- قتل برصاص الثوار بعد وقوعه في الأسر بمسقط رأسه
- صاحب فكرة الكتاب الأخضر والنظرية العالمية الثالثة وقدمها كبديل عن الرأسمالية والماركسية
- لقب نفسه بـ «ملك ملوك أفريقيا».. ورأى في عبد الناصر البطل القومي

هو صاحب أطول فترة حكم لبلاده، طالت نحو 42 عاما، شهدت خلالها ليبيا أحداث كثيرة على الصعيد الداخلي والخارجي أيضا، كما كانت تصرفاته وسماته الشخصية محط أنظار وسائل الإعلام بسبب خروجه الدائم عن المألوف والغموض الذي يكتنف شخصيته.
نهاية القذافي كانت قاسية للغاية، وكانت درسا لأي ديكتاتور يتخذ من العناد منهجا لتحدي شعبه، كما أن النهاية تثبت أن عزيمة الشعوب على التخلص من الحاكم الديكتاتور ستجد طريقها للنجاح مهما طال الزمن.
قتل القذافي عن عمر يناهز الـ69 عاما، واحتفل الشعب الليبي ونزل الشعب إلى الشوارع حاملين أعلام الثورة الليبية ابتهاجا بنهاية حقبة مثيرة للجدل، بعد إعدامه برصاص «الثوار»عقب وقوعه في الأسر في مدينة سرت «مسقط رأسه» وتم قتله مع وزير دفاعه وحراسه الشخصيين. 
حاول القذافي الفرار من غارة لـ «الناتو» يعتقد أنها من قوات فرنسية استهدفت القافلة المكونة من سيارات كثيرة وقتل معه أبو بكر يونس وزير دفاعه وقتل ابنه المعتصم، وتم القبض علي ابنه سيف الإسلام لاحقاً.
بداية النهاية
بدأت الاحتجاجات ضد حكم القذافي في 17 فبراير 2011 وتصاعد التوتر إلى الانتفاضة في جميع أنحاء ليبيا، في أعقاب الثورات العربية في الدول المجاورة في تونس ومصر.
وسارع القذافي إلى قمع تلك المظاهرات، ما دفع المعارضة إلى تشكيل حكومة انتقالية مقرها في مدينة بنغازي، وسميت ب المجلس الوطني الانتقالي. 
وفيما رحب الغرب بخطوة المعارضة إلى أنها أدت إلى اندلاع حرب أهلية، استمرت عدة أشهر، استخدم خلالها القذافي الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية لقصف الثوار وسقط عدد كبير من المدنيين.
وأمام النداءات الإنسانية، سارعت قوات التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي لفرض تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى إقامة منطقة حظر طيران وحماية المدنيين.
وتم تجميد أصول العقيد معمر القذافي وعائلته، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية والانتربول مذكرات توقيف بحق الزعيم الليبي في 27 يونيو وابنه سيف الإسلام الذي ظهر مدافعا بشراسة عن حكم والده، ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي، بأحكام تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
خسر القذافي وجيشه معركة طرابلس في أغسطس 2011، وفي سبتمبر من العام نفسه، نجح المجلس الانتقالي المعارض في حجز مقعده في الأمم المتحدة، ليحل محل معقد نظام القذافي.
احتفظ القذافي بالسيطرة على أجزاء من ليبيا، وعلى الأخص في مدينة سرت، وطرابلس وورفلة وهي المدينة التي توقع الخبراء اختفاءه بها كونها مسقط رأسه ولديه الكثير من الموالين له بالمدينة. 
وعلى الرغم من أن قوات القذافي أحكموا سيطرتهم في بداية معركة سرت ضد هجمات قصف حلف شمال الأطلسي وتقدم قوات المجلس الانتقالي، إلا أن معمر اعتقل على قيد الحياة وواجه مصيره المحتوم في 20 أكتوبر عام 2011. 
حياة القذافي
اسمه معمر محمد عبد السلام بن حُميد أبو منيار بن حميد بن نايل القُحصي القذافي، من قبيلة القذاذفة، ولد في أسرة «بدوية» في 7 يونيو 1942 في قرية اسمها «جهنم» بالقرب من «شعيب الكراعية» في وادي جارف بمدينة سرت، وقد أرسله والده إلى بلدة سرت حيث أكمل الابتدائية عام 1956 ، ثم انتقل إلى مدينة سبها في جنوب ليبيا.
وبسبب تلقي تعليمه على أيدي معلمين مصريين كانت الحكومة المصرية ترسلهم إلى ليبيا آنذاك، تأثر القذافي بالقومية العربية السائدة في العالم العربي.
اهتم القذافي في شبابه بالتغييرات السياسية والصراعات الإقيليمية وكان متابعا لما يحدث في مصر ووصول جمال عبد الناصر إلى السلطة في عام 1956، وتأثر القذافي بدعوات عبد الناصر لرفض الاستعمار الغربي، والاستعمار الجديد، والصهيونية، والانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية.
ورأى القذافي في ناصر البطل القومي التي جعلته يتورط في نشاطات سياسية، وأصبح زعيماً طلابياً في ال14 من عمره، وساعد في تنظيم مظاهرات ضد تفكك الروابط بين مصر وسوريا وتوزيع ملصقات تنتقد النظام الملكي.
وصل هذا النشاط إلى مسمع وانتباه السلطات، ليطرد من المدرسة في عام 1961 وأمرت أسرته لمغادرة سبها، انتقل القذافي إلى مصراتة، حيث أنهى بها دراسته الثانوية. من خلال محافظته واهتمامه في النشاط القومي العربي، إلا أنه رفض الانضمام إلى أي من الأحزاب السياسية المحظورة المنتشرة في المدينة - بما في ذلك حركة القوميين العرب، وحزب البعث العربي الاشتراكي (الفرع الليبي) والإخوان المسلمين. 
اتجه القذافي إلى دراسة التاريخ لكن سرعان ما ترك الجامعة لينضم إلى الجيش، وفي عام 1963 بدأ التدريب في الأكاديمية العسكرية الملكية، في بنغازي، كانت القوات المسلحة تمثل الفرصة الجيدة للحراك الاجتماعي الصاعد لليبيين بما فيهم معمر القذافي، بهدف إسقاط النظام الملكي للملك إدريس. 
الضباط الأحرار
أسس القذافي في عام 1964 اللجنة المركزية لحركة الضباط الأحرار، التي سميت تَيَمُناً بالمجموعة المصرية التي تأسست في 1949 من قبل ناصر، وتكريس أنفسهم لقضية الثورية. التقوا بقيادة القذافي، سراً، وقدموا رواتبهم في صندوق واحد لتمويل الحركة. 
في أبريل 1966، ابتعث إلى المملكة المتحدة للمزيد من التدريب، ومكث ما يزيد على تسعة أشهر بما فيها دورة في اللغة الإنجليزية في بيكونزفيلد، باكينجهامشير، ودورة للاتصالات في سلاح الجو الملكي في بوفينجتون كامب، في مقاطعة دورست ودورة تدريب المشاة في هايث، كينت. ولم يتخرج أبدا من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية. 
وبعد انضمامه للجيش الليبي كوّن القذافي مجموعة الضباط الوحدويين الأحرار، ولعب الملازم القذافي دوراً جوهرياً في الانقلاب على الحكم السنوسي ذي الملكية الدستورية في ليبيا في الأول من سبتمبر 1969 وأطاح بحكم الملك إدريس الأول.
سمى الانقلاب العسكري بـثورة الفاتح من سبتمبر وحكم ليبيا وهو شاب في عمر ال27 وأعلن الجمهورية في ليبيا، وأطلق على نفسه لقب قائد الثورة وشغل منصب رئيس مجلس قيادة الثورة حتى عام 1977 حين أعلن ليبيا أول جماهيرية في العالم وقدم نظام الحكم الجماهيري الجديد، كما كان يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ سنة 1969.
وفيما كانت حكومة الملك إدريس لا تحظى بشعبية في أواخر الستينيات، سافر الملك إلى الخارج لقضاء الصيف في تركيا و اليونان، ورأى الضباط الأحرار ومن بينهم القذافي في ذلك فرصتهم لإسقاط النظام، وبدء عملية القدس، في 1 سبتمبر.
بداية الانقلاب
احتل الضباط الأحرار كافة المؤسسات الحكومية بما فيها المطارات و مستودعات الشرطة، ومحطات الإذاعة، فيما سيطر القذافي على ثكنة عسكرية في بنغازي، وسيطر جلعود على البطاريات المضادة للطائرات في المدينة، تم إرسال الخويلدي الحميدي لاعتقال ولي العهد السيد حسن الرضا المهدي السنوسي وأجبره على التخلي في دعواه إلى العرش، لم يُبد أية مقاومة، ولم يستعمل العنف إلا قليلاً.
بعد إلغاء النظام الملكي ، أعلن القذافي الجمهورية العربية الليبية مخاطباً الجماهير عن طريق الإذاعة، أعلن نهاية ل نظام الرجعية الفاسدة، ونظراً لطبيعة الانقلاب غير الدموي، وصفت في البداية بالثورة البيضاء، وتم تغيير اسمها فيما بعد بثورة الفاتح. أصر القذافي أن انقلاب الضباط الأحرار ما هي إلا ثورة، بمناسبة بدء التغيير في الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في ليبيا. وأعلن أن الثورة تعني حرية، اشتراكية، و حدة وطنية، و على مدى السنوات القادمة أجريت التدابير لتحقيقه وتنفيذه.
ملك ملوك افريقيا
في عام 2008 عقد اجتماع لزعماء أفريقيا ومنح لقب «ملك ملوك أفريقيا» ومدافعاً رئيسياً عن الولايات المتحدة الأفريقية.
وفي عام 1976 نشر القذافي كتابه الأخضر وجعله أيقونة لجماهيريته، وعرض فيه ما سماها النظرية العالمية الثالثة التي اعتبرها تجاوزاً للماركسية والرأسمالية، وتستند إلى حكم الجماهير الشعبية، وتم اعتماد اللون الأخضر لوناً رسمياً في البلاد.
وطرح معمر القذافي نظرية سياسية في الحكم تقوم على سلطة الشعب عن طريق ما أسماه بالديمقراطية المباشرة من خلال المؤتمرات الشعبية الأساسية كأداة للتشريع واللجان الشعبية كأداة للتنفيذ، وهي طرح اشتراكي بصورة جديدة أسماها بالنظرية العالمية الثالثة وقدمها كبديل عن الرأسمالية والماركسية. ووصفها معمر القذافي ب» خلاصة التجارب الإنسانية».
إعدامات للطلبة
في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات عرفت جامعة الفاتح الليبيه الإعدام العلني في الحرم الجامعي لطلبتها المعارضين بتهمة العداء للثورة، وذلك بعد إحضار الآلاف من الطلاب لمشاهدة عملية الإعدام.
ونفذت عمليات إعدام علنية أخرى احياءً لذكرى السابع من أبريل 1976 التي شهدت الإعتراضات الطلابية هناك، لقد استمر تنفيذ الإعدامات العلنية في تلك الجامعة، بين عامي 1978 و1988 وكانت تتلفز لنشر الذعر في نفوس الليبين.  في فترة الثمانينات كانت اللجان الثورية لها مطلق الحرية في التصرف في البلاد فعلى الليبيين الا يعتقدوا ويعتنقوا الا مايعتقد ويعتنق القذافي ولا يؤمنوا إلا بما يراه. نفذت إعدامات علنية في مايو سنة 1984 وكانت تنفذ على مرآى ومسمع الناس لتثبيت مبدأ وجود السلطة وهيمنتها بما في ذلك السجون وكل من شنقوا أو تمت تصفيتهم كان ذنبهم الوحيد أنهم ضد النظام.