تصاعد خلال الفترة الأخيرة في الأوساط الفلسطينية جدال يتعلق بصورة القائد الراحل لفيلق القدس الراحل قاسم سليماني ، وهي الصورة التي تم تعليقها في ذكرى رحيل هذا القائد في قطاع غزة منذ أيام تزامنا مع ذكرى رحيله عقب اغتياله في عملية أمريكية بالعراق العام الماضي. 
وتشير صحيفة انديبندنت إلى دقة هذه الخطوة ، خاصة وأن الساحة الفلسطينية انقسمت إلى قسمين ، الأول مؤيد لوضع هذه الصورة وتداولها في الشارع الغزاوي ، باعتبار أن سليماني من أهم القادة ممن حرصوا طوال حياتهم على التأكيد بصورة علنية على دعمه للقضية الفلسطينية والقدس. 
والثاني معارض باعتبار أن هناك الكثير من الأوساط الفلسطينية التي تتهم سليماني بالدخول في حرب وأزمات مع قطاعات واسعة من الفلسطينيين في سوريا أو العراق. 
اللافت أن وسائل الإعلام العالمية اهتمت بصورة واضحة بإزالة عناصر الفريق الثاني المعارض لصورة سليماني ومحاولة تشويهها ، وذكر التليفزيون البريطاني في تقرير له أن التداعيات الجيوسياسية التي قام بها أعضاء هذا الفريق من حرق أو تشويه لصورة سليماني أضرت بصورة حماس وحلفها الاستراتيجي مع إيران. 
ونقل التقرير عن أحد قيادات حركة حماس ممن تعيش في العاصمة القطرية الدوحة تأكيده بأن ما تم تداوله من إهانة لصورة سليماني سينعكس بصورة سلبية بالتأكيد على مستقبل العلاقات المشترلاكة مع طهران.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، ولكن اشار هذا القيادي ، الذي لم يذكر التقرير أسمه، تأكيده على حساسية هذه الخطوة خاصة مع دقة أسم ووضع سليماني ككقائد عسكري له مكانته الواسعة ليس فقط في العراق أو وطنه إيران ، ولكن أيضا في عموم الشرق الأوسط.  
عموما فإن الجدال الذي أحدثته صورة قاسم سليماني لا يزال يتواصل ولا يتوقف في غزة ، وهو ما يعكس حساسية هذا القائد وما قام به وحساسية المهام التي قام بها والجدال الذي لا يزال يمثله حتى الان. 
اللافت هنا هو تصاعد حدة الجدال السياسي في غزة أو الأراضي الفلسطينية عموما مع قرب موعد أنعقاد الانتخابات الفلسطينية ، سواء الانتخابات العامة أو الانتخابات الداخلية في حركة حماس والمزمع إجرائها في شهر مارس المقبل. 
وبالتالي تعكس هذه التجاذبات حدة سياسية لافتة في التعاطي مع الكثير من القضايا خاصة في ظل رغبة الكثير من القوى السياسية البروز الآن والظهور على الساحة قبيل الانتخابات.