تبددت الآمال في فرص نجاح اجتماع المنتجين في الجزائر في التوافق حول تجميد الإنتاج، إثر التعنت الإيراني وإصرار«طهران» على عدم الامتثال لأي مبادرة لتجميد الإنتاج. وأشار مراقبون إلى أن اجتماع الجزائر ما زال يشهد اتساع هوة الخلاف، في ظل إصرار إيران لبلوغ مستوى إنتاج أعلى من أربعة ملايين برميل يوميا، وهو الأمر الذي يلقى رفضا خليجيا. وتواصل روسيا مساعيها المكثفة لتحقيق التوافق وتقريب المسافات، إذ أجرى ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي أمس، مباحثات مكثفة مع نظيره الإيراني بيجان زنجنه، بينما تأثرت الأسواق بالسلب على الفور وفقدت الأسعار الكثير من مستوىاتها السابقة بعد تسجيل خسائر جديدة.
وكان وزير النفط الإيراني بيجان زنجنه قد أكد في تصريحات له في الجزائر أن بلاده غير مستعدة لتجميد الإنتاج عند المستوىات الحالية، وتستهدف رفع الإنتاج إلى أربعة ملايين برميل يوميا وأنها تسعى للحصول على نسبة حول 12-13 في المائة من الحصة السوقية لدول منظمة أوبك.
أمام هذا التعنت أعلن المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، أن الاجتماع تشاوري وأنه متفائل بتعافي السوق تلقائيا وإن كان بوتيرة أبطأ نسبيا. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، إن السعودية قادرة على تحمل الاتجاه الحالي في سعر النفط، لافتاً إلى أنه لا يتوقع اتفاقا في محادثات الجزائر اليوم.
وأضاف، أن الفجوة في وجهات النظر بين دول “أوبك” تتقلص، متوقعا أن تتوافق الآراء بحلول نوفمبر، في حين لم يستبعد التوصل إلى اتفاق بشأن التثبيت في وقت لاحق من هذا العام. وتوافق الموقف الإماراتي مع موقف السعودية، حيث أكد سهيل المزروعي وزير النفط الإماراتي أن بلاده تدعم التوصل لاتفاق بشأن تجميد الإنتاج إذا ما وافق المنتجون الآخرون ولكن خفض الإنتاج غير مطروح للنقاش.
وشهد الاجتماع الوزاري الخامس عشر لمنتدى الطاقة الدولي أمس في الجزائر، الذي يختتم أعماله اليوم الأربعاء اتصالات مكثفة بين المنتجين داخل منظمة أوبك وخارجها في اجتماع غير رسمي، لمناقشة تحقيق الاستقرار بالأسواق ودعم الأسعار.
وعلى هامش اجتماع الجزائر، التقى الدكتور محمد السادة وزير الطاقة والصناعة القطري ورئيس مؤتمر «أوبك» مع كل من نظيره الجزائري نور الدين بوطرفة ومحمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك».
وأكد الدكتور السادة أهمية اجتماع الجزائر الذي يضم منتجي «أوبك» ومنتجين من خارج «أوبك» ودول الاستهلاك، مشيرا إلى أهمية دعم العمل المشترك بين جميع الأطراف من اجل استعادة التوازن والنمو في سوق النفط الخام. وحرص باركيندو على إجراء اتصالات مكثفة مع قيادات منتدى الطاقة الدولي والشركات المشاركة في المنتدى بهدف الوصول إلى صيغ تعاون أكثر فاعلية تسهم في إثراء الصناعة وتطوير قدراتها خاصة في الدول الأعضاء في منظمة أوبك. وتشمل قائمة المباحثات التي يجريها السادة وباركيندو في الجزائر، كل من المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودى وسيد حسين عدلي رئيس منتدى الدول المصدرة للغاز وإيمانويل كاشيكو وزير الدولة النيجيري للموارد النفطية وألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي، وبيجان زنجنه وزير البترول في إيران، وديل بينو أولوخيو وزير البترول والتعدين في فنزويلا.