يتخطى معهد الكويت للاختصاصات الطبية (كيمز) المفهوم التقليدي للصروح التدريبية الطبية ليكون منارة طبية عصرية فائقة النوعية تلبي الآمال الكبيرة المعقودة عليه في تصدر الصفوف الأمامية ضمن المنظومة الصحيةالكويتية لتحقيق مفهوم الأمن الطبي ومناعته صحيا.ويحفل المعهد الذي افتتح مبناه الحديث في منطقة الصباح الطبية وزير الصحة الدكتور باسل حمود الصباح ووزيرةالأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون الإسكان الدكتورة رنا الفارس الأسبوع الماضي برؤية استشرافية شاملة من خلال برامجه الطبية المتخصصة والزمالات والاعتراف المؤسسي من كبريات الكليات والمؤسسات العالمية إلى جانب نظرة نوعية لإنشاء مختبر بمعايير دولية قائمة على نظام المحاكاة علاوة على افتتاح محطات جديدة للابتعاث عالميا بغية تنويع المدارس المتخصصة.
 
 
وفي هذا الشأن قال الأمين العام للمعهد الدكتور فواز الرفاعي في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن (كيمز) الذراع الأكاديمية لوزارة الصحة يعتبر واجهة مشرفة ومنارة نفتخر بها في الوزارة وبدورها تشرف على تدريب الأطباء ما بعد فترةالتخرج ومن شأن افتتاح مبناه العصري الحديث استيفاء احتياجات المعهد في الفترة القادمة.وأضاف الرفاعي أن إنشاء مشروع معهد الكويت للتخصصات الطبية مرده إلى التزايد المستمر والحاجة المتسارعة للخدمات الطبية بسبب زيادة عدد السكان في دولة الكويت لذا أصبحت هناك ضرورة وطنية ملحة لتطوير أداء وتدريب الأطباء المقيمين.وأوضح أن المكان المحدود للمعهد وتزايد أعداد الاطباء في الوقت الحالي جعل المعهد يقيم برامجه التدريبية ونشاطاته من مؤتمرات ومحاضرات في قاعة كلية الطب أحيانا واستئجار أماكن مختلفة هنا وهناك ومن هذا المنطلق برزت الحاجة لبناء هذا المشروع الذي يضم تحت قبته الأمانة العامة للمعهد ونشاطاته المختلفة لكل الاختصاصات الطبية.
 
 
وعن حجم الآمال المعقودة على المعهد مع دخوله حيز العمل ضمن المنظومة الصحية في البلاد لاسيما محاربة جائحة كورونا لناحية السعة والطاقة البشرية والتجهيزات أفاد الرفاعي بأننا نفتخر بمعهد الكويت للاختصاصات الطبية بوجود 25 برنامجا تخصصيا بالبورد و 6 زمالات.وأضاف أن المعهد حصل على الاعتراف المؤسسي من الكلية الملكية الكندية للاطباء والجراحين في يوليو عام 2017 ونحن في طور تجديد هذا الاعتراف علاوة على وجود اتفاقية مع الكلية الملكية الكندية في السنوات الثلاث الماضية ونحن في طور تجديد تلك الاتفاقية التي تضمن الاعتراف المؤسسي بالبرامج التي نضمها في المعهد.
 
 
وأوضح أن هناك برنامجا واحدا فقط حاصلا على الاعتراف المؤسسي العالمي من الكلية الملكية الكندية وهو برنامج التشريح المرضي وعلم الخلايا فضلا عن الكثير من الخطط والبرامج التي يعكف المعهد على دراستها للاستفادة منها والعمل على رفع مستوى الأطباء الكويتيين الملتحقين بالبرامج.ولفت الرفاعي في موازاة ذلك إلى نظرة نوعية لإنشاء مختبر بمعايير عالمية يقوم على نظام المحاكاة وهو علم جديد ومتطوردائما تحرص عليه المؤسسات الأكاديمية والعالمية توصي باستخدامه ضمن التعليم الطبي في فترة ما بعد التخرج.وكشف أيضا عن توجه لافتتاح وجهات ومحطات جديدة للابتعاث من أستراليا وسنغافورة وبعض دول أوروبا مثل السويد بغية تنويع المدارس التي نقوم بابتعاث الأطباء الكويتيين إليها.
 
 
واستذكر الرفاعي أنه في عام 1983 قام مركز عبدالمحسن العبدالرزاق للعلوم الطبية بكلية الطب بجامعة الكويت بتخريج أول دفعة من الأطباء وفي نفس العام أسس معهد الكويت للاختصاصات الطبية (كيمز) لتطوير أداء وتدريب الاطباء الكويتيين في مرحلة ما بعد التخرج.وعن الأهداف الاقتصادية للمشروع أكد على ‏الاختيار الأمثل لمواد البناء من حيث النوع والمصدر إضافة إلى التنسيق ودراسة وثائق المناقصة بشكل جيد وكامل تفاديا لارتفاع التكلفة علاوة على التقيد والالتزام بالجداول الزمنية سواء بالتصميم أو التنفيذ لإنهاء المشروع في موعده المحدد.وذكر أن المبنى مزود بشبكة اتصالات ذكية ومربوطة بعضها مع بعض مثل الكمبيوتر والهواتف والكاميرات ونظام (الستلايت) ونظام الصوتيات والمرئيات طبقا لآخر النظم المتطورة بحيث أن المبنى يمكن اعتباره من المباني الذكية.
 
 
وعن كيفية الاستفادة من المركز في محاربة الموجة الثانية من جائحة كورونا هذا الشتاء وغيرها من تحديات قال الرفاعي "إننا فخورون بكوادرنا الطبية من أطباء كويتيين سواء في الطب البشري أو الأسنان كذلك بالأطباء الملتحقين بالبرامج الطبية الذين يقومون بدور كبير وكذلك الأطباء حديثي التخرج".وتابع بهذا الصدد أنه تحت مظلة المعهد هناك أكثر من 250 طبيبا وطبيبة وهناك الكثير من البرامج التدريبة سواء لحديثي التخرج أو أطباء ملتحقين بالبورد الكويتي وأكثر من 800 طبيب تم إلحاقهم بالبرامج قمنا بتوظيفهم للخدمة في الوزارة بالصفوف الأمامية الأولى لمواجهة جائحة كورونا وسنعكف على زيادة تلك الكوادر وتعزيزها.وأشار إلى أن مساحة الارض المخصصة للمشروع تبلغ 15 ألف متر مربع وهناك سردابان تحت الأرض لمواقف السيارات ودور أرضي يضم مواقف سطحية ومساحات تجميلية ووزعت باقي المساحة على ثمانية أدوار فوق الأرض.
 
 
وعن فلسفة التصميم أوضح أن المصمم سعود المهنا اعتمد في ذلك على النمط الحديث في الشكل والمضمون وفق عدة عوامل منها ملاءمة التصميم البيئة المحيطة والتنسيق الوثيق بين جميع عناصر المشروع ضمن توازن بين الفلسفة والوظيفة لإنتاج الأشكال المعمارية الحديثة.ولفت في هذا الشأن كذلك إلى محاكاة الفراغات الداخلية وارتباطها الوثيق عبر التوازن بين الكتل الداخلية ‏وحركتهاالموزونة أفقيا وعموديا بحيث تخدم الشكل العام الداخلي للمبنى إضافة إلى الاستفادة منها كمساحة مستخدمة فراغيا.وأشار الرفاعي إلى أن المصمم أراد أن يحافظ على التصميم المعماري الكويتي القديم بوجود فراغ داخلي وذلك بطابع حديث يتلاءم مع العوامل البيئة الخارجية ويلطف من حدتها.ووجه رسالة إلى العاملين في الصفوف الامامية الاولى لمواجهة جائحة كورونا قائلا "نحن دائما مطمئنون لوجودكم ككوادر متميزة من أطباء وهيئة تمريضية وإدارية متفانية بأداء عملها على أكمل وجه" داعيا إياهم إلى بذل المزيد من العطاء في خدمة وحماية الامن الصحي للوطن".
 
 
وأعرب عن خالص الشكر للدعم المميز لوزير الصحة ورئيس مجلس أمناء معهد الكويت للاختصاصات الطبية الشيخ الدكتور باسل الصباح ووكيل الوزارة الدكتور مصطفى رضا وجميع قياديي الوزارة.ويقع المشروع في منطقة الصباح الصحية وجاء وفق التصميم المعماري الكويتي القديم بوجود الفراغ الداخلي للمبنى ويبلغ ارتفاعه نحو 52 مترا عبارة عن بناء بيضاوي الشكل يتوسطه فراغ داخلي به نافورة مائية كبيرة أخذت شكلا يشابه شعار الطبيب ويتكون المبنى من سردابين تحت الأرض مخصصين لمواقف السيارات ودور أرضي يضم مواقف سطحية ومساحة تجميلية و8 أدوار تطل على الفراغ الداخلي.والدور الأرضي للمعهد يحتوي على الاستقبال والمكتبة والبهو الرئيسي والمصليات وإدارة القسم السمعي والبصري والتصوير الفوتوغرافي والسجل العام في حين يحتوي الدور الأول على المسرح وقاعات المحاضرات (11 قاعة) ويحتوي الثاني على مسرح وقطاع المختبرات ويضم 6 مختبرات للتشريح ومختبرين للأسنان.