السيدة هيام النجران التويجري هي أول نائب مدير إدارة من السيدات في “ بيتك “ وذلك في عام 1995م. .. ويقول عن قصة حياتها د. عبد المحسن الجـارالله الخـرافـي: ولدت السيدة هيام محمد إبراهيم النجران التويجري في الكويت بمنطقة الشامية في العاشر من يوليو عام 1959م، وخرجت إلى النور تتنفس عبق الكويت، ودرجت على أرضها في طفولة بريئة قصيرة، أكملتها في خمس دول بين الحل والترحال مع والدها السفير محمد إبراهيم النجران التويجري.
تاريخ العائلة
عائلة التويجري من العائلات العريقة المعروفة في نجد بالجزيرة العربية، فهم من بني عنزة من بني وائل( )، وتنتسب هيام التويجري إلى أحد فروع هذه القبيلة الشهيرة، وهو فرع النجران من أهل المجمعة، ذكر ذلك صاحب كتاب (لمحة موجزة عن أسرة التويجري ورجالاتها) أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبدالله التويجري. ويوجد القسم الأكبر من عائلة التويجري في المملكة العربية السعودية الشقيقة، بينما تنتشر باقي أفرع العائلة في عدد من دول الخليج العربي، وقد أنجبت هذه العائلة مواطنين صالحين نافعين لبلدانهم أينما وجدوا.. فمنهم القضاة والوزراء والسفراء والعلماء والتجار.
وتخرجت هيام في كلية التجارة بجامعة الكويت قسم إدارة الأعمال عام 1982م. ولم يقف طموحها عند هذا الحد فاتجهت إلى مواصلة التعليم، فدرست الحقوق في جامعة بيروت، في عام 1987م، واستمرت بالدراسة فيها إلى عام 1990م، لكنها لم تكملها بسبب فاجعة الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت، وكتب لها ألا تكمل هذه الرحلة الدراسية الحقوقية حتى بعد أن منّ الله على البلاد بنعمة التحرير، لظروف دخولها في مرحلة جديدة بحياتها.
الدرجات العلمية
بعد العمل في وزارة التربية بعد تخرجها في جامعة الكويت لمدة ثلاث سنوات، كان طموح هيام التويجري كبيراً في أن تستكمل مسيرتها التعليمية وتحصل على الماجستير والدكتوراه، ولكن شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى بعد سنة من سفرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الماجستير، أن يحدث لها عارض صحي منعها من استكمال الدراسة هناك، وكان ذلك عام 1985م.
العمل في «بيتك»
بعد سنوات ست قضتها هيام النجران في العمل التربوي والأعمال الأخرى، أدركت أنها لم تصل بعد لهدفها الذي كانت تحلم به، وأحست بحاجتها إلى خوض التجربة في المجال الذي تحبه، فاتجهت إلى العمل في بيت التمويل الكويتي. ولاقت رغبتها هذه - بفضل الله تعالى - القبول من المسؤولين في “بيتك”، حيث كان إخلاصها للعمل وحب مساعدة الآخرين هما جواز مرورها للدخول إلى هذا الصرح الذي يقود الاقتصاد الإسلامي في الكويت، وبدأت العمل في “بيتك” منذ عام 1989م. واستمرت هيام في عملها هذا في قسم السيدات أربع سنوات، تشبعت خلالها بحب الاقتصاد الإسلامي، وأطلعت على سمو فكرة ورسالة “بيتك”، ودوره في التنمية الاقتصادية والإنسانية بالمجتمع الكويتي.
العمل بمجلس الوزراء: (جولة خارج “بيتك»)
وفي عام 1994م وبعد العمل في بيت التمويل لمدة أربع سنوات التحقت هيام للعمل بإحدى الهيئات المهمة بمجلس الوزراء، ألا وهو ديوان متابعة شكاوى المواطنين، وهنا يبرز مرة أخرى حبها لمساعدة الآخرين وقضاء حاجاتهم بكل تفان وإخلاص، واستمرت في هذا العمل حتى عام 1995م.
ثم انتدبت لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كرئيسة للجنة تقييم مراكز القرآن الكريم للنساء، واستمر ذلك العمل حتى انتهى عمل اللجنة (6 شهور)، لكنها كانت مفيدة جدا بالنسبة لهيام. وهكذا طافت هيام بعدد من الأعمال، تصب جميعاً في هدف واحد، ألا وهو حب العمل الخيري والإنساني وحب مساعدة الآخرين، ولعل هذا ما يميز شخصيتها عن كثيرات غيرها.
العودة لـ «بيتك»
وعادت هيام للعمل في “بيتك” عام 1995م، لتدرك تلك الحقيقة التي أكدتها التجربة أنه أفضل قراراتها الوظيفية هو العمل في هذا الصرح الاقتصادي الإسلامي، وبين هذا الموكب الكريم من الموظفين والعملاء، وبفضل الله وفقت هيام في عملها، وأصبحت أول نائب مدير إدارة من السيدات، وذلك في عام 1995م.
أعمالها المميزة وأهم إنجازاتها في “بيتك»
ترى هيام النجران أن أهم الأعمال المميزة التي أعطت من خلالها في بيتك هي تدريب الموظفات الجديدات، وشرح طريقة العمل داخل “بيتك”، وترى في ذلك سعادة كبيرة.
كان أهم إنجاز لها في “بيتك” هو الإعداد لإنشاء إدارة الخدمات المالية الخاصة، ووضع النظام الأساسي للعمل فيها، وكيفية تقديم الخدمات للعملاء المميزين.
هذا الإنجاز كان على المستوى العام، أما على المستوى الشخصي فتعتز هيام النجران بكونها أول نائب مدير إدارة في بيتك للسيدات؛ لأن هذا الإنجاز يحمل في طياته الاعتراف بجدارتها، وثمرة يانعة لجهودها التي بذلتها في خدمة هذه المؤسسة المباركة.
دورها الوطني
يمثل الوطن في حياة كل فرد رمزاً غالياً يضحي المرء من أجله بالمال والأولاد، ويبذل في سبيله الغالي والنفيس، ومهما تغنى الشعراء بالوطن فستبقى هذه القصائد دون جدوى أو معنى إن لم يوجد الأشخاص الذين قدموا التضحيات من أجل أوطانهم.
عندما قدم الاحتلال الغادر إلى الكويت، كانت هيام النجران في سنوات عملها الأولى في “بيتك”، فوقفت صامدة - مع الفئة المؤمنة الثابتة من أبناء الكويت - في وجه هذه الغطرسة الزائفة، والباطل الزاهق، ورابطت في مسجد العديلية، لتسد الثغرة وتوزع الأموال على المستحقين من أصحاب الحسابات في “بيتك” في فترة الاحتلال، وكانت وقفتها هذه أبلغ من كلمات الخطيب التي تشرئب لها الأعناق وتشنف لها الآذان، فحققت بالعمل ما فاق القول.
ولم يتوقف العطاء للوطن في هذه الفترة الدقيقة من تاريخ الكويت الحديث عند هذا الحد، بل كانت تقدم الدعم المعلوماتي، من طباعة مراسلات، وكتابة تقارير، وإرسال فاكسات للحكومة خارج الكويت.