دخلت القوات العراقية والمسلحون الموالون لها أمس الاربعاء الجزء الشمالي من مدينة تكريت، في اليوم العاشر لبدء هجوم واسع لاستعادة المدينة ومحيطها من تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب مصادر عسكرية.
وقال ضابط برتبة لواء في الجيش لوكالة فرانس برس “نحن الان نقوم بمهام قتالية لتطهير حي القادسية”، وهو احد اكبر احياء تكريت.
اضاف “تمكنا من استعادة السيطرة على مستشفى تكريت العسكري القريب من مركز المدينة، لكننا نخوض معارك في غاية الدقة لاننا لا نواجه مقاتلين على الارض بل عمليات قنص وارض ملغومة... فتحركنا بطيء».
واكدت مصادر عسكرية اخرى، ومحافظ صلاح الدين رائد الجبوري، دخول الجزء الشمالي من المدينة والسيطرة على المستشفى العسكري.
وكان نحو 30 الف عنصر من الجيش والشرطة وعناصر فصائل شيعية مسلحة وابناء عشائر سنية، بدأوا في الثاني من مارس، هجوما واسعا لاستعادة تكريت ومحيطها من تنظيم الدولة الاسلامية. 
والهجوم هو الاكبر الذي تشنه القوات العراقية ضد التنظيم المتطرف، منذ سيطرته على مناطق واسعة من شمال البلاد وغربها في يونيو.
وتقدمت القوات المهاجمة خلال الايام الماضية نحو المدينة ومحيطها، لا سيما ناحية العلم (شمال) وقضاء الدور (جنوب)، واللذين تمكنت من استعادة السيطرة عليهما خلال الايام القليلة الماضية.
من جهة أخرى، شن تنظيم الدولة الاسلامية أمس الاربعاء هجوما بسبع عربات مفخخة يقودها انتحاريون في مدينة الرمادي بغرب العراق مركز محافظة الانبار التي يسيطر على غالبيتها، بحسب ما افادت مصادر امنية عراقية وكالة فرانس برس.
وقال الرائد في شرطة الرمادي مصطفى سمير “بدأ تنظيم داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) عند الساعة السابعة من اليوم (4,00 تغ)، هجوما بسبع عجلات عسكرية من طراز هامر مفخخة يقودها انتحاريين في مدينة الرمادي».
واوضح ان الهجوم استهدف مناطق الحوز والملعب في جنوب المدينة، وطوي والبو فراج (شمال) والبو عيثة (شرق)، وتلته اشتباكات في هذه المناطق بين القوات الامنية وابناء العشائر السنية من جهة، وعناصر التنظيم المتطرف من جهة اخرى.
واكد مقدم في الشرطة رفض كشف اسمه، تفاصيل الهجوم.
الى ذلك، اشار المقدم عادل حامد رشيد من شرطة الانبار، ان الهجمات الانتحارية ادت، بحسب حصيلة اولية، الى مقتل عشرة عناصر على الاقل من القوات الامنية، واصابة ثلاثين شخصا آخرين، بينهم عشرون مدنيا اصيب عدد منهم في سقوط قذائف هاون على احياء في الرمادي.
واكد الطبيب في مستشفى الرمادي احمد العاني هذه الحصيلة.
وتداولت حسابات مؤيدة لتنظيم الدولة الاسلامية على موقع “تويتر”، ان انتحاريا من كل من بلجيكا وسوريا والقوقاز، كانوا من بين المهاجمين.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية منذ مطلع العام 2014، حينما كان لا يزال يعرف باسم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، على احياء واقعة عند الاطراف الشمالية والشرقية والجنوبية والغربية من الرمادي.
في المقابل، تسيطر القوات الامنية وابناء العشائر السنية على المناطق المركزية في الرمادي، وابرزها المجمع الحكومي الواقع وسط المدينة. وحاول التنظيم مرارا السيطرة على هذه المناطق.
وشن تنظيم الدولة الاسلامية هجوما كاسحا في العراق في يونيو سيطر خلال على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها.
وعلى رغم الضربات الجوية التي يشنها تحالف دولي بقيادة واشنطن منذ اغسطس، تمكن التنظيم من توسيع سيطرته في الانبار، كبرى محافظات العراق والتي تتشارك حدودا طويلة مع سوريا والاردن والسعودية.