غلب التذبذب على أسعار النفط بعد أن سجل تراجعات محدودة كرد فعل على ارتفاعات سابقة، ومالت السوق إلى الانخفاض وسط أنباء عن استمرار حالة وفرة الإمدادات وزيادة المعروض.وهبط خام «برنت» إلى أقل من 66 دولارا للبرميل أمس بفعل صعود الدولار ومؤشرات على وفرة الإمدادات من الشرق الأوسط رغم التوترات السياسية في المنطقة.
وارتفع الدولار لنحو أعلى مستوياته في أسبوع مقابل سلة من العملات متعافيا من أدنى مستوى له في أربعة أشهر وهو ما يجعل النفط والسلع الأولية الأخرى المقومة بالعملة الأميركية أعلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وقال مدير شركة ماكسويل كوانت للخدمات والأبحاث « أندرياس جينى إن تذبذب الأسعار أمر واقعي ومتوقع لأن السوق تمر بمرحلة تعاف مهمة بعد انخفاضات حادة سابقة.
وأضاف أن السوق ستستمر في حالة من الشد والجذب الحالية لفترة قصيرة إلى أن يحدث تقلص واسع في المعروض العالمي بسبب هبوط حاد متوقع في الإنتاج الصخري، يواكب ذلك نمو في الطلب من الأسواق الرئيسية.
وذكر أن السوق تأثر بأنباء وفرة المعروض حيث شركة سوناطراك الجزائرية تعتزم زيادة إنتاج النفط 32 ألف برميل يوميا من مطلع (يوليو) المقبل، كما تخطط إيران وليبيا للقفز بصادراتها النفطية خلال ثلاثة أشهر.
وقال المدير الإداري لمؤسسة البيك البلغارية للطاقة « مارتن جورجييف إن اتجاهات نمو أسعار النفط ستتغلب تدريجيا على العوامل المؤثرة سلبا في السوق التي تعطل استعادة الأسعار لمستوياتها الطبيعية.وأضاف أن عودة ارتفاع الأسعار إلى المستويات العادلة للمنتجين والمستهلكين «أصبح أمرا لا يحتمل مزيدا من التأخير خاصة أن الاستثمارات النفطية تحاول جاهدة التغلب على التحديات التي فرضتها المتغيرات السلبية».وأوضح جورجييف أن أرباح أغلب الشركات النفطية تراجعت على نحو حاد في الفترة السابقة آخرها «أو. إم. في» التي انخفضت أرباحها التشغيلية بنسبة تصل إلى 50 بالمئة.وتحدث مدير تنمية الأعمال في مبادرة الطاقة الأوروبية ألكس فولر « معتبرا أن السوق شهدت أخيرا تراجعا في الواردات الأميركية من النفط التقليدي في إطار سعيها لتقليل الاعتماد عليه واستبداله بالإنتاج الصخري للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.وأضاف أن تراجع الطلب الأميركي على النفط التقليدي لن يستمر طويلا بسبب عوامل عديدة منها الضعف المستمر والتراجع المتلاحق في إنتاج النفط الصخري الجديد في الولايات المتحدة ما يعنى زيادة الاعتماد مجددا على النفط التقليدي.
وتحدث عن عامل آخر هو معدلات النمو السكاني السريعة في آسيا التي تعتمد بدرجة أكبر على النفط التقليدي خاصة القادم من الشرق الأوسط.وأضاف «الولايات المتحدة بصفتها أكبر مستهلك للنفط في العالم لن تستطيع تغيير الكثير من معالم العرض والطلب بسبب وجود منافسين أقوى سواء في الإنتاج أو الاستهلاك».على صعيد أسعار الخام في الأسواق الدولية أمس، تراجع «برنت» تسليم (يوليو) 1.04 دولار إلى 65.23 دولار للبرميل قبل أن يتعافى إلى نحو 65.90 دولار في وقت لاحق.وانخفض الخام الأميركي الخفيف 40 سنتا إلى 59.03 دولار للبرميل، كما نقلت وكالة رويترز.وارتفع سلة خام «أوبك» وسجل سعرها 62.98 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 62.74 دولار للبرميل في اليوم السابق.وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أمس إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء عاد إلى الارتفاع بعد انخفاضات استمرت يومين.وحققت السلة على مدار الأسبوع مكاسب محدودة حيث سجلت في مستهل تعاملات الأسبوع الماضي 63.03 دولار للبرميل وسيطر التذبذب على تعاملات الأسبوع