ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف فتية في القرية العصرية جنوب بغداد في نهائي بطولة محلية لكرة القدم، الى 32 قتيلا فيما يستعد اهالي الضحايا اليوم لتشييعهم. واقتحم الانتحاري، الذي بدا صغير السن بحسب صور نشرها تنظيم الدولة الاسلامية في بيان تبنيه للهجوم، التجمع اثناء تسلم الفائزين الجوائز. وافاد مسؤول في دائرة صحة محافظة بابل لفرانس برس ان “حصيلة الضحايا بلغت 32 شهيدا و84 جريحا، بينهم 12 في حالة خطرة جدا». واضاف “بين الشهداء فتية تتراوح اعمارهم بين العاشرة و 16 عاما». وتقع القرية العصرية في ناحية الاسكندرية وتبعد عن بغداد 40 كلم الا انها تتبع محافظة بابل المجاورة ادرايا. وفجر الانتحاري حزامه الناسف مساء الجمعة بينما كان المسؤولون يسلمون الجوائز بتلاوة اسماء اللاعبين واحدا تلو الاخر. واظهرت صور التقطتها كاميرات فديو كتلة لهب صفراء ضخمة لحظة التفجير. وتبنى التنظيم المتطرف مسؤوليته موضحا ان منفذه يدعى سيف الله الانصاري الذي “استهدف قادة مليشيات الحشد الشعبي”، اي الميلشيات الشيعية. لكن شرائط فيديو التقطها بعض الحضور للحظة التفجير تظهر ان معظم الضحايا كانوا من الفتية الصغار المشاركين في بطولة كرة القدم. وقتل في التفجير مدير ناحية الاسكندرية احمد شاكر الذي كان يقوم بتوزيع الجوائر على المشاركين في البطولة. واظهرت صور لموقع الهجوم فتية صغار جثثهم متناثرة، وكرة قدم مضرجة بالدماء. ويبدو الهجوم الاخير كرد فعل على العمليات العسكرية ضد التنظيم الجهادي الذي خسر مؤخرا الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار، فيما بدات القوات العراقية عملية استعادة السيطرة على محافظة نينوى. من جهة أخرى، وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى بغداد أمس، لاجراء محادثات مع كبار مسؤولي الحكومة حول طرق مساعدة هذا البلد الذي مزقته الحروب، بحسب مسؤول بالمنظمة الدولية. ويرافق المسؤول الاممي الذي تعود زيارته الاخيرة الى العاصمة العراقية الى مارس 2015، رئيس البنك الدولي يونغ كيم ورئيس مصرف التطوير الاسلامي احمد المهداني. واجرى الوفد لدى وصوله مباشرة مباحثات مع وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، كما التقى لاحقا برئيس الوزراء حيدر العبادي. وزار بان كي مون لبنان قبل العراق، حيث دعا الى انهاء الحرب في المنطقة وزار بعض مخيمات اللاجئين في هذا البلد الذي يستضيف نحو 1,2 مليون لاجىء سوريا. وادى هبوط اسعار النفط الى اثار كارثية على اقتصاد العراق، الذي يعاني اصلا من كلفة الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وفي الوقت الذي تستيعد فيه السلطات العراقية السيطرة بشكل تدريجي على الاراضي من الجهاديين بعد معارك شرسة، تواجه بغداد مشاكل مالية لاعادة اعمار المناطق المدمرة. وطلبت الحكومة العراقية مساعدة ودعم من الشركاء الغربيين في تمويلها لاعمار مناطق النزاع. وحث وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند خلال زيارته الى بغداد في 16 مارس الجاري المانحين اتقديم المساعدة. وقال “سنعمل مع شركائنا في الدول الكبرى السبع لكي نقدم دعما مباشرا الى الحكومة العراقية، وكذلك للضغط على المؤسسات المالية العالمية لاعطاء دعم وقروض اسرع واكبر للعراق».
|