تتواصل ردود الفعل على الساحة الفلسطينية عقب اللقاء الفكري الذي أجراه خالد مشعل أبو الوليد رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس ، وهو اللقاء الذي نظمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)  ، وأداره المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري. 
ودعا مشعل في هذا اللقاء،إلى إعادة تغيير وظيفة السلطة، موضحًا أن إنهاء السلطة بحاجة إلى توافق وطني، مشددًا على ضرورة وجود توافق فلسطيني على كيفية إدارة غزة، في حال اختيار حلّ السلطة، مع تأكيده عدم قبول دولة في غزة بمعزل عن الضفة الغربية أو الكل الفلسطيني.
وطرح مشعل في هذا اللقاء مقاربة لإنهاء الانقسام تقوم على ثلاثة عناصر، العنصر الأول يقوم على العمل معًا في الميدان وفق برنامج أسماه مشعل بالنضالي لمواجهة إسرائيل. ثانيا التعاون في بناء المرجعيات والمؤسسات الوطنية في السلطة والمنظمة .  ثالثا المسارعة إلى خطوات على الأرض تعزز الثقة وتعيد الاعتبار للحريات بالضفة وغزة.
اللافت أن هذه الأطروحات حظيت باهتمام الصحف ووسائل الإعلام سواء العربية أو الفلسطينية على حد سواء، وتشير صحيفة انديبندنت إلى أن هذه التصريحات لم تحظ بدعم ومساندة بعض من قيادات حركة حماس ، حيث أشارت مصادر مسؤولة إلى أنتقاد بعض من قادة المقاومة لهذه الأطروحات ، وعلى رأس هؤلاء صالح العاروري ، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، والذي انتقد تصريحات مشعل في أكثر من زاوية ونقطة وتحديدا حديثه عن المصالحة مع حركة فتح، معتبرا إن تصريحات مشعل لا تخدم بالمرة هذه المصالحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العاروري أشار إلى أن مشعل لا يشارك في تفاصيل المفاوضات بين الجانبين ، لذا عليه تجنب التصريحات المثيرة للجدل بشأن هذه القضية خاصة في ظل وجود الكثير من الجوانب الفنية التي لا يعرف مشعل عنها أي شيء ، وبالتالي كان يجب عليه الحذر عند التطرق إليها.
اللافت أن الأمر وصل إلى حد التراشق الصحفي بين قيادات فلسطينية وبعض من قيادات حماس ، حيث أنتقد حسن عصفور وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق هذه التصريحات ، وقال عصفور حسن في مقال له حمل عنوان مقترح خالد مشعل لـ “دولة غزة الوطنية” إن حديث مشعل عن “إدارة مركزية وطنية” لقطاع غزة، بعد حل السلطة، يمثل إعلانا صريحا أن الكيانية الفلسطينية تتلخص في ذلك المقترح، وكان له أن يكون مقترحا “عمليا، لو تم وضع ذلك جزءا من إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال وفق قرار الأمم المتحدة، كاستبدال سياسي للسلطة القائمة، وليس حلا بلا بديل سوى “كيان غزة الوطني”.
ورد الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية المقرب من حركة حماس على هذا المقال بالقول أن حديث خالد مشعل وأطروحاته كانت لإنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني وليس العكس .
جدير بالذكر أن بعض من التقارير أشارت إلى أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مشعل تمثل جزء من حملة إعلامية يقودها من أجل العودة إلى منصبه السابق كرئيس للمكتب السياسي للحركة في الانتخابات الداخلية المقبلة