نجح فريق من العلماء في توثيق تاريخ موقع الجِمال الأثري بمحافظة الجوف شمالي المملكة العربية السعودية، حيث قدّر فريق فرنسي سعودي أن المنحوتات بالموقع تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ويقارب تاريخها 8 آلاف عام.
وكان الفريق الأثري قد قدّر في بداية اكتشاف الموقع (عام 2018) أن تاريخه قد يعود إلى عصور قديمة لا تتخطى 2000 عام، وذلك بعدما أُجريت مقارنة للمنحوتات الموجودة بموقع الجِمال مع أخرى مماثلة من الموقع النبطي في البتراء (الأردن).             
ويُعد موقع الجِمال أحد المواقع الاستثنائية للفن الصخري في شمال الجزيرة العربية، ويتكون من ثلاثة نتوءات صخرية؛ نُحت بها عشرات الجمال والحمير البرية بالحجم الطبيعي.
ويقع موقع الجِمال على بعد 8 كيلومترات شمال مدينة سكاكا، ويتضمن المنحوتات الموجودة فيه ما لا يقل عن أحد عشر جملا وحمارين أو بغل، ويتضح أن النحاتين المهرة احترموا النسب في عملهم.
8 آلاف عام
وفي دراسة جديدة وُثقت هذه النتائج في مجلة "العلوم الأثرية" بقيادة ثلاثة من علماء الآثار من المركز الوطني للبحث العلمي، ومعهد ماكس بلانك (ألمانيا) وجامعة الملك سعود (المملكة العربية السعودي).
وتم استخدام مجموعة واسعة من المهارات والأساليب للتأريخ المباشر وغير المباشر، بما في ذلك تحليلات علامات الأدوات، وتحليل تآكل الصخور.
وكشف خندق اختبار تم فتحه بين اثنين من النتوءات الصخرية عن مجموعة من عظام الحيوانات (التي كانت مؤرخة بالكربون المشع) وأدوات حجرية، وكلاهما دليل على احتلال الموقع.
ويقول العلماء إن هذه المعلومات تلتقي مع حقيقة أن المنحوتات صُنعت باستخدام الأدوات الحجرية، على أبعد تقدير خلال الألفية السادسة قبل الميلاد، وهو ما يرجح  احتمالية أن يكون موقع الجِمال موطنًا لأقدم نقوش حيوانية بالحجم الطبيعي في العالم.
مفاجأة غير متوقعة
يشار إلى أن موقع الجِمال الأثري يقع في منطقة معزولة، محاطة بملكية خاصة، شمالي مدينة سكاكا، وبحسب الباحثين فإن اكتشاف الموقع جاء بفضل السكان المحليين وإصرارهم على إظهار هذه المنحوتات على فريق من الفرنسيين والسعوديين.
وبدأت أعمال مسح الموقع في عامي 2016 و 2017، ليتم إعلان النتائج الأولية في فبراير من عام 2018، وتأتي النتائج الأخير حول تاريخ الموقع بمثابة مفاجأة كبيرة.
وبرغم أن العملاء قد أشاروا في دراسة وثقت الكشف ونُشرت دورية "أنتيكيتي" قبل ثلاثة أعوام، أنه ربما يكون سكان موقع الجِمال قد تأثروا بجيرانهم من حضارة الأنباط، والبارثيين، إلا أن تاريخ هذا الموقع الذي يعود إلى ما قبل التاريخ، سيجعل علماء الآثار يعيدون حساباتهم.