توقع خبراء في شؤون النفط أن تستمر الأسعار في التذبذب، حول 58 دولارا خلال الفترة المقبلة، وقالوا رغم التحسن الذي سيطرأ على السوق، مؤقتا فإن عوامل رئيسية باتت تؤثر في السوق ارتفاعا وانخفاضا، منها ارتفاع قوة الدولار وبيانات المخزون الأميركي، واستمرار الاضطرابات في العراق، وسوريا، وليبيا وعلى صعيد الأسعار فقد عوض النفط بعض خسائره اليوم الأربعاء، باتجاه57 دولارا للبرميل، مدعوما ببيانات تراجع مخزونات الخام الأميركية للمرة الأولى في شهرين. وكان خام القياس أغلق منخفضا نحو أربعة بالمئة في الجلسة السابقة بفعل صعود الدولار، وقبل أن يقول معهد البترول الأميركي إن مخزونات الخام بالولايات المتحدة تراجعت 404 آلاف برميل الأسبوع الماضي. وكان المحللون يتوقعون زيادة المخزونات 4.4 مليون برميل، بحسب ما ذكرته «رويترز». وارتفع سعر برنت في العقود الآجلة تسليم أبريل 21 سنتا إلى 56.60 دولار للبرميل بعد أن نزل 2.14 دولار أو 3.66 بالمئة في الجلسة السابقة. وصعد الخام الأميركي في عقود أبريل 51 سنتا إلى 48.80 دولار للبرميل بعد أن هبط 1.71 دولار أو 3.42 بالمئة أمس، وقال جوناثان بارات مدير الاستثمار في أيرز ألاينس بسيدني «التراجع كان أكبر من اللازم.» وأبلغ رويترز «أعتقد أنه كان رد فعل تلقائيا بسبب الزيادة الكبيرة (لمخزونات النفط) في كاشنج.» وكانت بيانات معهد البترول الأميركي أظهرت تراجع مخزونات الخام بالولايات المتحدة على مدى الأسبوع المنتهي في السادس من مارس إلى 439.4 مليون برميل في حين زادت مخزونات الخام بمركز التسليم في كاشنج بولاية أوكلاهوما 2.2 مليون برميل.
انخفاض أبراج ومنصات الحفر
وتوقع خبير نفطي تأثير خفض عدد أبراج ومنصات الحفر على معدل تنامي النفط الصخري موضحا أن التوقعات الحديثة تشير إلى هبوط الزيادة في إمدادات النفط من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من 1.6 مليون برميل يوميا في عام 2014 إلى 700 ألف برميل يوميا في عام 2015. وبين أن التطورات الجيوسياسية كانت حاضرة في المشهد النفطي خصوصا تلك المتعلقة باستقرار ليبيا وتأثير ذلك على انتاج النفط الخام الليبي اضافة إلى تأثر مبيعات النفط العراقي بسبب أحوال الطقس. وذكر أن العوامل التي دعمت السوق هي تناقص المعروض مقابل ارتفاع نسبي موسمي للطلب، مشيرا إلى أن تسعير النفط الخام لأسواق الشرق عكس أساسيات افضل للسوق اضافة إلى أن منحنى أسعار النفط في المستقبل والذي ارتفع عن السابق يظهر أن أسعار نفط خام برنت تفوق 55 دولارا وقريبا من 60 دولارا للبرميل وهو ما يبشر بارتفاع الأسعار خلال الأشهر القادمة.
وحول التراجع في الأسعار خلال اليومين الماضيين أفاد الشطي بأن أسعار النفط بدأت بالهبوط متأثرة ببيانات عن معدل البطالة في الولايات المتحدة وبتعزيز مكانة الدولار الأميركي أمام سلة العملات الأخرى ووصوله إلى مستويات هي الأعلى منذ أغسطس 2003 والتي ضغطت بدورها على أسعار النفط الخام. وأوضح أن من العوامل التي ساهمت في الانخفاض استمرار ارتفاع المخزون من النفط الخام خصوصا في الولايات المتحدة واستمرار المخاوف بشأن محادثات الديون حول اليونان وصدور بيانات صينيه أضعف من المتوقع وانخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية وسط مخاوف بين المستثمرين حيال قرار رفع معدل الفائدة هذا العام مع تحسن أداء الاقتصاد الأميركي. وشدد على أن التوقعات على وجه العموم «تؤكد أننا أمام ضعف للأسعار خلال الأشهر من أبريل إلى يونيو2015 وتشير بعض التوقعات التي صدرت عن بيوت الاستشارة العالمية والبنوك إلى أن أسعار نفط خام برنت مقبلة على مرحلة من أضعف المراحل للأسعار لتدور في فلك 45 دولارا للبرميل في المتوسط خلال هذه الفترة وهو ما يعادل 40 دولارا لبرميل النفط الخام الكويتي». وقال إن السبب الرئيسي هو ضعف موسمي للطلب على النفط في العالم، حيث إن نسبة من إجمالي طاقة التكرير خصوصا في أسواق الشرق وأوروبا تدخل برامج الصيانة، وهو ما يعني ضعف الطلب على النفط وبناء في مخزون النفط وتزايد الضغوط.