قال دونالد توسك رئيس الاتحاد الأوروبي إن قادة الاتحاد حققوا تقدما نحو الاتفاق على آليات لحماية أسواق الاتحاد من المنافسة غير العادلة للواردات الرخيصة، مضيفا أنه مازال «قلقا» بشأن الجمود الذي يحيط باتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد وكندا.
وبحسب «الألمانية»، فقد ذكر توسك في ختام قمة الاتحاد الأوروبي التي استمرت يومين أن قادة الاتحاد تعهدوا بالتوصل إلى اتفاق عاجل بشأن تحديث أدوات الدفاع التجارية للاتحاد، مشيرا إلى أن وزراء التجارة يحاولون تسوية أي خلافات بشأن كيفية حماية الصناعات المحلية الأوروبية.
وأكد توسك أن هناك «فارقا مهما بين الحماية والحمائية» في مجال التجارة، في الوقت نفسه، أعرب جان كلود يونيكر رئيس المفوضية الأوروبية أمله في التوصل إلى الاتفاقية التجارية بين الاتحاد وكندا خلال الأيام المقبلة.
وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت الأربعاء الماضي حلا وسطا جديدا لحماية الصناعة الأوروبية من المنافسة غير العادلة للواردات الرخيصة، في محاولة لضمان استفادة الدول الأعضاء قبل أن تستفيد الصين من القواعد الجديدة التي تفرض صعوبة على التصدي لممارسات الإغراق.
وتحث المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء في الاتحاد منذ وقت طويل على تبني مقترحات لتحديث أدوات الحماية التجارية للاتحاد، وأوضح جان كلود يونيكر رئيس المفوضية الأوروبية أن قواعدنا الحالية أكدت عدم كفايتها لمحاربة أضرار المنافسة الأجنبية غير العادلة، ولا يمكننا البقاء عاجزين.
ومن العقبات التي تواجه الاتحاد، طريقة حساب رسوم الإغراق على أساس الحد الأدنى لهذه الرسوم اللازم لمنع الضرر المباشر عن الصناعة الأوروبية، وليس على أساس الخفض الكامل للأسعار عن السعر العادل للمنتجات. وتريد المفوضية تغيير هذه الطريقة المعروفة باسم قاعدة الرسوم الأقل بهدف توفير حماية أكبر للصناعة الأوروبية، ولكن هذه الطريقة مفضلة لدى الدول الأعضاء الأشد دعما للتجارة الحرة.
ولكن الاقتراح الجديد الذي قدمه نائب رئيس المفوضية الأوروبية جيركي كاتانين يبقي على قاعدة الرسم الأقل، لكن دون أن يكون تطبيقه لازما في حالة مشكلات الفائض الكبير والخطير للطاقة الإنتاجية، التي تؤدي إلى الإغراق.
وتعاني صناعة الصلب الأوروبية الضغوط الناجمة عن الإفراط في الإنتاج في هذه الصناعة على مستوى العالم ما أدى إلى انخفاض الأسعار، وتمثل الزيادة الكبيرة في الإنتاج بصناعة الصلب الصينية هاجسا رئيسا لدى الدول الأخرى المنتجة للصلب في العالم.
ويطبق الاتحاد الأوروبي حاليا أكثر من 100 إجراء تجاري دفاعي منها 15 ضد واردات منتجات الصلب الصينية، وأضاف الاتحاد اليوم بشكل مؤقت منتجات الصلب المدرفل على الساخن وألواح الصلب الثقيل إلى قائمة المنتجات الصينية الخاضعة لرسوم إغراق.
وقالت المفوضية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي إن هذه الإجراءات ستعيد الربحية لمنتجي ألواح الصلب الثقيل الأوروبيين ويمنع الضرر عن الشركات التي تنتج منتجات الصلب المدرفل على الساخن.
يذكر أن ألواح الصلب الثقيل تستخدم في المباني والجسور ومنصات النفط وغير ذلك، في حين تستخدم لفائف الصلب المسطح المدرفل على الساخن في عديد من المنتجات من أنابيب نقل النفط والغاز إلى السفن.
وهددت الصين بمعاقبة مسؤولي الحكومات الإقليمية الذين يعوقون خطط الحكومة في تقليص الطاقة الإنتاجية الفائضة من الصلب، وذلك في ضوء إخفاق البلاد في الوصول إلى الهدف المرسوم للتقليص خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام.
وتشمل الإجراءات الحكومية أيضا إغلاق مناجم الفحم غير الضرورية، ضمن خطة إصلاحات في البلاد للتحول بعيدا عن الإنتاج الصناعي الثقيل، غير أن الضغوط الدولية لم تكن بعيدة عن هذه السياسة.