- تسبب في مقتل الآلاف.. ونفى أكثر من نصف مليون مواطن إلى خارج إسبانيا
- حول بلاده إلى سجن كبير.. وكان عدوا للفنون والثقافة وأعدم الشاعر لوركا رميا بالرصاص
- أعلن حياده خلال الحرب العالمية الثانية خوفا من مواجهة مصير هتلر وموسوليني

 
حول اسبانيا إلى سجن كبير، حكم بلاده بالحديد والنار سجن المعارضين حتى امتلئت السجون بالمنادين بالحرية والديمقراطية وقتل الآلاف ونفى أكثر من نصف مليون مواطن إلى خارج أسبانيا.
هو فرانسيسكو فرانكو الذي ولد في مدينة إلفيرول الساحلية، من مقاطعة غاليسيا في 4 ديسمبر 1892، وتوفي في 20 نوفمبر 1975، جنرال عسكري تولى رئاسة إسبانيا من أكتوبر 1936 وحتى وفاته في سنة 1975، وصل إلى السلطة بعد الحرب الأهلية الإسبانية التي اندلعت في 1936 وحتى 1939. 
كان فرانكو مهووساً بهتلر وموسوليني، ليس فقط لكونهما أصحاب الفضل عليه في الوصول للحكم، بل أيضاً إعجاباً بسياستهما الخارجية والداخلية، فصار على نهجهما في القمع والاستبداد وأذاق الشعب الاسباني الويلات منذ وصوله إلى الحكم وحتى والوفاة.
وصل فرانكو للحكم في 1936 بعد قيامه بانقلاب عسكري ضد حكم الجبهة الشعبية، من خلال الحرب الأهلية الإسبانية، التي استمرت لمدة ثلاث سنوات، وبلغ عدد ضحاياها نحو نصف مليون من البشر، حتى انتهت بانتصار الجنرال فرانسيكو فرانكو ولكن بمساعدة من هتلر وموسوليني.
 
 
 
 
نهاية فرانكو
بينما كانت اسبانيا تحت حكم فرانكو الذي أصابه الغرور وكان يظن أنه سيجلس على كرسي الحكم في بلاده إلى الأبد، كان الشعب الاسباني قد أصابه اليأس بسبب ممارسات فرانكو الديكتاتورية واستمرار سجن المعارضين وقمع الأصوات المطالبة بالحرية.
وعرف عن فرانكو حبه وتشبثه بالسلطة، وخشيته من حدوث انقلاب ضده،  أحب اليه من السلام، كما كان رافضا فكرة المرض أو الموت، وظل يمارس 
وكان فرانكو في بداية عام 1960 قد بدأ يشعر بالمرض بعد أن زاد عليه التهاب الامعاء، وقد اصيب بالتهاب في الوريد بالقدم اليمني، وظل يعاني من المرض لمدة 15 عاما دون أن يعلم الشعب بذلك.
وفي عام 1975 أصيب بتدهور في مركز المخ الذي يوجه العضلات، وأدي ذلك الي الصلابة الذهنية، وفي يوم 16 أكتوبر بدأ يعاني من صعوبة التنفس والقيء ودخل غرفة العناية المركزة في 25 أكتوبر حيث بدأت ‘البولينا’ تنذر بنهايته.
واصيب فرانكو بتليف الكبد ثم بدأت بطنه في الانتفاخ بصورة ملحوظة، وكانت بجانبه ابنته وزوجته وقال الاطباء أن فرانكو ظل يبكي بعدما علم أن نهايته قد اقتربت وشعر بأن الموت قريب.
وازداد نزيف المعدة مما اضطر الاطباء الي نقله الي المستشفي لاجراء عملية جراحية عاجلة، توقف المخ بعدها مما كان يعني وفاته، وأعلن عن وفاته في اليوم التالي 20 نوفمبر عام 1975.
ومع وفاة الجنرال الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو انتهت حقبة سوداء في تاريخ اسبانيا التي عانت من سنوات القمع والاستبداد تحت حكم فرانكو بعد أن وضع أهل اسبانيا تحت الرقابة ونشر جواسيسه واعتقل أصحاب الرأي أو حتى شك في اخلاصهم لنظامه، ونصب المشانق في مفترق المدن، واحاط نفسه بجيش من الجواسيس.
 
 
 
حياته
فرانسيسكو فرانكو هو الابن الثاني لأب غريب الأطوار، كان ضابطاً في الإدارة البحرية، وأم تنتمي إلى عائلة كاثوليكية متوسطة الحال. 
سعى فرانكو، الذي نشأ مجداً ومنضبطاً بتأثير من والدته المحافظة، إلى أن يكون بحاراً كآبائه وأخيه الأكبر، غير أن تقليص أعداد المنتسبين إلى الكلية البحرية اضطره إلى الالتحاق بالجيش عام 1907 وانتسب إلى كلية المشاة في طليطلة “توليدو”.
وتخرج فرانكو من كلية المشاة عام 1910 برتبة ملازم، ثم تطوع عام 1912 بالخدمة الفعلية في الحملات الاستعمارية الإسبانية في مراكش- والتي بدأت عام 1909، فالتحق بفوج الخيَّالة الوطنية المراكشية ورُقِّي في عام 1913 إلى رتبة ملازم أول.
ومنذ اليوم الأول لتخرجه من كلية المشاه، برهن فرانكو على قدرته في القيادة التي لفتت الأنظار إليه، وعرف بنزاهته المفرطة وانطوائه وقلة أصدقائه، وبعده عن كل أنواع اللهو العابث. 
وفي عام 1915 أصبح فرانكو أصغر ضابط في الجيش الإسباني برتبة نقيب، وأصيب في السنة التالية بجرح خطير في بطنه تسبَّب في إعادته إلى إسبانيا للاستشفاء. 
وفي عام 1920 عين القائد الثاني للفرقة الأجنبية الإسبانية التي أعيد تنظيمها، ثم تولى قيادتها عام 1923، وتزوج فرانكو من كارمن بولو التي أنجبت له بنتاً.
كان للفرقة الأجنبية بقيادة فرانكو دور حاسم في إخماد ثورة المغاربة أو ثورة الريف بلا هوادة، جعلت من فرانكو بطلاً قومياً، فرقِّي في عام 1926 إلى رتبة عميد، وعين في عام 1928 مديراً للأكاديمية الحربية العامة في سرقوسة.
انقلاب عسكري
خلال فترة حكم الملك الإسباني ألفونسو الثالث عشر، اشتعل الصراع بين مؤيدين للحكم الملكي في إسبانيا، ومناهضين له ينادون بإلغاء الملكية وإعلان الحكم الجمهوري، فعقدت الانتخابات للفصل في هذا الصراع عام 1931.
وجاء صوت الأغلبية مع الحكم الجمهوري وإلغاء الملكية، إلا أن الملك رفض الاستجابة لصوت الشعب بالتخلي عن العرش، فقام  الجيش الإسباني برفع الحماية عنه، فما كان منه إلا ان غادر اسبانيا بلا رجعة، وذلك  في 14 إبريل 1931 حيث سافر إلى روما وأكمل حياته هناك إلى ان توفي عام 1941.
لم تدم سعادة الشعب الاسباني طويلاً بإعلان النظام الجمهوري في اسبانيا ، وأتت الريح بما لا تشتهي السفن، فالحكم الجمهوري الذي كان حلماً للإسبان، تحول فجأة إلى كابوس، حيث تفشت الشيوعية في نظام الحكم، وأحكم الجمهوريون قبضتهم على الشعب.
وفي 18 يوليو 1936، قام فرانكو بانقلاب عسكري، وأعلن رفضه للجبهة الشعبية التي تحكم إسبانيا، وهددها بتكوين جيش ضخم، إلا أن الجبهة الشعبية رأت ان فرانسيسكو لن يفلح أبداً في خطته، إلا أن فرانكو تمكن من تكوين جيش من 50 ألف جندي مغربي بقيادة الماريشال محمد مزيان الذي كان بمثابة يده اليمنى، وساعده بشكل رئيسي في جذب الضباط المغاربة وإقناعهم بالانضمام إليه.
وبدأت المواجهات العسكرية بين الجبهة الشعبية التي كانت تضم الشيوعيين والاشتراكيين، والجبهة القومية بقيادة فرانسيسكو وجيشه إلى حد أن تحولت إلى حرب أهلية، انتهت بإنتصار فرانسيسكو وجيشه الذي قضى على الجبهة الشعبية، وذلك بمساعدة موسوليني وهتلر.
انتهت الحرب عام 1939 بعد صراع دام 3 سنوات، وراح ضحيتها ما يقرب من 500 ألف مواطن، فضلاً عن الآلاف التي نزحت بسبب الحرب التي طالت كل شيء، فالحرب قد حولت مدينتي مدريد وبرشلونة إلى حرائق لا تنطفئ، لدرجة أنه كان يُشار إلى الحرب بأنها أولى معارك الحرب العالمية الثانية، وفي الأول من أبريل عام 1939 تم إعلان فرانسيسكو رئيساً للجمهورية الإسبانية.
وعلى طريقة هتلر وموسوليني، قام فرانكو بتسمية نفسه زعيما وأبا لاسبانيا واسمي نفسه “الكوديللو” اي زعيم الأمة كما اسمي هتلر نفسه” الفوهرر” وموسوليني نفسه باسم “الدوتشي”.
وكان من المفترض ان ينهار نظام “فرانكو” مع انهيار هتلر وموسوليني بعد الحرب العالمية الثانية ولكن “فرانكو” كان شديد الدهاء والحذر فأعلن حياد اسبانيا أثناء الحرب، وانقذه ذللك من مصير صديقيه على الرغم من ارتباطه تاريخيا بهما.
وتحولت إسبانيا خلال فترة حكمه إلى دولة بوليسية تمتهن التعذيب ضد مواطنيها تحديداً الموالين للمعسكر الشرقي، يكاد يكون الشيء الوحيد الذي لم يقلد فيه فرانسيسكو هتلر وموسيليني، هو إعلانه حياد إسبانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي مكنه من البقاء في الحكم لمدة 38 عاماً حتى موته في 1975، ومن الجدير بالذكر أن فرانسيسكو أعاد إسبانيا للحكم الملكي عام 1947.
عدائه للثقافة والفنون
عرف عن فرانكو عدائه للفنون والفكر والثقافة منذ اللحظه الاولي للانقلاب العسكري االذي قام به ضد الجمهوريه الاسبانيه في 18 يوليو سنه 1936 وكانت الجريمه الاولي التي ارتكبها انصار فرانكو هي قتلهم للشاعر الاسباني العظيم “ لوركا”. 
كان لوركا قد وصل إلى غرناطة في 14 يوليو 1936، أي قبل أيام قليلة من البداية الرسمية لانقلاب الجنرال فرانكو، ذهب عند أهله في ضيعة سان فيثنتي، لكن النبأ سرعان ما انتشر بين الناس بواسطة الصحافة المحلية ليحيط الجميع علما بأنه عاد إلى مسقط رأسه.
بعد سقوط حامية إشبيلية، سقطت في 20 يوليو حامية غرناطة بدورها في يد الانقلابيين، ولم يلبث أن ألقي القبض على صهر فيديريكو لوركا مانويل فيرنانديث مونتيسينوس زوج شقيقته الصغرى كونشا وعمدة غرناطة بالوكالة، وأقيمت بعض المتاريس العبثية في الأحياء العليا للمدينة، لكن ذلك كان دون طائل؛ إذ لم تلبث أن سقطت المدينة نهائيا يوم 23 يوليو.
قام لوركا يوم 18 يوليو رغم الخوف الذي كان يشعر به بزيارة صهره في السجن، وبعد ورود بلاغ مجهول ضده، تم اعتقاله في 16 أغسطس في منزل أحد أصدقائه، وهو الشاعر لويس روزاليس، الذي حصل على وعد من السلطات الوطنية بإطلاق صراح لوركا “إذا لم تكن هناك أي شكوى ضده “. 
ورغم وعود بإطلاق سراحه، إلا أن الحاكم المدني لغرناطة أمر بتنفيذ حكم الإعدام من قبل الحاكم المدني لغرناطة، خوسيه فالديز غوزمان، وأُعدم لوركا رمياً بالرصاص ولكن جسده كما تنبأ في أحدى قصائده، لم يعثر عليه.
وقد ظلت هذه الجريمه تطارد نظام فرانكو حتي النهايه منذ انتصاره النهائي عل يالجمهوريين الاسبان سنه 1939 وحتي وفاته سنه 1975.