شنت القوات العراقية بمساندة فصائل الحشد الشعبي اول هجوم مضاد منذ سقوط مدينة الرمادي على تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة حصيبة الواقعة شرق المدينة واستعادت اجزاء منها، بحسب مصادر امنية عراقية.
وقال عقيد في الشرطة العراقية لوكالة فرانس برس “انطلقت اول عملية عسكرية بعد سقوط مدينة الرمادي لتحرير منطقة حصيبة الشرقية التي تبعد سبعة كليومترات شرق الرمادي”.
واوضح ان “العملية يشارك فيها الجيش وقوات التدخل السريع والشرطة الاتحادية والمحلية والعشائر، بمساندة قوات الحشد الشعبي، مشيرا الى ان المعارك اسفرت عن تحرير مركز شرطة حصيبة ومناطق واسعة والعملية تسير بتقدم كبير”.
بدوره، اكد شيخ قبيلة البو فهد رافع عبد الكريم الفهداوي الذي صمد مع مقاتليه امام هجوم التنظيم المتشدد، عدة ايام قبل وصول التعزيزات ان “القوات الامنية تتقدم بشكل كبير في المنقطة بمساندة الحشد الشعبي، واستعادت اجزاء واسعة”.
ويشارك مقاتلي قبيلة البو فهد بشكل واسع في عملية تحرير حصيبة الشرقية التي سقطت قبل يومين بيد التنظيم الذي وسع رقعة مساحة نفوذه بعد السيطرة على الرمادي الاسبوع الماضي.
وتاتي العملية بعد اسبوع من طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قوات “الحشد الشعبي” المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مسلحة، الاستعداد للمشاركة في معارك محافظة الانبار (غرب) ذات الغالبية السنية، لا سيما مدينة الرمادي التي باتت بمعظمها تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
فشلت استراتيجية الرئيس الاميركي باراك اوباما في منع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرمادي، وبرغم ذلك يبدو مترددا في تغيير مسار سياسته وان كان الجهاديون يتقدمون على ارض المعركة.
ويرى خبراء ان سقوط مدينة الرمادي بيد “الدولة الإسلامية” فضح الحدود التي ترسم سياسة اوباما، ما كشف الانقسامات الطائفية داخل المجتمع العراقي التي يستغلها التنظيم المتطرف، كما على اصرار الرئيس الاميركي على تفادي احتلال عسكري آخر.
وبعد سقوط الرمادي بيد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية، حاول اوباما الدفاع عن مقاربته مصرا على ان كل ما حصل ليس سوى “تراجعا تكتيكيا”.
وفي مقابلة مع مجلة “ذي اتلانتيك”، قال اوباما “لا اعتقد اننا نخسر”. وبالنسبة للرئيس الاميركي فان السؤال لا يدور حول امكانية ارسال قوات اميركية برية بل “كيف نجد حلفاء فاعلين” قادرين على هزم المتطرفين في سوريا والعراق.
ولكن حتى داخل ادارته، ينظر الى ما حصل في الرمادي على انه يضر القوات العراقية من جهة والتحالف العسكري الجوي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية العام الماضي.
والامر لا يقتصر على العراق. فبعد ايام على سقوط الرمادي، سيطر مقاتلو “الدولة الإسلامية” على مدينة تدمر التاريخية في سوريا فضلا عن معبر الوليد الاستراتيجي على الحدود العراقية والمعروف بمعبر التنف الاستراتيجي. 
ويناقض هذا التقدم الميداني ما تتحدث عنه وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) منذ اسابيع بان تنظيم الدولة الإسلامية اصبح في موقع “دفاعي”.
ويبدو ان ذلك اجبر واشنطن على مراجعة سياستها. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى للصحافيين انه مع استمرار تقدم “الدولة الإسلامية” برغم اكثر من اربعة آلاف غارة جوية للتحالف العسكري خلال تسعة اشهر في سوريا والعراق، فان الادارة الاميركي تعيد النظر في استراتيجيتها.
وغداة السيطرة على الرمادي، اعلن مسؤولون اميركيون ان الفي صاروخ مضاد للمدرعات من طراز “أي تي 4” في طريقها الى العراق لمساعدة قواته على مواجهة السيارات المفخخة.وتأتي تلك الخطوة في اطار جهود لتعزيز تسليح القوات العراقية والعشائر السنية.