اغلق سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) تداولات جلسة امس على انخفاض بسبب استمرار المضاربات وازدياد حالة الاحجام الواضحة من جانب كبريات المجموعات على الولوج في الاوامر الشرائية وسط تواري الادوار الحقيقية لصناع السوق ما ساهم في اغلاق المؤشر السعري في المنطقة الحمراء.
وكان لافتا في المحصلة النهائية للجلسة عودة السيولة الى مرحلة التدني بسبب انعدام المحفزات الفنية التي عكستها وتيرة الترقب من جانب العديد من المحافظ المالية والصناديق بالتردد على دخول الاسهم بصفة عامة الا اذا توافرت الفرصة السانحة على بعض الاسهم ذات الاداء التشغيلي خاصة القيادية في قطاعات الاستثمار والخدمات والعقارات.
وعلى الرغم من هذا الاداء الباهت للسوق فانه كان ملاحظا انتعاش بعض الاسهم المكونة لمؤشر (كويت 15) حيث شهد احد اهم اسهم شركات الاتصالات استحسانا من جانب المتعاملين في القاعة وصل الى مرحلة التصفيق حيث ساهم كثيرا في رفع القيمة النقدية رغم ضآلتها مقارنة مع ما كانت تحققه في بداية العام.
وكان واضحا من مسار الاداء العام للجلسة انها لم تختلف عن مسارات الجلسات الثلاث الماضية حيث استمرت حالة التذبذبات اضافة الى الضغوطات البيعية على كثير من الاسهم التي كانت قد شهدت ارتفاعات سابقة منذ مارس.
ووسط هذه التراجعات استأثرت المجموعات المضاربية بالعديد من الاسهم الرخيصة التي باتت في مستويات مغرية للعديد من المستثمرين لاسيما التي لا تتخطى مستوياتها السعرية ال50 فلسا والتي باتت تشكل المشهد العام لحركة السوق خلال هذا الاسبوع.
وقال المُحلل الفني بأسواق المال، موسى الصايغ، «: «السوق الكويتي في مرحلة تذبذب شديدة يقودها المضاربون وماحدث اليوم هي عمليات تصريف أسهم رخيصة مما دفع السعري للنزول في مقابل عمليات زيادة مراكز ببعض الأسهم القيادية «.
وأوضح «الصايغ» إن «السوق الكويتي يعاني من عدم الثقة على الرغم من التحركات الإيجابية في بعض الجلسات بالإضافة إلى غياب تام لصناع السوق مما يضعف الفرص الاستثمارية بالأسهم المحلية».
ومن الناحية الفنية، أكد «الصايغ» على أن مسار المؤشر السعري لازال سلبي ومستوى الدعم عند 6497 -6446 نقطة وإذا استمر في التراجع فسوف يهبط إلى مستوى 6368 نقطة، والذي يعتبر أهم مستوى دعم ينتظره السعري في تلك الفترة، وأما المقاومة فقال «الصايغ» عند 6538 - 6569 نقطة.
وانخفضت مستويات السيولة اليوم بحوالي 17.3 بالمئة إلى 14.51 مليون دينار مقابل نحو 17.54 مليون دينار كانت في الجلسة السابقة، كما تراجعت الأحجام بنسبة 23 بالمئة لتصل إلى 136.82 مليون سهم مقابل 177.16 مليون سهم بجلسة أمس. وقال «الصايغ»: «المضاربات عادة ما تعتمد على الأسهم الرخيصة مما يؤثر على المؤشر السعري سلبا وبالتالي تكون مستويات السيولة على المستوى الغير مرغوب فيه بالتزامن مع حالة الضبابية والركود التي يعشيها السوق بدون آية محفزات».
وتوقع «الصايغ» أن تشهد البورصة الكويتية تغييرا كبيرا بعد التعديلات المرتقبة لقانون هيئة أسواق المال بجلسة مجلس الأمة في 24 مارس الجاري.
واحتل سهم «خليج زجاج» صدارة قائمة أعلى ارتفاعات اليوم بنسبة 9.09 بالمئة إلى 600 فلس، فيما احتل سهم «ياكو الطبية» صدارة التراجعات بانخفاض بلغت نسبته 7.8 بالمئة إلى 118 فلس.
ونصح «الصايغ» المتداولين في الفترة الحالية ممن لديه سيولة بالاحتفاظ حتى يغير السوق مساره السلبي الحالي، وأما المضاربين فقال «الصايغ» من المفترض أن تفعل في الوقت الحالي تفعيل وقف الخسارة وجني الأرباح أولا بأول».