يتيح معرض “سيروا في الأرض”، الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن آخر أعمال الفنان العالمي الراحل مقبول فدا حسين، تجربة التعلم من خلال الفن، حيث يستقبل المعرض الزيارات المدرسية، لمساعدة الطلاب في استكشاف بعض تجليات الحضارة الإنسانية خارج الفصول الدراسية.
وكان العمل الفني “سيروا في الأرض” قد رُفع الستار عنه في العام 2019، لينضم بذلك إلى المجموعة الفنية المتنامية لمؤسسة قطر في المدينة التعليمية.
وقد دمج الفنان الراحل مقبول فدا حسين في هذا العمل الفني، مجموعة من العناصر الفلسفية والثقافية، التي يمكن للزوار الاستمتاع بها في عرض سمعي بصري مدته عشرون دقيقة.
وقالت سعاد السالم رئيس قسم الفنون البصرية والمسرح في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي: إن هذا العمل الفني يمكن أن يكون جزءاً لا يتجزأ من المناهج التعليمية، لكونه أحد الأعمال الفنية الرائدة في دولة قطر، والتي يمكن الاستفادة منها تربوياً، مثل دمج الفنون البصرية مع باقي مواد المناهج الدراسية.
وأضافت أن العمل الفني يستخدم عناصر تقليدية وأخرى معاصرة ترتبط بالدراسات الاجتماعية، بالإضافة إلى عناصر مرتبطة بالعلوم، مثل الإضاءة والحركة والصوت، فيما استمد المعرض اسمه من آية قرآنية، وهو ما يعكس تكامله مع الاهتمامات العربية والإسلامية.
وبينت السالم أن الزيارات الميدانية للطلاب لمعرض “سيروا في الأرض”، تسهم في تنمية معارفهم ومهاراتهم الإبداعية، وتُشكّل لهم إضافة نوعية، وذلك من خلال التعريف بالفنون المرئية والدروس المتخصصة بالفنون المسرحية، التي تصقل مواهب الطلاب وتنمي إمكاناتهم المستوحاة من هذه الأعمال الفنية الرائدة.
من جانبها، قالت كارولين باركر مديرة أكاديمية قطر - السدرة، إحدى المدارس المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر: إن الانخراط في الفن ضروري لاكتساب الخبرات وتعميق الإدراك الثقافي، حيث يمكن أن تؤثر الفنون ومهارات تعليمها في جميع المواد الأكاديمية الأخرى في حياة الطلاب خارج الفصل الدراسي، مبينة أنه من خلال الفن والتفاعل مع المعارض الفنية، يمكن للطلاب المشاركة في عمليات المعاينة والتفسير والتحليل واستكشاف وجهات النظر المختلفة.
وأضافت: يتيح لنا الفن إمكانية توظيف المهارات الحياتية والمهارات المستخدمة في جميع المجالات الدراسية، حيث يستطيع الطلاب أن يحددوا مدى دقة ومنطقية أفكارهم، فالتفكير النقدي مهارة حياتية أساسية، وعلى الرغم من إمكانية تنميتها عبر استكشاف الفنون، فإن لها استخدامات في جميع جوانب التعليم والخبرات الحياتية.
بينما أشارت تريسي وورنر رئيس قسم الدراما في أكاديمية جيمس الأمريكية، إلى إمكانية إدراج هذا العمل الفني في الخطط التدريسية، لافتة إلى أن الطلاب بحاجة للتعرف على أكبر قدر ممكن من التجارب الإبداعية التي تُلهمهم وتُسهم في توسيع عقولهم ومداركهم.
من جهتها، بينت جيسيكا شنايدر أخصائية الفنون البصرية في برنامج البكالوريا الدولية بأكاديمية قطر – الدوحة، إحدى المدارس المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، كيفية تحضير الطلاب قبل زيارة معرض “سيروا في الأرض”، وطرق التدريس التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند العودة إلى الفصل الدراسي، قائلة: إن هذا العمل الفني هو عرض مفاهيمي بحت، يُفترض بالمعلمين توفير الفرص والخبرات للطلاب لمساعدتهم على تشكيل مفاهيمهم الخاصة.
جدير بالذكر أن معرض “سيروا في الأرض” استقبل جولات ضمت أكثر من 250 معلماً من شتى مدارس دولة قطر، بهدف استكشاف كيفية إدراج هذا العمل الفني في مختلف المناهج والخطط المدرسية.