وجدت العديد من الأمهات اللاجئات السوريات فرصا حقيقية لتأمين مستقبلهن بالعمل بأيديهن وعرق جبينهن بعد ان أمنت مؤسسات خيرية كويتية مشاغل للخياطة خدمة للمرأة السورية اللاجئة في تركيا.
 وشكل التفكير بالمستقبل هاجسا يؤرق معظم اللاجئات السوريات لا سيما من حيث كيفية الاعتماد على مهن تؤمن دخلا يساعد على نوائب الدهر ويقاسم آمالهن وتطلعاتهن في ضوء حياة اللجوء التي يعيشها الملايين من السوريين.
 وتأتي فكرة إنشاء مشاغل كويتية للخياطة في المدن الجنوبية التركية حيث تتركز الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين في اطار جهود المؤسسات والجمعيات الإنسانية الكويتية للمساعدة والتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين.
 ولاقت الفكرة استحسان وإشادة العديد من النساء السوريات اللواتي رأينها الضوء الذي سينير نفق اللجوء المظلم في ضوء صعوبة التفكير في العودة قريبا إلى وطنهن بعد أن تركنه مكرهات لا مخيرات هربا من الحرب المدمرة التي تعصف بها منذ ستة اعوام.
 ورغم هول وحجم المأساة فأن ذلك لم يمنع المرأة السورية من الاستمرار في الكفاح سبيلا لنيل حياة أفضل ولم تستسلم للصعوبات والعوائق التي تحاصرها من كل حدب ضاربة المثل في التضحية والبذل ومتسلحة بأوثق عرى الأسباب طلبا للرزق ونيل الحياة الكريمة وإعالة لنفسها وأبنائها فالتحقت بمشاريع مشاغل الخياطة الكويتية وبدأت تتعلم حرفا ومهنا ستدر عليها دخلا كريما.
 وأنشأ بيت الزكاة الكويتي مشغلا للخياطة بالتعاون مع هيئة الاغاثة الانسانية التركية في مايو الماضي في حين قدمت الرحمة العالمية بجمعية الاصلاح الاجتماعي بالتعاون مع جمعية الشفقة العالمية مشروع المرحوم سليمان العقيلي وحرمه للتدريب الحرفي للاجئات السوريات في بلدة (الريحانية) بمدينة (هاطاي) جنوبي تركيا لتدريب وتوفير فرص عمل لأمهات أيتام اللاجئين السوريين.
 وكان المشروعان مناسبة للعديد من الأمهات المستفيدات اللواتي ثمن الدور الكبير الذي تؤديه دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا في التخفيف من معاناتهن والوقوف الدائم إلى جانبهن.
 وفي هذا السياق أعربت العاملة بمشغل بيت الزكاة منى السعيد وهي أم لأربعة أطفال أيتام عن شكرها لدولة الكويت وبيت الزكاة في مساعدة الأرامل والأيتام من اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل ووجدوا أنفسهم لاجئين بلا مأوى.
 وأضافت السعيد في تصريح لـ(كونا) ان المشغل يضم 23 عاملة متدربة وساهم كثيرا في رفع معنويات الأرامل وساعد في تغطية متطلبات الحياة الضرورية واحتياجات أطفال النساء العاملات فيه متمنية توسعة المشروع ليشمل أكبر عدد ممكن من المستفيدات.
 واكدت عزم العاملات في المشغل على العمل الدؤوب لرفع وتيرة الإنتاج والمساهمة في توفير أهم الاحتياجات من الملابس خاصة منتجات الأطفال والنساء.
 من جانبها شكرت العاملة شهامة خطاب بيت الزكاة الكويتي معتبرة أن ما قام به يعد لفتة إنسانية تستحق الثناء والتقدير حين احتضن اللاجئات السوريات الأرامل في مشروع مشغل الخياطة الذي موله.  واضافت خطاب وهي ايضا ارملة وام لطفلة ان المشروع يمثل بارقة امل للارامل اللاجئات معربة عن سعادتها بالعمل في المشغل التي تتقن فيه استخدام جميع انواع مكائن الخياطة وعددها 23 ماكينة.
 وذكرت ان المشغل بحاجة الى تطوير حتى يستطيع انتاج كميات اكبر من خلال توفير مكائن خياطة متطورة اضافة الى طلبات تجارية خاصة من السوق الخليجي.
 وبينت ان المشروع وفر فرصة لقضاء وقت مفيد لتعلم الخياطة بجميع انواعها وبالتالي الحصول على راتب يغطي بعض احتياجات طفلتها واسرتها.  بدورها وجهت أمينة الحموة بطاقة شكر لدولة الكويت ولبيت الزكاة الذي أنشأ هذا المشروع واسهم في تخطي أزمة اللجوء بالنسبة لكثيرين ويوفر اكتفاء ذاتيا لهم ودخلا محترما لسد احتياجاتهم إضافة للدور النفسي الذي يقوم به.  واوضحت الحموة ان المشروع ساعد العديد من الأرامل على تخطي بعض الصعوبات والمشاكل النفسية ووجدن فيه ملاذا مكنهن من إتقان حرف تعينهم وتعين عائلاتهن مستقبلا.
 وتعد مأساة الحموة إحدى الحالات الإنسانية الخاصة بعد ان فقدت زوجها ووالدها وأشقاءها في الصراع الدائر بسوريا وهي تعمل لإعالة والدتها وأبنائها وبعض أبناء أخويها يتيمي الأب والأم.
 من جهته قال الأمين المساعد للعلاقات العامة والإعلام والدعم الفني بالرحمة العالمية عبد الرحمن المطوع إن المؤسسة ركزت في برامجها الإغاثية الإنسانية على مجموعة من المشاريع النوعية التي استهدفت تمكين وتنمية المرأة السورية في تركيا لتقوم بدورها في رعاية أبنائها خاصة الأسر التي فقدت المعيل.
 وأضاف المطوع في تصريح ل(كونا) أن الرحمة العالمية قدمت مشروعا تدريبيا تأهيليا تنمويا لإكساب المرأة السورية حرفة وإعطائها فرصة للاستعفاف من خلال مشغل خياطة المرحوم سليمان العقيلي وحرمه والذي تأسس في مدينة (ماردين) جنوب شرقي تركيا ثم انتقل الى (الريحانية).