وجه النائب د.عبدالرحمن الجيران رسالة الى وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدرر العيسى قال فيها :أين مشروع الوطن في الابتعاث؟ منذ اول بعثة كويتية انطلقت للخارج سنة 1925 للعراق الى اخر بعثة دراسية 2016 برزت فوارق وتحديات بين الجيل السابق واللاحق، هذه الاختلافات يجب ان تكون محل دراسة ونظر لوزارة التعليم العالي تحديدا كجهة اختصاص وتبعا كل الهياكل التعليمية وجهات الابتعاث للخارج لجهة بحث مدى العلاقة والارتباط مع خطط التنمية والمشاريع الكبرى والمتطلبات المعاصرة ومواكبة مد الحضارة المتسارع ويمكن الإشارة السريعة لثلاثة اجيال خلال هذه المدة .
عادت هذه الأجيال من الخارج محملة بمشاريع بعضها نجح والآخر اخفق الا ان المؤكد ان هذه الأجيال الثلاثة محل رصد ومتابعة وتحليل من عدة جهات غربية ومراكز دراسات وسفارات وقنوات استخبارية ومحاولة التأثير والتوجيه والإحاطة بطبيعة هذه الأجيال ومدى تحمسهم للفكرة الغربية وطبيعة نشاطهم في بلادهم بعد التخرج ، وهذا يتطلب بطبيعة الحال من الجهات المعنية الأخذ بمحمل الجد عملية تحصين الشباب بالوطنية والقيم المجتمعية ومتابعة ذلك بصورة دورية عن طريق الملاحق الثقافية في الخارج .
أجيال المبتعثين 
الجيل الاول : انطلقت اول بعثة للعراق سنة 1925 وتلتها بعثة لمصر سنة 1939 هذا الجيل من المبتعثين انطلق وهو يحمل بين أضلعه مشروعا وطنيا طموحا بالرغبة الصادقة والاستعداد لنقلة نوعية حضارية، وتميز بالشغف وبحب الاطلاع والتزود من مناهل المعرفة والعلم، وحين رجع بعد التخرج مارس نشاطه بكل حيوية وجد واهتمام فرسم معالم نهضة الكويت وخطط لمشاريع البنية التحتية ووضع الأساس لمؤسسات الدولة واجهزتها على الرغم من قلة الامكانات وصعوبة تفهم المجتمع لمتطلبات التقدم والرقي .
الجيل الثاني : وهو جيل الستينات و السبعينات من القرن الماضي، انطلق هذا الجيل للخارج وبعضهم قد انبهر بالحضارة الغربية ولم يستوعبها من جوانبها!
ورجع مشبعا بالافكار التي لم يستطع بها مجاراة المجتمع  والاندماج فيه وبعضهم اختط منهج النقد والتسخط على الأوضاع العامة وعاش في نرجسية بحته وضاعت اماله وطموحه ثم بدأ يتماهى في ثقافة المجتمع السائدة في ضعف العلم وقلة الانتاج ، وبعضهم وجد طريقه في محراب العلم والبحث والتطور فخرّج اجيالاً من الشباب الكويتي الرصين علمياً .
الجيل الثالث:  وهو الجيل الحالي، حيث لم يعد الابتعاث للخارج مصدر الهام لهذا الجيل بقدر ماهو (برستيج) وحل سريع لمزيد من الثراء المالي والاعتبار الاجتماعي، كما غاب المشروع الوطني وغابت معه الرغبة في التحصيل العلمي بل أصبحنا نسمع عن الشهادات المزورة والسريعة مع قلة الاهتمام بتقديم مايفيد للمجتمع ، ولكن سجلت ولله الحمد عناصر وطنيه جاده مخلصه رفعت اسم الكويت في المحافل العلميه والنظريه والتطبيقيه .
واضاف :  ولا يعني هذا بطبيعة الحال اليأس من الابتعاث للخارج او التشكيك بمصداقيتهم ومدى جديتهم في التحصيل العلمي ولكن المقصود من هذا كله توضيح أهمية رصد هذه المتغيرات ونوعية المخرجات في محاولة لتحديد مواطن الخلل والقصور  لسدها والتقليل من اثارها السلبية، كما تجدر الإشارة على أهمية جانب التحصين  للشباب بالقيم والثوابت المجتمعية وإحاطتهم باهمية دورهم في بناء مجتمعهم والمساهمة في العطاء للكويت بصدق وجد واخلاص، ولا مانع من اعتماد مشروع ميثاق وطني ينطلق من الدستور الكويتي ومواده الخاصة بمقومات المجتمع ومشاركة هيئة الاعتماد الأكاديمي وجامعة الكويت ووزارة التربية والتعليم التطبيقي ووزارة التخطيط ، ومركز صباح الأحمد للابداع والتقدم العلمي ومعهد الأبحاث العلمية وجميع جهات الابتعاث للخارج ووزارة النفط ايضا بطباعة هذا الميثاق  على صورة كتيب او رسالة صغيرة يزود بها كل طالب وطالبة يتم ابتعاثهم للخارج لترسيخ فكرة ان الكويت بانتظار عودتهم للمساهمة في بناءها .