قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس انه “لا فرق بين امن واستقرار الكويت وامن واستقرار تركيا” مؤكدا اتفاق الجانبين على ضرورة احلال الامن والاستقرار والرفاهية في المنطقة.
واكد الرئيس اردوغان في مقابلة خاصة لـ (كونا) قبل زيارته المقررة اليوم الاثنين للكويت ان بلاده تولي اهمية كبيرة للتشاور مع الكويت في القضايا الاقليمية.
واعتبر زيارته فرصة سانحة لتبادل الآراء حول الازمات الاقليمية وعلى رأسها اليمن وفلسطين وسورية.
وعن الازمة في اليمن قال الرئيس اردوغان ان تأسيس الاستقرار في اليمن امر مهم مؤكدا دعم بلاده لقوات تحالف عملية (عاصفة الحزم) بقيادة السعودية والتي تضم الكويت ايضا.
ورأى انه بعد اكتمال هذه المرحلة وهي الاولى التي غلب عليها طابع العملية العسكرية فإن نجاح المرحلة الثانية التي ستقوم على اساس الحل السياسي امر في غاية الاهمية داعيا الى اطلاق حوار سياسي شامل وتأسيس مناخ للاستقرار والسلام بمشاركة الجميع في اليمن.
وشدد على اهمية وقف الاعمال العدوانية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وارجاع الاسلحة الثقيلة والمشاركة في العملية السياسية كطرف سياسي مستدركا بالقول “وهذا ما تتطلع اليه تركيا والمجتمع الدولي برمته».
وعن الوضع الانساني للاجئين السوريين قال الرئيس التركي ان بلاده تستضيف 7ر1 مليون لاجئ سوري حتى ابريل 2015 منهم 260 الفا يقيمون في 25 مركزا للايواء موزعة على 10 مدن تركية في حين يتوزع البقية على مختلف المدن الأخرى.
واعلن اردوغان ان تركيا انفقت اكثر من 5ر5 مليار دولار على السوريين القادمين اليها مشيرا الى ان عدد العراقيين الذين لجأوا الى تركيا بسبب الوضع المتوتر في العراق بلغ 300 الف لاجئ.
واكد ان بلاده لا تنظر الى الانتماءات العرقية والمذهبية والدينية في استقبال اللاجئين معتبرا ان فتح ابواب تركيا لمن توجه اليها هربا من عدم الاستقرار يعد واجبا انسانيا.
وانتقد الرئيس التركي موقف المجتمع الدولي الذي قال انه “ظل متفرجا على الوضع المأساوي في سوريا” وقتل الابرياء دون رحمة.
وناشد دول العالم “التصدي لظلم رئيس النظام السوري بشار الاسد والطائفية والمنظمات الارهابية التي تتغذى بالفوضى هناك مثل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) اذ ادى كل ذلك الى سقوط الابرياء وتشريد ملايين الناس».
وأوضح ان العلاقات التركية - الكويتية تستند قبل كل شيء الى ماض مشترك مضيفا “نشترك مع اخواننا الكويتيين في القيم الدينية والثقافية التي تعزز الروابط القائمة بين شعبينا الشقيقين».
واشار الى تضامن تركيا الكامل مع الكويت اثناء تعرضها للاحتلال واستمرار روح التضامن معها.
واعرب الرئيس التركي عن تقديره الكبير لدور الاعتدال والمصالحة الذي يؤديه صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في منطقة الخليج “بقيادته الحكيمة وبصره الثاقب».
ورحب بتسمية سمو الامير الشيخ صباح الاحمد (قائدا للعمل الانساني) والكويت (مركزا للعمل الانساني) من جانب منظمة الامم المتحدة معربا عن خالص تهانيه القلبية لسمو امير البلاد وللشعب الكويتي.
واعتبر الرئيس اردوغان ان هذه الجائزة تؤكد مرة اخرى على الشخصية العالية والقيادة الرشيدة لسمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى جانب التأكيد على الكرم والجود اللذين يتحلى بهما الشعب الكويتي.
وعن العلاقات التجارية بين البلدين اشار الرئيس التركي الى ان حجم التبادل التجاري بلغ 569 مليون دولار في العام الماضي 2014 مؤكدا سعي بلاده الى زيادته الى مليار دولار في عام 2016.
وعن العلاقات التي تربط بلاده بدول مجلس التعاون الخليجي قال اردوغان ان “مشاعر الاخوة التي تربط بين شعوبنا تؤدي الى التضامن بيننا بشكل طبيعي” مشددا على ان امن واستقرار هذه البلدان جزء لا يتجزأ من امن واستقرار تركيا.
وذكر الرئيس التركي ان انقرة ودول الخليج أسستا آلية حوار استراتيجي رفيع المستوى في عام 2008 اذ عقدتا حتى الآن اربعة اجتماعات متطلعا الى عقد الاجتماع الخامس خلال هذا العام في دولة قطر بصفتها رئيسة الدورة.
واكد عدم وجود مشكلات تتخلل العلاقات بين تركيا ودول الخليج مضيفا “ولدينا وجهات نظر متشابهة في معظم القضايا الاقليمية واختلافات في بعض وجهات النظر وان الاختلاف في بعض المسائل يجب الا يؤثر في العلاقات الثنائية».