أكدت وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتورة ماجدة القطان أن التغذية السليمة وسلامة الأغذية والتصدي للتحديات المتعلقة بالأمن الغذائي أولوية رئيسية للتنمية وركيزة أساسية لضمان تمتع الجميع بأنماط حياة صحية.
وقالت القطان في كلمتها خلال انطلاق فعاليات المؤتمر الثاني لسلامة الغذاء أمس الثلاثاء إن من المهم إدراك أبعاد العلاقة بين كل من الأمن الغذائي والصحي والاجتماعي والتنمية الشاملة والمستدامة والوقاية من الأمراض المتعلقة بالسلامة الغذائية.
وأوضحت أن ذلك يرتبط بوضع نهاية لجميع أشكال سوء التغذية وضمان التغذية الصحية للرضع والأطفال والنساء وكبار السن والتوعية بالتغذية الصحية وسلامة الغذاء وخفض معدلات الوفيات والأمراض والأعباء المترتبة عليها فضلا عن التصدي لتلوث البيئة وتغيير المناخ.
وذكرت أن الاتفاقية الدولية لمنظمة الصحة العالمية الخاصة باللوائح الصحية الدولية التي دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2007 تتضمن محورا رئيسيا يتعلق بسلامة الغذاء لافتة إلى التزام دولة الكويت بتنفيذها.
وبينت القطان أن المؤتمر الذي يستمر يومين يتزامن مع بداية تطبيق خطة التنمية العالمية لما بعد عام 2015 التي اعتمدها قادة ورؤساء دول العالم في القمة العالمية للتنمية المستدامة التي عقدت العام الماضي في مقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك.
ولفتت إلى أهمية هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات واللقاءات العلمية التي يجتمع فيها المتخصصون لتبادل الخبرات والآراء لوضع الإطار التنظيمي بهدف التصدي للتحديات المتعلقة بالسلامة الغذائية.
وأفادت بأن محاور المؤتمر الذي يشارك به عدد من المتخصصين العالميين تعبر عن مدى إدراك اللجان المنظمة لأبعاد السلامة الغذائية آملة أن يخرج بتوصيات تتعلق بتطوير سياسات العمل وتعزيز القدرات لمواجهة التحديات المتعلقة بسلامة الغذاء.
وأكدت القطان أن وزارة الصحة بالتعاون مع جميع وزارات الدولة والجهات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني في الكويت لن تدخر جهدا في دراسة ما يتوصل إليه هذا المؤتمر من توصيات والعمل على وضعها موقع التنفيذ.
من جانبها قالت مديرة إدارة التغذية والإطعام في وزارة الصحة الدكتورة نوال القعود في كلمتها إن هذا المؤتمر يأتي استكمالا لمسيرة الوزارة التي بدأتها لرفع مستويات سلامة وأمن الغذاء بدولة الكويت.
وأوضحت القعود أن المؤتمر الأول لسلامة الغذاء الذي نظمته ادارة التغذية والاطعام في 2010 بمشاركة كوكبة من الخبراء والمختصين ساهم في تبادل الخبرات وبناء القدرات للمختصين في المجالات الأكاديمية والفنية المتعلقة بسلامة الغذاء.
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية أقرت في وثائقها إتاحة كميات كافية من الاغذية السليمة التي تعد مفتاح الحفاظ على الحياة وتعزيز التمتع بالصحة الجيدة فضلا عن إقرارها للعلاقة بين سلامة الغذاء والتغذية والأمن الغذائي.
وأشارت إلى أن الأغذية غير السليمة ينتج عنها حلقة مفرغة من الأمراض وسوء التغذية موضحة أن الامراض المنقولة بالغذاء يمكن أن تصيب الجميع دون تمييز لكن تأثيرها على الأطفال والمسنين والمرضى يكون أشد خطورة.
وبينت أن إدارة التغذية والإطعام هي المسؤولة عن وضع الضوابط والشروط الخاصة بإعداد وتجهيز وجبات المرضى ومراقبة تنفيذها لافتة إلى أن ذلك يتطلب إعداد كوادر على مستوى عال من العلم والتدريب والمهارة.
وشددت على حرص الإدارة منذ سنوات عديدة على تدريب كوادرها لتطبيق نظم الرقابة وتأكيد الجودة لإعداد وتجهيز الوجبات في المستشفيات والمرافق الصحية مبينة أن وزارة الصحة تتعاون مع العديد من الوزارات ومؤسسات الدولة لتطوير ضوابط واشتراطات خدمات الغذاء والتغذية فيها.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش المؤتمر قالت القعود إن المؤتمر يشارك فيه ثلاثة خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية وآخر من كندا الى جانب محاضرين من الكويت متخصصين في مجالات البيئة وسلامة الأغذية وعلوم الأوبئة والصحة العامة والهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية وعلوم الأغذية وعلوم الحياه والبيئة.
وأضافت أن المؤتمر سيتطرق إلى عدة موضوعات مثل المضافات الغذائية وأثرها على المنتج الغذائي والطرق الصحيحة لاختيار الأغذية والاستخدام الآمن لمواد البلاستيك وأجهزة الميكرويف إضافة إلى طرق حفظ وتخزين الأطعمة.
وأوضحت القعود أن المؤتمر سيقدم النصح بشأن شراء الأغذية خلال العروض الترويجية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بما يضمن طرح وإبراز أعلى معايير الجودة والسلامة الغذائية المعمول بها عالميا.
بدورها قالت نائب المدير العام للهيئة العامة للغذاء والتغذية الدكتورة نوال الحمد ل(كونا) إن الهيئة قطاع كبير يعنى بكل ما يتعلق بسلامة الأغذية لتوفير وضمان غذاء آمن في البلاد لمختلف الأعمار مؤكدة أهمية التوعية ودروها في مجال الغذاء والتغذية.
وأشارت الحمد إلى الخطورة التي تشكلها الأملاح الزائدة في الأغذية وخطورة الدهون المشبعة والزائدة في بعضها مثل اللحوم المصنعة مبينة أن الكويت تستورد أغلب المواد الغذائية من الخارج مما يتطلب وضع شروط ومواصفات وتشريعات خاصة لدخول تلك المواد إلى البلاد.
يذكر أن المؤتمر يصاحبه معرض تشارك فيه كبرى الشركات العاملة في الكويت بمجال تداول الغذاء كما يتم خلاله عرض المواد الغذائية الصحية إضافة إلى طريقة إعداد وتجهيز وتقديم الوجبات الغذائية للمرضى بما يتماشى مع حالتهم.