضحا أنها عبارة عن "مستلزمات عينية ومواد طبية اساسية ستوزع مباشرة على الاسر والمستشفيات المتضررة".
وقال العنزي "هذا جزء من مساهمة بسيطة تقدمها الجمعية بالإضافة الى تضافر جهود اخرى من مؤسسات الكويت لتخفيف معاناة الاشقاء اللبنانيين".
وبالتوالي مع ذلك عقد رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر الكويتي الدكتور هلال الساير اجتماعا مع وفد من السفارة اللبنانية برئاسة القائم بالأعمال باسل عويدات يوم الأربعاء الماضي أكد خلاله دعم الجمعية المستمر للشعب اللبناني لاسيما الذين تأثروا من انفجار مرفأ بيروت من النواحي الاغاثية والصحية.
وقال الساير في تصريح ل(كونا) عقب هذا الاجتماع ان الجمعية مستمرة في دعم الاشقاء في لبنان مشيرا الى الدعم الصحي للمستشفيات وتوزيع المواد الغذائية على المتضررين جراء الانفجار.
وذكر ان هناك تنسيقا وتعاونا من خلال سفارة دولة الكويت في بيروت والصليب الاحمر اللبناني وفريق الهلال الاحمر الكويتي للوصول للمتضررين من المواطنين اللبنانيين ودعم المستشفيات المتضررة.
من جانبه عبر عويدات في تصريح مماثل عن بالغ الشكر والعرفان للكويت وشعبها وللهلال الاحمر الكويتي للوقوف الى جانب لبنان في ظل الظروف الراهنة.
واشاد بدور الجمعية وتقديمها المساعدات الغذائية والطبية العاجلة للمتضررين موكدا ان هذا دليل على متانة العلاقات بين الشعبين الشقيقين.
وقال ان المساعدات الكويتية للشعب اللبناني محل تقدير وثناء من الشعب اللبناني الذي لا ينسى مواقف الكويت ودعمها للبنان في كل الظروف ولاقت الجهود الكويتية المكثفة في مد يد الدعم للبنان في أعقاب انفجار مرفأ بيروت إشادات متتالية حيث تلقى في هذا الإطار وزير الخارجية ووزير الدفاع الكويتي بالإنابة الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح أمس الأول الخميس اتصالا عبر تقنية المرئي والمسموع من المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ديفيد بيزلي.
وأعرب بيزلي خلال الاتصال عن بالغ تقديره وامتنانه للدور الإنساني الذي تقوم به دولة الكويت نحو مساندة لبنان وشعبه في مواجهة تداعيات الانفجار الضخم الذي تعرض له مرفأ بيروت.
كما أشاد بيزلي كذلك بمساهمة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بإعادة بناء صومعة الحبوب في لبنان تعزيزا لدعائم الأمن الغذائي في الجمهورية اللبنانية ودعما لشعبها الشقيق في هذه الظروف العصيبة.
من جانبهما أشاد سفيرا ألمانيا والتشيك لدى دولة الكويت بجهود جمعية الهلال الأحمر الكويتي في دعم الشعب اللبناني ومجمل ما تقدمه الجمعية من يد العون للمحتاجين وسط الظروف الراهنة وجهودها في مكافحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وقالت الجمعية في بيان صحفي الأحد الماضي بمناسبة زيارة السفير الألماني ستيفن موبس والتشيكي مارتن دفوراك إلى مقرها إن هذه الإشادة جاءت إثر ما قام به الهلال الأحمر الكويتي من جهود تمثل موقف الكويت في دعم لبنان لمواجهة آثار الحادث الأليم في بيروت قبل أيام ولتجاوز تداعياته والوقوف جنبا إلى جنب مع الأشقاء في لبنان بما يحفظ أمنهم واستقرارهم ونوها بجهود الجمعية البارزة على مختلف المستويات الدولية.
من جانبه قال رئيس الجمعية الدكتور هلال الساير إن الهلال الأحمر الكويتي يكثف جهوده ضمن برنامجه الإغاثي والطبي في لبنان من خلال التنسيق مع سفارة دولة الكويت لدى لبنان والصليب الأحمر اللبناني مشيرا إلى أن وفد الجمعية الميداني في بيروت أجرى مباحثات هناك للاطلاع على الاحتياجات الاساسية وآلية تلبيتها خلال المرحلة المقبلة.
وأكد في هذا الصدد أن الجمعية لن تتخلى عن الشعب اللبناني في ظروفه الصعبة وأنها ستواصل دعمها المكثف للمتضررين بكل قوة للحد من تداعيات وخطورة ما يمرون به.