اكدت رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية نبيلة الخليل ضرورة تعزيز اواصر الدول العربية والتنسيق والتكامل بينها في جميع المجالات وخصوصا التنمية الزراعية والاقتصادية.
وقالت الخليل في كلمتها في اجتماع المجلس التنفيذي للمجلس العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) في دورته ال36 أمس ان الإجتماع يستهدف دفع عجلة التنمية الاقتصادية للدول العربية ودعم وتعزيز مسيرة العمل الزراعي العربي المشترك ويأتي استكمالا للقضايا والموضوعات التي يتصدى لها المجلس التنفيذي في دورته السابقة.
واوضحت ان جدول اعمال الاجتماع الذي يستمر يومين بمشاركة ثماني دول عربية يتضمن العديد من الموضوعات مشيدة بجهود الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ودورها الحيوي في دعم ومساندة مؤسسات العمل العربي ومنها المركز العربي (أكساد).
وأكدت حرص المركز على تحقيق أهدافه في تطوير البحث العلمي الزراعي في المناطق الجافة وشبه الجافة والعمل على توفير أفضل السبل للاستفادة من ثمار التقدم العلمي.
وذكرت الخليل ان المركز يساهم في نقل وتوطين التقانات الزراعية الحديثة وصولا إلى إعتماد الإستراتيجيات والسياسات التي تكفل حسن إدارة الموارد الطبيعية المتاحة في مختلف المجالات الزراعية.
وأشارت الى سعي المركز الى اقامة وتوطيد علاقات التعاون مع المنظمات والمؤسسات العربية والإقليمية والدولية المتخصصة ذات الاهتمام بالعمل الزراعي من خلال تنفيذ المشروعات والبرامج المشتركة وتبادل المعلومات والخبرات والمشاركة في الفعاليات ذات الإهتمام المشترك.
من جهته قال الامين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في الامانة العامة لجامعة الدول العربية محمد عبدالقادر ان المنطقة العربية من أكثر المناطق جفافا وتصحرا بالعالم وهي الاكثر عرضة للتأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية من تهديد للمناطق الساحلية وازدياد حدة الجفاف والتصحر وشح الموارد المائية وزيادة ملوحة المياه الجوفية وانتشار الأوبئة والآفات ما يؤدى إلى انعكاسات سلبية على التنمية في المنطقة من تراجع في الإنتاج الزراعي والغطاء النباتي وفقدان التنوع البيولوجي ونقص في تأمين الغذائي.
واكد اهمية وضع سياسة زراعية مائية مشتركة وإيجاد رؤية عربية فعالة للتكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية والحد من مخاطر الآثار السلبية لها على التنمية الزراعية والموارد الطبيعية في الدول العربية مضيفا ان هناك ضرورة لمزيد من الاستثمارات في المنطقة لإقامة مشروعات وبرامج زراعية مشتركة في إطار الاستخدام التكاملي للموارد الطبيعية والمادية والبشرية.
وذكر ان (اكساد) تعد الذراع الفنية لجامعة الدول العربية وبيت الخبرة العربي الإقليمي والدولي لخدمة قضايا التنمية الزراعية المستدامة والحفاظ على البيئة في جميع دول العربية ومجالات الأحزمة الخضراء ودراسات الغطاء النباتي الطبيعي والتنوع الحيوي ومجالات الإدارة المتكاملة للموارد المائية.
من جانبه قال المدير العام للمركز العربي (اكساد) الدكتور رفيق صالح ان المركز يدعم مؤسسات العمل العربي المشترك ويسعى الى حل الصعوبات التي تواجه تنفيذ برامج ونشاطات المنظمات العربية المتخصصة بالمركز لافتا الى أن الدول العربية تواجه تحديات عديدة أهمها التطورات العلمية والتقنية والقدرة على التكيف مع معطياتها وتسخيرها في خدمة التنمية والارتقاء بالإنتاج الزراعي العربي.
واوضح صالح ان هذه التحديات تتطلب تطوير القدرة على الابتكار والتجديد وبذل المزيد من الجهود لحماية الموارد الطبيعية وإعادة تأهيل ماتدهور منها وتوطين التقانات الحديثة الملائمة للمناطق العربية الجافة وشبه الجافة في إطار تنسيق الجهود المشتركة ونشر النتائج البحثية والتقنية التي تأكدت جدواها الاقتصادية. وافاد بأن مهام المركز تتجسد في مواجهة التحدي الذي تفرضه البيئات الجافة ذات الموارد الطبيعية المحدودة والنظم البيئية الهشة من خلال المعطيات العلمية والتطبيقية والتقانية المتقدمة لتحسين وديمومة الإنتاج وترسيخ المنهج العلمي والتقني في مختلف نشاطات المركز البحثية والدراسية والإرشادية والتوسع في تنفيذ هذه النشاطات في الوطن العربي. واضاف ان المركز يساهم في تحقيق الأمن الغذائي والمائي العربي من خلال اجراء الأبحاث والدراسات التطبيقية وتنفيذ المشاريع وفق خطط محكمة اعتمدت على الاستفادة من التطورات العلمية السريعة والتقانات الحديثة وتطويعها للملاءمة مع البيئات الجافة العربية.
وقال ان ابحاث (اكساد) ساهمت في التحسين الوراثي للأغنام والماعز وإدارة القطيع في زيادة إنتاج الحليب بمقدار 200 في المئة بخط الحليب ووصلت الزيادة في نسبة التوائم إلى أكثر من 300 بالمئة بخط اللحم وارتفاع نسبة الولادات من 66 بالمئة إلى 96 بالمئة في الماعز وإلى 99 بالمئة في الأغنام وتم توزيع الالاف من رؤوس الأغنام والماعز المحسنة.
ولفت الى أن المركز اعتمد النهج التكاملي في مجال مكافحة التصحر وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة والحد من الكثبان الرملية من خلال تنفيذه مشاريع رائدة لمعالجة ذلك التدهور وتحديد التقانات المناسبة مبينا ان تلك المشاريع حققت نتائج إيجابية في معظم الدول العربية فضلا عن متابعته لحالة التصحر بالدول وتحديث دراستها باستمرار من خلال أعداد المرحلة الأولى من مشروع الأحزمة الخضراء في أقاليم الوطن العربي بتكليف من القمم العربية.
وذكر ان المركز ينشر تقانات استعمال المياه العادمة والمالحة والمعالجة في الزراعة بشكل آمن بما يحافظ على القدرة الإنتاجية للأرض ويؤدي إلى دعم المياه العذبة التقليدية في الري بمياه غير تقليدية تسهم في سد العجز المائي مضيفا ان المركز نفذ عددا من المشاريع المائية الرائدة من خلال استعمال التقانات الحديثة كالنمذجة الرياضية ونظم دعم القرار في إدارة الموارد المائية.
واضاف ان المركز يمتلك بنية تحتية بحثية قوية تتمثل في فريق متميز من الخبراء والباحثين والفنيين العرب يعملون وفق إستراتيجية طموحة يجري تنفيذها بمحطات بحثية متكاملة ومخابر وآلات وتجهيزات متفوقة إلى جانب العديد من مزارع التجارب والمشروعات التنموية التي تنتشر في مختلف الدول العربية.
وقال صالح ان المركز انجز الكثير من البحوث والدراسات في مجالات عدة وتوصل الى آليات للتعاون والتنسيق بين المراكز والمؤسسات البحثية والإرشادية الوطنية في دول المنطقة من خلال تنظيم مؤتمرات تطوير البحث العلمي والإرشاد الزراعي وفي مجال تأهيل الكوادر الفنية العربية حيث عقد 38 دورة تدريبية وورشة عمل شارك فيها اكثر من 600 خبير عربي ودولي عام 2014.
واوضح ان الدورة الحالية للاجتماع تزخر بمواضيع مهمة متعلقة بتقرير الاجتماع المسبق لعام 2014 وعمل المركز العربي وتقارير هيئة الرقابة المالية ومفتش الحسابات ومواضيع علمية وتقنية سيتم مناقشتها وبحثها بشكل تفصيلي وواقعي واتخاذ قرارات من شأنها المساهمة الفعالة في تحقيق الأمن الغذائي العربي بما يدعم جهود (أكساد) في السعي نحو تنفيذ مفردات خطة عمله وبرامج إداراته في مختلف المجالات.