تتواصل ردود الفعل السياسية داخل حركة المقاومة الفلسطينية على إثر ما تم تسريبه من فيديوهات حملت توقيع أحد النشطاء في كتائب القسام، وهي التي تداولها الكثير من الفلسطينيين، وتضمنت الانتقادات التي وجهها إلى منظومة المقاومة في بعض من الفيديوهات المسلجة عبر يوتيوب خلال الأسبوع الماضي.
اللافت أن الكثير من المواقع والصحف المعنية برصد التفاعلات السياسية والعسكرية في المقاومة أبرزت واهتمت بهذه الخطوة، حيث قال موقع بيروت أوبزرفر في تقرير له إن عرض ما قاله "باسل الصالحية القيادي في القسام" على نطاق واسع أثار جدلًا واسعًا، خاصة وأنه يكشف تفاصيل معلومات خاصة عن  وحدات سرية في القسام وطريقة عملها.
وقال هذا الموقع نصا: "قال صالحية، المعروف بكنيته العسكرية أبو عماد الطيار، خلال الشريط، إن لديه معلومات كثيرة قدمها للقيادة السياسية، منها اتهامه قائد الذراع العسكرية للحركة المعروفة باسم كتائب القسام، مروان عيسى، بالتعاون مع إسرائيل. لكن القيادة لم تعالج المشكلة، بل قام قادة حماس بفصله والتشكيك في مصداقيته".
وأضاف الموقع أيضا: "توجهت بهذه المعلومات إلى الأخ يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، فأجابني: "هذه معلومات خطيرة. إما أن تكون خيالية تدل على شطط عندك أو صحيحة وخطيرة، وعندها يجب أن تعين أنت قائدًا لكتائب القسام".
ونقل الموقع عمن أسماها مصادر سياسية قولها إن صالحية اقتنع بنشر الفيديو من قبل أشخاص يريدون الإضرار بالحركة وقادتها. وأخيرًا ، يطالبون قادة حماس في غزة وزعيمهم السنوار بمحاكمة الصالحية الذي خرج بالفيديو يشكو الاضطهاد.
غير أن اللافت أن الكثير من المواقع والدوائر البحثية حتى بالخارج اهتمت بهذه القضية، وهو ما دفع بصحيفة إنديبندنت إلى إبراز ما قاله صالحية والتأكيد على أن استخدامه لمنصات التواصل الاجتماعي سواء يوتيوب أو غيرها لعرض ما يقول؛ يعكس الكثير ويحمل العديد من الدلالات أهمها دقة هذا السلاح في الساحة الفلسطينية.
جدير بالذكر أن بعضًا من المواقع الصحفية الفلسطينية والعربية نشر بيانًا لكتائب القسام ردت فيه على ما قاله صالحيه، وهو البيان الذي أشار إلى أن تصريحات صالحيه تحمل الكثير من الافتراءات والأوهام والمغالطات، فضلا عن المساس بهيئات وقامات قيادية لها تاريخ طويل وصفحات مشرقة وناصعة في الجهاد والمقاومة، إضافة لعرضه لسيناريو وهي من خيالاته للحرب على غزة لا يستند إلى معطيات مهنية".
اللافت أن كتائب القسام قالت إن صالحية ارتكب وخلال فترة عمله في الجهاز العسكري العديد من المخالفات والتجاوزات التنظيمية والشرعية وأخرى تتعلق بحقوق الغير، عرضته للعديد من قرارات التوقيف والتجميد والإقالة من المناصب التنظيمية، ونبه البيان إلى أن كل ما ذكره صالحيه هو قيد المتابعة ويتم الآن العمل من أجل تداركه ، خاصة وأنه كشف عن الكثير من أوجه الخلل العسكري للمقاومة في غزة. 
عمومًا فإن الاهتمام الفلسطيني أو العربي أو الخارجي بهذه القضية يعكس مدى دقتها وأهميتها السياسية.