:قالت منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، «إن تجربة مزج نفوط دول أوبك الثقيلة والخفيفة معا أدت إلى إنتاج نفط متوسط جديد يمكن أن يكون منافسا قويا يواجه ارتفاع الإمدادات القادمة من الولايات المتحدة وكندا».
وذكرت المنظمة في النشرة التحليلية الدورية لها أن هذه التجربة التي تتبناها فنزويلا في الأساس تسعى إلى تزويد مصافي النفط بخام جديد متوسط بدلا من الخام الخفيف الوفير الذي تنتجه حاليا أمريكا الشمالية بطفرة كبيرة في الإنتاج.
وأشارت «أوبك» إلى أن المزيج الجديد من الزيوت سيجعل دول المنظمة تذهب إلى الأسواق متضامنة مع بعضها وكأنها منتج واحد إلى جانب توثيق علاقات التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة.
وأوضحت المنظمة أن فنزويلا كانت لها تجربة جيدة في خلط النفط الخام الثقيل الذي تتميز بإنتاجه مع النفط الخفيف الذي تنتجه الجزائر زميلتها في «أوبك» بهدف الحصول على مزيج المتوسط، مشيرة إلى أن هذه التجربة جار التوسع في تنفيذها.
ونقلت نشرة «أوبك» عن رئيس شركة النفط الفنزويلية الحكومية بتروليوس دي فنزويلا أولوجيو ديل بينو ، تأكيده إطلاق محادثات بين بلاده وبقية الدول الأعضاء في «أوبك» حول تجربة مزج النفط الخام الثقيل مع النفط الخفيف حيث التقى أخيرا سفراء الدول الأعضاء في المنظمة في العاصمة الفنزويلية، كاراكاس، لمناقشة تطوير هذه التجربة.
وتقول «أوبك»، «إنه بحسب تصريحات رئيس شركة النفط الوطنية الفنزويلية فإن المزيج الجديد سيطرح منظورا جديا لعلاقات التعاون والتكامل بين دول أوبك».
وأشارت نشرة «أوبك» إلى أن أبرز شركاء فنزويلا في عملية إنتاج مزيج النفط سيكونان الجزائر وأنجولا لأنهما من أبرز منتجي الزيوت الخفيفة المناسبة، وسيكون المزيج الجديد بديلا أقل تكلفة من النفتا.
وبحسب «أوبك» فإن فنزويلا تمتلك وتشارك في خمس مصاف في خليج المكسيك وهذه المصافي مجهزة للتعامل مع مزيج النفط المتوسط وهى غير مؤهلة للتعامل مع النفط الأمريكي الجديد والخفيف الناتج عن التكسير الصخري.
إلى ذلك، توقع مختصون في الشأن النفطي استمرار ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال الأسبوع الحالي بعد أن حققت الأسعار مستويات قياسية الخميس الماضي تعد الأعلى على مدار العام الجاري إلا أنها ارتدت إلى انخفاض محدود بنهاية تعاملات الجمعة.
ويقول «، المختص النفطي رالف فالتمان ، «إن الأسعار تستعيد عافيتها بوتيرة متسارعة متأثرة بعديد من العوامل الداعمة لها وفي مقدمتها تحسن مستويات الطلب العالمي خاصة في دول آسيا بعد صدور بيانات إيجابية عن الاقتصاد الصيني إلى جانب تقلص واضح في المعروض العالمي بسبب توقف الحفارات النفطية الأمريكية وتعطل الإمدادات من ليبيا بسبب توتر الأوضاع السياسية هناك».
وأضاف فالتمان أن «المخزونات النفطية الأمريكية لعبت دورا مهما في دعم نمو الأسعار خلال الفترة الماضية بعد أن أظهرت لأول مرة انخفاضات في مستوياتها وفق بيانات معهد البترول الأمريكي بينما كانت توقعات المختصين تتجه صوب رصد زيادة جديدة في مستوى المخزونات الأمريكية وهو ما مثل دفعة قوية في مستوى الأسعار لتسجل أرقاما قياسية».
وأوضح فالتمان أن سعر صرف الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية في العالم سيظل عنصرا قويا في التأثير في اتجاهات أسعار النفط في العالم، حيث تتجه العملة الأمريكية حاليا إلى تسجيل مستويات أداء أقل قوة، ما سينعكس على السلع المقومة بالدولار وفي مقدمتها النفط الخام الذي ربما يسجل مستويات جديدة في الارتفاع خلال الأيام المقبلة.
من جهته، أشار سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، إلى أن أسعار النفط ستواصل ارتفاعاتها القياسية خلال الفترة المقبلة على الرغم من استمرار حالة وفرة المعروض إلا أن عوامل أخرى ستؤثر في مشهد سوق النفط ومنها المخاوف على مستقبل الإمدادات إلى جانب التحسن الكبير والملموس في مستويات نمو الطلب العالمي.
وأكد أندرياس جيني مدير شركة ماكسويل كوانت للخدمات النفطية، أنه من الطبيعي حدوث انخفاضات مؤقتة بعد الارتفاعات القياسية التي حدثت في ختام الأسبوع الماضي، لكن السوق أصبحت أقرب للارتفاع المستمر لتعويض الخسائر السابقة مدفوعة من تقلص نسبي في المعروض ونمو ملحوظ في الطلب.
وتوقع جينى أن تتمسك «أوبك» أكثر بمستوياتها الإنتاجية مع استمرار ارتفاع الأسعار فيما يتواصل خروج المنتجين الأضعف من السوق خاصة من منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، متوقعا حدوث كثير من صيغ التعاون بين دول «أوبك» خلال الفترة المقبلة خاصة فيما يتعلق بموضوع إنتاج مزيج مختلط من نفط الدول الأعضاء.
من جهة أخرى، ألقى تقرير حديث لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» عن السياسات النفطية في الدول الأعضاء الضوء على عدد من خطط الدول الأعضاء فيما يتعلق بالتنمية والاستثمار في القطاع النفطي. ونقل التقرير عن سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي تأكيده أن بلاده تتبنى عددا من خطط التنمية في القطاع النفطي للسنوات القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن بلاده قررت الاستثمار في رفع إنتاجها من النفط الخام من ثلاثة ملايين برميل يوميا حاليا إلى 3.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2017.
وأضاف التقرير أن «الإمارات تعتزم إضافة إلى ذلك وخلال الفترة نفسها زيادة قدرة مصافيها المحلية من 707 آلاف برميل يوميا إلى 1.1 مليون برميل يوميا».
وبحسب الوزير الإماراتي فإن هذا الاستثمار المخطط له يعكس النظرة الاستراتيجية للدول الخليجية في الحفاظ على موقعها الحالي باعتبارها من الدول الرئيسة المصدرة للنفط في العالم. وأشار التقرير إلى أن الإمارات تمتلك 4 بالمئة من احتياطات النفط الخام في العالم ونحو 3.5 بالمئة من احتياطات الغاز الطبيعي الدولية كما يمثل إنتاج الإمارات 10 بالمئة من صادرات «أوبك».
وأوضح التقرير أن هناك زيادة مطردة في الطلب المحلي على الطاقة في الإمارات وذلك بسبب تسارع النمو الاقتصادي والسكاني وهو ما يتطلب تنمية استثمارية سريعة، مشيرا إلى اهتمام الإمارات الكبير بقطاع الطاقة والالتزام بعمل جاد لتنويع موارد الطاقة.
ونقل التقرير عن المزروعي تأكيده أن هدف حكومة الإمارات هو جعل البلاد واحدة من أفضل دول العالم في مجال سياسات الطاقة والاعتماد على أفضل وسائل ممكنة للاستثمار في موارد الطاقة مع التركيز على ضرورة الابتكار في هذا القطاع.