قال وزير الآثار المصري خالد العناني يوم الجمعة إن أحدث مسح راداري خضعت له مقبرة توت عنخ آمون في الأقصر أسفر عن كم هائل من البيانات قد يحتاج تحليلها نحو أسبوع وإنه لن تتخذ أي قرارات بشأن نظرية وجود غرف إضافية خلف المقبرة قبل التأكد التام من كافة المعلومات ووجود رأي علمي واضح بهذا الصدد.

وكان عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز رجح العام الماضي وجود غرف إضافية خلف جدران مقبرة "الملك الذهبي" قد تضم مقبرة إحدى الملكات.

وقال العناني -الذي عين بمنصبه قبل عشرة أيام- في مؤتمر صحفي يوم الجمعة بالأقصر "استغرق المسح الراداري نحو 11 ساعة من الخامسة مساء يوم الخميس حتى الرابعة فجر يوم الجمعة وأسفر عن كم هائل من البيانات التي سترسل للخارج لتحليلها."

وأضاف "خبراء المسح أقدر مني على الحديث عن المؤشرات الأولى للمسح الأخير لكننا ننوي إجراء مسح إضافي نهاية أبريل وبعد الانتهاء منه سنطرح كل النتائج والبيانات والمعلومات على العلماء والمتخصصين في مؤتمر المتحف المصري الكبير الدولي الثاني عن توت عنخ آمون في مايو القادم."

وأوضح أن المسح الراداري القادم سيستخدم رادارا رأسيا يصل إلى عمق 40 مترا وسيجرى من خارج المقبرة.

ودعا الوزير جميع المهتمين والمتابعين لهذا الشأن إلى المشاركة في المؤتمر والحوار العلمي الذي سينظم في الثامن من مايو أيار للتوصل إلى رأي واضح ومحدد بشأن ما وراء مقبرة توت عنخ آمون.

وكان مسح راداري أجري في 17 مارس آذار كشف عن وجود فراغين خلف الجدارين الشمالي والغربي للمقبرة بهما أجسام "عضوية" و"معدنية".

وقال ريفز في المؤتمر الصحفي يوم الجمعة "من خلال تحليلي للمقبرة وبنائها استنتجت وجود فراغين غير مكتشفين خلف الجدارين الشمالي والغربي للمقبرة."

وأضاف "اعتقد أن الفراغ خلف الجدار الغربي قد يضم غرفة إضافية لمقتنيات المتوفي أما الفراغ خلف الجدار الشمالي قد يكون غرفة دفن الملكة نفرتيتي."

والملكة نفرتيتي التي توفيت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد كانت تشتهر بالجمال الخلاب الذي خلده تمثال نصفي يبلغ عمره 3300 سنة ومعروض حاليا في متحف برلين.

وتوفيت نفرتيتي في ظروف غامضة أدت إلى إنهاء حكم زوجها الملك إخناتون الذي حكم بين عامي 1379 و1362 قبل الميلاد. ولم يستدل الأثريون على مكان مقبرتها.

وقال عباس محمد من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن البيانات التي استخلصت يوم الجمعة من مقبرة توت عنخ آمون أكثر دقة من المسح الأولي الذي أجري في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

وقال "هناك كم كبير من البيانات سيتم تمريرها عبر مرحلتين .. مرحلة التحليل ثم مرحلة التفسير قبل أن نستطيع القول بأن لدينا نتائج محددة."

ولا تزال مقبرة توت عنخ آمون الملقب "بالملك الذهبي" والتي اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في 1922 أبرز الاكتشافات الأثرية في مصر خلال القرن العشرين.