- فرض السرقة العلنية في روما.. وأمر الأثرياء بحرمان ورثتهم من الميراث ليحصل على أموالهم
- أقام حفلا بمناسبة تعيين حصانه عضوا في مجلس الشيوخ وأجبر الحضور على تناول التبن والشعير
- ابتكر كافة أشكال التعذيب والتنكيل.. وأحدث بنفسه مجاعة في روما ليستمتع برؤية الشعب جائعا

 
 
 
هو أحد أشهر الطغاة في التاريخ الإنساني عرف بوحشيته وجنونه وساديته، ابتكر كافة أشكال التعذيب والتنكيل بالشعب وصاحب الجملة الشهيرة: «لا ارتاح الا بين الموت».
لم يكن مجرد طاغية حكم روما بل كان نموذجا للشر وجنون العظمة والقسوة، تمكن الجنون من السيطرة على عقله إلى أن اوصته للقيام بأفعال لا يتصورها عقل والتي فسّرها علماء النفس علي انها نتيجة اضطرابه النفسي والذهني.
هو الامبراطور الروماني كاليغولا له صلة قرابة من ناحية الام للامبراطور الأشهر نيرون الذي احرق روما، اسمه الحقيقي هو (غايوس) وتولى حكم روما منذ العام 37 الى 41 ميلاديا.
ولد كاليغولا في (انتيوم) وتربى ونشا في بيت ملكي وتمت تربيته بين العسكر وتم اعداده للحكم واطلقوا عليه هذا الاسم «كاليغولا» وهو معناه الحذاء الروماني سخرية منه في صغره وظل يحمل الاسم حتى مصرعه.
سيطرت عليه فكرة أنه إله على الأرض و ملك العالم بأسره ومن حقه أن يفعل ما يحلو له فذات مرة ذهب يسعى في طلب القمر لا لشيء سوى انه من الاشياء التي لا يملكها، إلا أنه أصيب بالحزن حين عجز عن الحصول عليه.
وكثيرا ما كان يبكي عندما يرى انه برغم كل سلطانه وقوته لا يستطيع ان يجبر الشمس علي الشروق من الغرب أو يمنع الكائنات من الموت.
فرض كاليغولا السرقة العلنية في روما وكانت مقصورة عليه فقط إذ اجبر كل اشراف روما وأفراد الامبراطورية الأثرياء على حرمان ورثتهم من الميراث وكتابة وصية بأن تذهب أملاكهم إلى خزانة روما بعد وفاتهم وبالطبع كانت تذهب إلى خزائن «كاليغولا».
كان كاليغولا يعتبر نفسه روما وفي بعض الأحيان كان يأمر بقتل بعض الاثرياء حسب ترتيب القائمة التي تناسب هواه الشخصي كي ينقل ارثهم سريعا إليه دون الحاجة لانتظار الامرالالهي، وكان يبرر ذلك بعبارة شهيرة جدا» أما أنا فأسرق بصراحة» فكان يرى أن سرقته مباحة طالما اعترف بها.
 
 
 
 
بداية النهاية
بينما كان كاليغولا يواصل أفعاله الشنيعة التي عبرت عن جنون لا حدود له إلى جاءت الحادثة الشهيرة والتي كتبت نهاية لطغيانه، بعدما دخل كاليغولا مجلس الشيوخ ممتطيا صهوة جواده «تانتوس». 
ابدي أحد الاعضاء اعتراضه علي هذا السلوك فقال له كاليغولا: «أنا لا أعرف لماذا ابدي العضو المحترم ملاحظة علي دخول جوادي المحترم رغم أنه أكثر اهمية من العضو المحترم فيكفي انه يحملني»؟.
وكعادة الحاشية والقادة الذين يحاولون ارضاء الحاكم بالهتافات المؤيدة له، وهتفوا له وايدوا ما يقول فزاداد جنونا واصدر قرارا بتعيين جواده عضوا في مجلس الشيوخ، وبالطبع هلل الحاضرين مرة أخرى وأشادوا بقراره الحكيم. 
وواصل كاليغولا عبثه الي النهاية فأعلن عن إقامة حفلة بمناسبة تعيين جواده المحترم عضوا في مجلس الشيوخ وكان لابد علي اعضاء المجلس حضور الحفل بالملابس الرسمية. 
وعندما ضيوف الحفل بالتوافد، فوجئ الحاضرون بأن المأدبة لم يكن بها سوي التبن والشعير، وعندما أبدى الحضور استغرابه قال لهم كاليغولا انه لشرف عظيم لهم ان يأكلوا في صحائف ذهبية ما ياكله حصانه وهكذا اذعن الحضور جميعا لرغبة الطاغية واكلوا التبن والشعير.
وبدأ كاليغولا يطالع الحضور فوجد عضوا يدعي»براكوس» رفض تناول التبن والشعير كبقية الأعضاء فغضب عليه كاليغولا وقال له «من أنت كي ترفض أن تأكل مما يأكل جوادي واصدر قرارا لتنحيته من منصبه وتعيين حصانه بدلا منه»، وهلل الحاضرون مرة أخرى بفم مليء بالقش والتبن واعلنوا تأييدهم لقرار الطاغية المجنون.
وكانت المفاجأة عندما صرخ «براكوس» بالصراخ في كاليغولا والأعضاء وأعلن الثأر لشرفه وصاح في اعضاء مجلس الشيوخ» إلى متى يا أشراف روما نظل خاضعين لجبروت كاليجولا « وقذف حذاءه في وجه حصان كاليغولا وصرخ مرة أخرى وقال «يا أشراف روما افعلوا مثلي استردوا شرفكم المهان» فاستحالت المعركة بالأطباق وكل شيء وتجمع الاعضاء وأعوان كاليغولا عليه حتى قضوا عليه وقتلوا حصانه أيضا ولما وصل الخبر الي الشعب خرج مسرعا وحطم كل تماثيل كاليجولا ومعها أيضا تماثيل افراد عائلته كنيرون.
وفي رواية أخرى، قيل بأنه في يوم ما سخر من أحد حراسه الذين يحمون ظهره واقسموا على حمايته بتشبيه صوته بصوت المرأة واغتصب زوجة حارس اخر, وادى ذلك إلى حقد هذين الاثنين عليه ومرت الايام وحقدهما يكبر معها وفي يوم ما كان كاليجولا يسير في أحد الممرات المظلمه التي اعتاد ان يسير فيها وحيدا فأبصر في اخر الممر هذين الحارسين تسائل عن وجودهما هنا في انتظاره وعندما ابصرهما سلا سيفهما علم انهما قد عقدا العزم على قتله ووقتها لم يكن كاليجولا يحمل سلاحا فوثبا عليه وانهالوا على جسده بالطعنات المستمره وتركوه غارقا في بركه دمائه الغزيره التي لطخه الممر. 
وعندما انتشر خبر قتله كذب كثير من شعبه ذلك وقالوا انه قد زيف خبر وفاته وانه يتربص بالذين يبتهجون لموته ليضعهم في القائمة السوداء عنده التي تشهد بنهايتهم الشنيعه على يديه.
 
 
 
 
نشأة كاليغولا
ولد كاليغولا في 31 مارس عام 12 للميلاد، وهو الثالث من بين ستة أطفال رزق بهم والده، الجنرال جيرمينكوس القائد العسكري المحنك والمحبوب في أرجاء الإمبراطورية، وزوجته النبيلة أكربينا، اللذان يعودان بنسبهما معا إلى إمبراطور روما الأول أوكتافيوس أغسطس.
في السابعة من عمره، توفي والده إثر عودته من إحدى الحملات العسكرية في سوريا، ويعتقد بعض المؤرخين أن الإمبراطور طبريوس، الذي كان سيد روما آنذاك، هو الذي قام بتسميمه بعد أن رأى فيه غريما ومنافسا على عرش الإمبراطورية بسبب أصله النبيل وشعبيته الكبيرة. 
وإثر موت والده، انتقل كاليغولا للعيش مع والدته وإخوته، لكن ذلك لم يدم طويلا، إذ سرعان ما ساءت العلاقة بين والدته وبين الإمبراطور لذلك تم إعدامها ونفي أحد إخوته وسجن الآخر ثم تم تجويعه حتى الموت.
وإثر إعدام عائلته، انتقل كاليغولا مع أخواته الثلاث للعيش في جزيرة كابري، التي أصبحت مقرا للإمبراطور، الذي انتقل إليها عام 26 للميلاد بعيدا عن دسائس ومؤامرات روما، وخلال سنين الحجز الإجباري هذه، اهتم كاليغولا كثيرا بتوطيد علاقته مع ماركو، الذي كان يشغل منصب رئيس الحرس الإمبراطوري، حتى أصبح سندا كبيرا له في طريق الوصول إلى العرش، وكان دائما يمدح ولاء وإخلاص كاليغولا أمام الإمبراطور ليحميه من الإعدام. 
كان الإمبراطور كثير الشك ويبطش بأي شخص يحس منه خطرا على عرشه، وفي عام 35 للميلاد، تحقق لكاليغولا ما كان يصبو إليه، فلأن الابن الوحيد للإمبراطور كان قد مات (أو قتل بالسم) ولم تكن له ذرية سوى ولد صغير يدعى جيمليوس، وكذلك لأن أغلب رجال السلالة الحاكمة إما ماتوا أو قتلوا، تم وضع اسم كاليغولا كوريث للعرش، بالإضافة إلى حفيد الإمبراطور، الذي كان في الثانية عشرة من العمر آنذاك.
في عام 37 للميلاد تدهورت صحة الإمبراطور طبريوس ودخل في إغماءة طويلة. وحسب روايات بعض المؤرخين فقد قام كاليغولا بمساعدة ماركو بالتعجيل بموت الإمبراطور عن طريق خنقه بوسادة، ولأن جيمليوس كان لايزال صغيرا آنذاك، فقد نودي بكاليغولا إمبراطورا واستقبلته الحشود في روما بهتافات الحب والتشجيع، فقد رأوه المنقذ بعد أن ذاقوا الأمرين خلال السنوات الأخيرة من عهد الإمبراطور طبريوس.
كان كاليغولا يتلذذ باستفزاز الاخرين ويتفنن في إثارة غضب الشعوب التي تحكمها روما فقام ببناء تماثيل عملاقة له في الهيكل في مدينة اورشليم ليستفز مشاعر اليهود هناك وقام بنقل بعض الاثار الفرعونية من مصر كمسلة تحتمس الثالث.
اعتاد كاليغولا على خداع من حوله من اجل السخرية منهم والتلذذ بتعذيبهم، وفي إحدى الأيام، خرج كاليغولا علي رجاله بخدعة جديدة وادعى أنه يحتضر وسيموت، فبادروا بالاعلان عن دعائهم له بالشفاء واستعدادهم للتضحية من أجله وبلغ التهور بالبعض أن أعلن رجل من رجاله “فليأخذ بوسيدون- اله البحار عند اليونانين- روحي فداء لروحه” واعلن اخر” مئه عمله ذهبية لخزانه الدولة لكي يشفى” وفي لحظتها خرج كاليغولا من مخبأه يبشرهم بأنه لم يمت وأمر كل من اعلن وعوده المتهورة علي الوفاء بما وعد فاخذ من الثاني مئة عملة ذهبية وقتل الأول كي ينفذ وعده وكان وهو يقتله معجبا متأثرا بكل هذا الاخلاص.
 
 
 
مجاعة في روما
أراد كاليغولا ان يشعر بقوته، فأحدث بنفسه مجاعة في روما رغم عندما اغلق مخازن الغلال مستمتعا بانه يستطيع ان يجعل كارثة تحل بروما ويجعلها تقف أيضا بأمره منه فمكث مستمتعا برؤية أهل روما يواجهون الجوع وهو يغلق مخازن الغلال.
قد اخذ جنون كاليجولا يزداد يوما بعد يوم والذي اسهم أكثر في تعاظم جنونه وبطشه ان الشعب كان خائفا منه وكذلك كان رجاله رغم أنهم كان بإمكانهم ان يجتمعوا ويقضون عليه لكنهم استسلموا للخوف فزاد ظلمه و ظل رجاله يؤيدونه في جبروته حتي لحقهم بدورهم فذات يوم استبدت به البارانويا عندما راي أحد رجاله يدعي «ميريا» يتناول عقارا ما فظن انه يتناول دواء مضادا للسم خوفا من أن يقوم كاليغولا بقتله وانه كان من الممكن ان يرغب فعلا في قتله بالسم وبهذا فهو قد حرمه من تلك المتعة.