قال وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود إن الشيخ عبدالله الجابر رحمه الله حمل على عاتقه مشعل النهضة التعليمية والثقافية والتنويرية في تاريخ الكويت الحديث.
وأكد الشيخ سلمان الحمود في كلمته أثناء رعايته حفل اختيار المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) الشيخ عبدالله الجابر (الشخصية الرائدة في مجال الثقافة والتعليم للعام 2014 - 2015) الذي نظمته مكتبة الكويت الوطنية أمس بالتعاون مع مركز الوثائق التاريخية ومكتبات الديوان الأميري أن هذا الاختيار يعتبر توثيقا مضيئا لقامة رفيعة من قامات التعليم والثقافة.
وأضاف أن التنمية المعرفية والفكرية والثقافية لأبناء الكويت تحتل قائمة اهتمامات القيادة السياسية العليا وعلى رأسها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم لما تمثله من دور أساسي في تنوير العقل وتعميق مدارك الفكر البناء لتطور المجتمع وازدهاره واستقراره ممسكة بمشعل التنوير الذي حمله المغفور له الشيخ عبدالله الجابر.
وذكر أن الشيخ عبدالله شيد صروحا تعليمية وطور المناهج الدراسية واستقدم مدرسين ومدرسات عربا وبادر بابتعاث أبناء وبنات الكويت الى الجامعات والمعاهد العربية والأجنبية ليعودوا مشاعل علم وثقافة تنير دروب النهضة الكويتية في كافة مجالات الحياة.
وأوضح أن هذا الحدث العالمي باختيار الشيخ عبدالله الجابر استند الى جهود وطنية مخلصة لهذا الوطن ولشعبه الوفي من خلال رؤية استباقية لأهمية المشهد التعليمي والثقافي والفكري في رسم حاضر ومستقبل الكويت قادها الشيخ عبدالله بإسهامات متنوعة الأشكال ومتعددة المجالات سبقت عصرها وشكلت القاعدة الصلبة التي انطلقت منها مسيرة التعليم الحديث والثقافة في دولة الكويت.
وبين أن انشاء المكتبات العامة وتنمية مقتنياتها وإثراء الأنشطة المدرسية والكشفية واستقدام أول بعثة للتنقيب عن الآثار وافتتاح أول متحف وطني والتحضير لانشاء أول جامعة في دولة الكويت تعد غيضا من فيض انجازات الراحل الكبير كأحد الرواد والبناة الكبار في تاريخ الكويت التعليمي والثقافي.
وأضاف أن المتتبع لمسيرة الحركة التعليمية والثقافية الكويتية وانجازاتها المتحققة على أرض الواقع الوطني يلمس بوضوح مدى التطور الكبير الذي شهدته في العهد الجديد بقيادة سمو الأمير (قائد العمل الانساني) من توسع وتطوير لمنظومة التعليم الأساسي والجامعي وصروح الثقافة والفنون بكافة مجالاتها.
ولفت الشيخ سلمان الحمود إلى أن مجمل ذلك يؤكد تواصل فكر البناء والتنمية الذي خطه الآباء والأجداد وتقوم على تنفيذه الحكومة بمعطيات ومتطلبات العصر الحديث ترسيخا للفكر والفهم الواعي والمعتدل منهجا وسلوكا وتعزيزا لقيم الوحدة والانتماء والولاء الوطني.
وقال إنه بالأمس القريب اختارت منظمة (يونسكو) الشيخ عبدالله الجابر شخصية عالمية أغنت الموروث الإنساني بالإسهامات الرائدة في مجال الثقافة والتعليم وقبل أيام قليلة وافقت تلك المنظمة على تسجيل قصره ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي وهو الذي حرص على المحافظة عليه كأثر تاريخي للكويت وقام بتحويله الى أول متحف وطني في الكويت والخليج العربي.
وأضاف أنه بهذا الانجاز يكون هذا الموقع من أوائل المواقع الأثرية في دولة الكويت التي تم تسجيلها في القائمة التمهيدية للتراث العالمي وقد تحقق ذلك من خلال التعاون المشترك والبناء بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومركز الوثائق التاريخية ومكتبات الديوان الأميري وهي انجازات تسجل لدولة الكويت وتبرز رجالاتها وتعكس اهتمام سمو الامير حفظه الله ورعاه برعاية وتنمية الجوانب الثقافية والتاريخية لهذا الوطن العزيز.
وأكد الشيخ سلمان الحمود أن عطاءات وإسهامات الرواد الأوائل وبناة النهضة ستبقى مشعل نور يضيء لنا الطريق لبذل كل جهد وطني مخلص وبناء لما فيه خير ورفعة كويتنا الغالية في المجالات كافة تحت قيادة سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم.
تاريخ حافل
من جانبه أعرب وزير التربية وزير التعليم العالي رئيس اللجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور بدر العيسى في كلمته عن السعادة بتكريم شخصية كويتية عزيزة لها مقام عال في بناء النهضة التعليمية في بلدنا العزيز منذ نشأة التعليم النظامي المرتبط بأذهاننا باسم الشيخ عبدالله الجابر حيث كان رئيسا لمجلس المعارف وأول وزير للتربية منذ استقلال الكويت.
وأضاف الدكتور العيسى ان اختيار منظمة (يونسكو) الشيخ عبدالله الجابر جاء بناء على ما قدمه من عطاء في مجال التعليم معتبرا أن هذا الاختيار يعد مبعث فخر واعتزاز كرائد من الرواد الأوائل للثقافة والتعليم والانفتاح في الكويت وبلدان الخليج العربي والوطن العربي كافة.
واشار الى ان تاريخ الشيخ عبدالله الجابر حافل بالانجازات التي أسهمت في النهضة التعليمية في محيط الكويت الإقليمي على مدى 30 عاما بقيادته للمسيرة التربوية والتعليمية التي أهلته لأن يكون شخصية عالمية حيث اقترن اسمه بكل ما يرتبط بالثقافة والعلم والأدب.
من ناحيتها قالت رئيس مركز الوثائق التاريخية ومكتبات الديوان الأميري الشيخة منى الجابر في كلمتها «إننا نستذكر اليوم رجل شهد تاريخ دولة وشارك في جميع أحداثها وخدم وطنه بكل ما يملك كما نستذكر العصر الذهبي للتعليم في الكويت الذي أسسه الشيخ عبدالله الجابر».
وأضافت الشيخة منى الجابر «اننا نحتفل اليوم بمرور 50 عاما على تسليم الراحل أمانة التربية والتعليم والثقافة الى جيل بعده من المسؤولين عاهدا اليهم حمل هذه الأمانة بعد أن نهض بها لمدة ثلاثة عقود من الزمن كأول رئيس لدائرة المعارف وأول وزير للتربية والتعليم في عهد الاستقلال.
وأعربت عن الشكر للشيخ سلمان الحمود على رعايته لهذا الحدث الهام الذي يسجل لدولة الكويت عالميا دورها في خدمة قضايا الثقافة والتعليم على مستوى المنطقة والعالم مثمنة دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ولمكتبة الكويت الوطنية على استضافة هذه الاحتفالية.
من ناحيته قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل سليمان العبدالجليل في كلمته إن المكتبة لطالما كانت حريصة في أنشطتها الثقافية على إحياء إنجازات أعلام الكويت وإبراز دورهم الرائد في تطوير المجتمع والنهوض المبكر بالحركة الثقافية والتعليمية والذين ساهموا بفعالية بنشر المعرفة والتنوير ورفع مستوى الوعي والفكر المستنير.
وأضاف العبدالجليل أن من أوائل القائمين بهذا الدور يأتي الشيخ عبدالله الجابر الصباح الذي قاد مسيرة ظافرة في تحديث وتطوير التعليم بكل روافده ومناهجه ومرافقه.
وأعرب عن الاعتزاز بأن تحتضن مكتبة الكويت الوطنية بالتعاون مع مركز الوثائق التاريخية ومكتبات الديوان الأميري هذه الاحتفالية تكريما وتقديرا لعطاءات متميزة حافلة بالانجازات للشيخ عبدالله الجابر ما يعد تشريفا وتكريما لدولة الكويت وجميع الكويتيين ومناسبة يلتقي فيها الباحثون عن المعرفة بتاريخ الوطن ليتعرفوا على جوانب منيرة وصفحات مثيرة لبدايات النهضة التعليمية والثقافيه في الكويت.
الى ذلك جال الشيخ سلمان الحمود والوزير العيسى في معرض صور الشيخ عبدالله الجابر الذي يوثق لحياته وانجازاته كما تم خلال الحفل عرض الفيلم الوثائقي (الشيخ عبدالله الجابر..رائد الثقافة والتعليم).
وتأتي هذه الاحتفالية تزامنا مع احتفالات الكويت باختيار منظمة (يونسكو) للشيخ عبدالله الجابر كشخصية عالمية في مجال الثقافة والتعليم للعام 2014 - 2015 والتي رعاها وحضرها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في نوفمبر الماضي وأقامها الديوان الأميري.
وكان الشيخ عبدالله الجابر رحمه الله قد حمل امانة التعليم لجيل آخر بعد ان كان المسؤول الاول عن التعليم في الكويت لثلاثة عقود متتالية من عام 1936 الى عام 1965 كأول رئيس للمعارف وكأول وزير للتربية والتعليم في عهد الاستقلال جعلت منه اليوم شخصية كويتية عالمية تستحق التكريم.
ومسيرة المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الصباح التي كانت على مدى 30 عاما من العطاء حافلة بالانجازات منها انشاء تعليم البنات وارساء قواعد النظام التعليمي في الكويت وارسال اول بعثة طلابية عام 1957 من البنات للدراسة بالخارج.
ومن انجازات الراحل أيضا انشاء مدارس نموذجية للبنين والبنات والعمل على استقدام المعلمين والمعلمات من الخارج للنهوض بالعملية التعليمية بالكويت وانشاء ادارة الصحة المدرسية ونظام التغذية الصحية بالمدارس وهناك الكثير من البرامج المهمة التي ارسى قواعدها.